| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
| |||||||||
رد: أروع ما كتب نزار قباني (شهريار هذا الزمان )>متجدد بلقيس مذبوحون حتى العظم والأولاد لا يدرون ما يجري ولا أدري أنا ماذا أقول ؟ هل تقرعين الباب بعد دقائق ؟ هل تخلعين المعطف الشتوي ؟ هل تأتين باسمة وناضرة ومشرقة كأزهار الحقول ؟ بلقيس إن زروعك الخضراء مازالت على الحيطان باكية ووجهك لم يزل متنقلاً بين المرايا والستائر حتى سجارتك التي أشعلتها لم تنطفئ ودخانها مازال يرفض أن يسافر بلقيس مطعونون مطعونون في الأعماق والأحداق يسكنها الذهول بلقيس كيف أخذت أيامي وأحلامي وألغيت الحدائق والفصول يا زوجتي وحبيبتي وقصيدتي وضياء عيني قد كنت عصفوري الجميل فكيف هربت يا بلقيس مني ؟ بلقيس هذا موعد الشاي العراقي المعطر والمعتق كالسلافة فمن الذي سيوزع الأقداح أيتها الزرافة ؟ زمن الذي نقل الفرات لبيتنا وورود دجلة والرصافة ؟ بلقيس إن الحزن يثقبني وبيروت التي قتلتك لا تدري جريمتها وبيروت التي عشقتك تجهل أنها قتلت عشيقتها وأطفأت القمر بلقيس يا بلقيس يا بلقيس كل غمامة تبكي عليك فمن ترى يبكي عليا بلقيس كيف رحلت صامتة ولم تضعي يديك على يديا ؟ بلقيس كيف تركتنا في الريح نرجف مثل أوراق الشجر ؟ وتركتنا - نحن الثلاثة- ضائعين كريشة تحت المطر أتراك ما فكرت بي ؟ وأنا الذي يحتاج حبك مثل (زينب)أو (عمر) بلقيس يا كنزاً خرافياً ويا رمحاً عراقياً وغابة خيزران يا من تحديت النجوم ترفعاً من أين جئت بكل هذا العنفوان ؟ بلقيس تذبحني التفاصيل الصغيرة في علا قتنا وتجلدني الدقائق والثواني فلكل دبوس صغير .. قصة ولكل عقد من عقودك قصتان حتى ملاقط شعرك الذهبي تغمرني كعادتها ، بأمطار المنان ويعرش الصوت العراقي الجميل على الستائر والمقاعد والأواني ومن المرايا تطلعين من الخواتم تطلعين من القصيدة تطلعين من الشموع من الكؤوس من النبيذ الأرجواني بلقيس يا بلقيس لو تدرين ما وجع المكان في كل ركن .. أنت حائمة كعصفور وعابقة كغابة بيلسان فهناك .. كنت تدخنين هناك .. كنت تطالعين هناك .. كنت كنخلة تتمشطين وتدخلين على الضيوف كأنك السيف اليماني بلقيس أين زجاجة ( الغيلان ) ؟. والولاعة الزرقاء أين سجارة الـ (الكنت ) التي ما فارقت شفتيك ؟ أين (الهاشمي ) مغنياً فوق القوام المهرجان تتذكر الأمشاط ماضيها فيكرج دمعها هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضاً تعاني ؟ بلقيس : صعب أن أهاجر من دمي وأنا المحاصر بين ألسنة اللهيب وبين ألسنه الدخان … بلقيس : أيتها الأميرة هاأنت تحترقين .. في حرب العشيرة والعشيرة ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟ إن الكلام فضيحتي هانحن نبحث بين أكوام الضحايا عن نجمة سقطت وعن جسد تناثر كالمرايا هانحن نسأل يا حبيبة إن كان هذا القبر قبرك أنت أم قبر العروبة بلقيس : يا صفصافة أرحت ضفائرها عليّ ويا زرافة كبرياء
|
| |||||||||
رد: أروع ما كتب نزار قباني (شهريار هذا الزمان )>متجدد بلقيس : إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عرب ويأكل لحمنا عرب ويفتح قبرنا عرب فكيف نفر من هذا القضاء ؟ فالخنجر العربي .. ليس يقيم فرقاً بين أعناق الرجال وبين أعناق النساء بلقيس : إن هم فجروك .. فعندنا كل الجنائز تبتدي في كربلاء وتنتهي في كربلاء لن أقراء التاريخ بعد اليوم إن أصابعي اشتعلت وأثوابي تغطيها الدماء هانحن ندخل عصرنا الحجري نرجع كل يوم ، ألف عام للوراء … البحر في بيروت بعد رحيل عينيك استقال والشعر .. يسأل عن قصيدته التي لم تكتمل كلماتها ولا أحد .. يجيب على السؤال الحزن يا بلقيس يعصر مهجتي كالبرتقال الآن .. أعرف مأزق الكلمات أعرف ورطة اللغة المحالة وأنا الذي اخترع الرسائل لست أدري .. كيف أبتدئ الرسالة السيف يدخل لحم خاصرتي وخاصرة العبارة كل الحضارة ، أنت يا بلقيس ، والأنثى حضارة بلقيس : أنت بشارتي الكبرى فمن سرق البشارة ؟ أنت الكتابة قبلما كانت كتابة أنت الجزيرة والمنارة بلقيس : يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة الآن ترتفع الستارة الآن ترتفع الستارة سأقول في التحقيق إني أعرف الأسماء .. والأشياء .. والسجناء والشهداء .. والفقراء .. والمستضعفين وأقول إني أرف السياف قاتل زوجتي ووجوه كل المخبرين وأقول : إن عفافنا عهر وتقوانا قذارة وأقول : إن نضالنا كذب وأن لا فرق ما بين السياسة والدعارة !! سأقول في التحقيق : إني قد عرفت القاتلين وأقول : إن زماننا العربي مختص بذبح الياسمين وبقتل كل الأنبياء وقتل كل المرسلين حتى العيون الخضر يأكلها العرب حتى الضفائر والخواتم والأساور والمرايا .. واللعب حتى النجوم تخاف من وطني ولا أدري السبب حتى الطيور تفر من وطني و لا أدري السبب حتى الكواكب .. والمراكب .. والسحب حتى الدفاتر .. والكتب وجميع أشياء الجمال جميعها .. ضد العرب لما تناثر جسمك الضوئي يا بلقيس ، لؤلؤة كريمة فكرت : هل قتل النساء هواية عربية أم أننا في الأصل ، محترفو جريمة ؟ بلقيس يا فرسي الجميلة .. إنني من كل تاريخي خجول هذي بلاد يقتلون بها الخيول هذي بلاد يقتلون بها الخيول من يوم أن نحروك يا بلقيس يا أحلى وطن لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن مازلت أدفع من دمي أعلى جزاء كي أسعد الدنيا ولكن السماء شاءت بأن أبقى وحيداً مثل أوراق الشتاء هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟ وهل القصيدة طعنة في القلب ليس لها شفاء ؟ أم أنني وحدي الذي عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟ سأقول في التحقيق : كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب كل للصوص من الخليج إلى المحيط يدمرون .. ويحرقون .. وينهبون .. ويرتشون ويعتدون على النساء كما يريد أبو لهب كل الكلاب موظفون ويأكلون ويسكرون على حساب أبي لهب لا قمحة في الأرض تنبت دون رأي أبي لهب لا طفل يولد عندنا إلا وزارت أمه يوماً فراش أبي لهب !! لا سجن يفتح دون رأي أبي لهب لا رأس يقطع دون أمر أبي لهب سأقول في التحقيق : كيف أميرتي اغتصبت وكيف تقاسموا فيروز عينيها وخاتم عرسها وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي يجري كأنهار الذهب سأقول في التحقيق : كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف وأضرموا فيه اللهب سأقول كيف استنزفوا دمها وكيف استملكوا فمها فما تركوا به ورداً ولا تركوا عنب هل موت بلقيس هو النصر الوحيد بكل تاريخ العرب ؟ بلقيس يا معشوقتي حتى الثمالة الأنبياء الكاذبون يقرفصون ويكذبون على الشعوب ولا رسالة لو أنهم حملوا إلينا من فلسطين الحزينة نجمة أو برتقالة لو أنهم حملوا إلينا من شواطئ غزة حجراً صغيراً أو محارة لو أنهم من ربع قرن حرروا زيتونه أو أرجعوا ليمونة ومحوا عن التاريخ عاره لشكرت من قتلوك يا بلقيس يا معبودتي حتى الثمالة لكنهم تركوا فلسطيناً ليغتالوا غزالة !! ماذا يقول الشعر يا بلقيس في هذا الزمان ؟ ماذا يقول الشعر ؟ في العصر الشعوبي المجوسي الجبان والعالم العربي مسحوق ومقموع ومقطوع اللسان نحن الجريمة في تفوقها فما ( العقد الفريد ) وما ( الأغاني ) ؟؟ أخذوك أيتها الحبيبة من يدي أخذوا القصيدة من فمي أخذوا الكتابة والقراءة والطفولة والأماني بلقيس يا بلقيس يا دمعاً ينقط فوق أهداب الكمان علمت مت قتلوك أسرار الهوى لكنهم قبل انتهاء الشوط قد قتلوا حصاني بلقيس : أسألك السماح ، فربما كانت حياتك فدية لحياتي إني لأعرف جيداً أن الذين تورطوا في القتل ، كان مرادهم أن يقتلوا كلماتي !!! نامي بحفظ الله أيتها الجميلة فالشعر بعدك مستحيل والأنوثة مستحيلة ستظل أجيال من الأطفال تسأل عن ضفائرك الطويلة وتظل أجيال من العشاق تقرأ عنك أيتها المعلمة الأصيلة وسيعرف الأعراب يوماً أنهم قتلوا الرسولة قتلوا الرسولة ق ت ل و ا ال ر س و ل ه تمت |
| |||||||||
رد: أروع ما كتب نزار قباني (شهريار هذا الزمان )>متجدد منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل 1 لن تجعلوا من شعبنا شعبَ هنودٍ حُمرْ.. فنحنُ باقونَ هنا.. في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها إسوارةً من زهرْ فهذهِ بلادُنا.. فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها مثلَ حشيشِ البحرْ.. مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها في قمحِها المُصفرّْ مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها باقونَ في آذارها باقونَ في نيسانِها باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها باقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها.. وفي الوصايا العشرْ.. 2 لا تسكروا بالنصرْ… إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو وإن سحقتُم وردةً.. فسوفَ يبقى العِطرْ 3 لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ.. ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ.. لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ فوقَ صحاري مصرْ… 4 المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ 5 من قصبِ الغاباتْ نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ من السطورِ والآياتْ… فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ.. لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا.. فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ 6 لن تستريحوا معنا.. كلُّ قتيلٍ عندنا يموتُ آلافاً من المراتْ… 7 إنتبهوا.. إنتبهوا… أعمدةُ النورِ لها أظافرْ وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ… أو لفتةٍ.. أو خصرْ الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ.. وخصلةٍ من شعرْ.. 8 يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ.. إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ 9 ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم وتتبعوا نبيَّكم للطورْ.. فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ من بابِ كلِّ جامعٍ.. من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ 10 إنتظرونا دائماً.. في كلِّ ما لا يُنتظَرْ فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ.. رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ.. نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ.. 11 لقد سرقتمْ وطناً.. فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ.. سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ وتنصبونَ مأتماً.. إذا خطفنا طائرهْ 12 تذكروا.. تذكروا دائماً بأنَّ أمريكا – على شأنها – ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ وأن أمريكا – على بأسها – لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ 13 ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ ونحنُ باقونَ على صدوركمْ.. كالنقشِ في الرخامْ.. باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ باقونَ في شعر امرئ القيس.. وفي شعر أبي تمّامْ.. باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ باقونَ في مخارجِ الكلامْ.. 14 موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ "نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ" 15 ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ.. 16 للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ.. للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ وهؤلاءِ كلّهمْ.. تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ وهؤلاءِ كلّهم.. في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ.. 17 ..وجاءَ في كتابهِ تعالى: بأنكم من مصرَ تخرجونْ وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا زِدنا على ما قالهُ تعالى: سطرينِ آخرينْ: ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ.. 18 سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ باقونَ في عطرِ المناديلِ.. في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ).. في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ باقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ باقونَ في الصليبْ.. باقونَ في الهلالْ.. في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ باقونَ في الدموعْ.. باقونَ في الآمالْ 19 تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ با ويلكمْ من ثأرهمْ.. يومَ من القمقمِ يطلعونْ.. 20 لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ.. 21 ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ.. يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ.. 22 نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ ونرسمُ السفوحَ والهضابْ.. نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ ونفرضُ الثوابَ والعقابْ.. 23 العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ وانتقلت (هانوي) من مكانها.. وانتقلتْ فيتنامْ.. 24 حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ.. ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ.. وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ.. والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا تغيّروا.. تغيّروا 25 أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ أهطلُ كالسحابْ أطلعُ كلَّ ليلةٍ.. من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ أطلعُ من صوتِ أبي.. من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ أفتحُ بابَ منزلي. أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ 26 محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ ومن هنا معاويهْ سلامُكم ممزَّقٌ.. وبيتُكم مطوَّقٌ كبيتِ أيِّ زانيهْ.. 27 نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ ونطمسَ الحروفَ.. في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء.. |
| |||||||||
رد: أروع ما كتب نزار قباني (شهريار هذا الزمان )>متجدد خمس رسائل إلى أمي صباحُ الخيرِ يا حلوه.. صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه مضى عامانِ يا أمّي على الولدِ الذي أبحر برحلتهِ الخرافيّه وخبّأَ في حقائبهِ صباحَ بلادهِ الأخضر وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر وخبّأ في ملابسهِ طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر وليلكةً دمشقية.. أنا وحدي.. دخانُ سجائري يضجر ومنّي مقعدي يضجر وأحزاني عصافيرٌ.. تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر عرفتُ نساءَ أوروبا.. عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ عرفتُ حضارةَ التعبِ.. وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر ولم أعثر.. على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر وتحملُ في حقيبتها.. إليَّ عرائسَ السكّر وتكسوني إذا أعرى وتنشُلني إذا أعثَر أيا أمي.. أيا أمي.. أنا الولدُ الذي أبحر ولا زالت بخاطرهِ تعيشُ عروسةُ السكّر فكيفَ.. فكيفَ يا أمي غدوتُ أباً.. ولم أكبر؟ صباحُ الخيرِ من مدريدَ ما أخبارها الفلّة؟ بها أوصيكِ يا أمّاهُ.. تلكَ الطفلةُ الطفله فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي.. يدلّلها كطفلتهِ ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ ويسقيها.. ويطعمها.. ويغمرها برحمتهِ.. .. وماتَ أبي ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ وتسألُ عن عباءتهِ.. وتسألُ عن جريدتهِ.. وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ- عن فيروزِ عينيه.. لتنثرَ فوقَ كفّيهِ.. دنانيراً منَ الذهبِ.. سلاماتٌ.. سلاماتٌ.. إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة" إلى تختي.. إلى كتبي.. إلى أطفالِ حارتنا.. وحيطانٍ ملأناها.. بفوضى من كتابتنا.. إلى قططٍ كسولاتٍ تنامُ على مشارقنا وليلكةٍ معرشةٍ على شبّاكِ جارتنا مضى عامانِ.. يا أمي ووجهُ دمشقَ، عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا يعضُّ على ستائرنا.. وينقرنا.. برفقٍ من أصابعنا.. مضى عامانِ يا أمي وليلُ دمشقَ فلُّ دمشقَ دورُ دمشقَ تسكنُ في خواطرنا مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا كأنَّ مآذنَ الأمويِّ.. قد زُرعت بداخلنا.. كأنَّ مشاتلَ التفاحِ.. تعبقُ في ضمائرنا كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ جاءت كلّها معنا.. أتى أيلولُ يا أماهُ.. وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ ويتركُ عندَ نافذتي مدامعهُ وشكواهُ أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟ أينَ أبي وعيناهُ وأينَ حريرُ نظرتهِ؟ وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟ سقى الرحمنُ مثواهُ.. وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ.. وأين نُعماه؟ وأينَ مدارجُ الشمشيرِ.. تضحكُ في زواياهُ وأينَ طفولتي فيهِ؟ أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ وآكلُ من عريشتهِ وأقطفُ من بنفشاهُ دمشقُ، دمشقُ.. يا شعراً على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ ويا طفلاً جميلاً.. من ضفائره صلبناهُ جثونا عند ركبتهِ.. وذبنا في محبّتهِ إلى أن في محبتنا قتلناهُ... |
| |||||||||||
رد: أروع ما كتب نزار قباني (شهريار هذا الزمان )>متجدد الشاعر نزار معرووف باابداعاته الاكثر من رووعه وكثير اقرأ اله انا واحب قصايدهـ والله اختيار موفق وحلوو حفيد كلك ذووق ربي يعطيك العافيه ماقصرت،، وفا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خارطة الصمان ياهل الصمان | عاشق الريم | منتدى السفر والسياحه | 20 | 31-08-2008 05:56 PM |
نزار قباني ( أيظن) | العرين | حكايات من الوجد | 5 | 28-02-2007 03:05 PM |
قصيدة نزار قباني | العرين | حكايات من الوجد | 6 | 28-02-2007 02:58 PM |