مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02) (http://www.rwwwr.com/vb/t8619.html)

سهول يآمهبول 13-09-2007 10:25 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 
"أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث العلاء بن الحضرمي إلى ملك البحرين المنذر بن ساوى ليدعوه إلى الإسلام، وبعد أنّ أسلم رجع العلاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: مررت بثمامة بن أثال الحنفي، فقال: أنت رسول محمّد؟ فقلت: نعم. فقال: والله لا تصل إلى محمّد أبداً. وأراد قتلي، فمنعه عمّه عامر بن سلمة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهمّ اهد عامراً، وأمكني من ثمامة". فأسلم عامر، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يأمر كلّ من خرج إلى وجه: "إن ظفرت بثمامة فخذه". فخرج محمّد بن مسلمة في بعث من البعوث، وقد أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان ببطن نخل (مكان من نجد)، إذا هم بقوم يصطنعون طعاماً، وفيهم ثمامة بن أثال، فأخذه محمّد بن مسلمة، فأوثقه في جامعة (أي قيد جامع)، وبعث به مع أبي نائلة وأربعة نفر. فلمّا أتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمر به فربط إلى سارية من سواري المسجد.

فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ماذا عندك يا ثمامة؟" فقال عندي خير يا محمّد. إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت. فترك حتّى كان الغد. ثمّ قال له: "ما عندك يا ثمامة؟" فقال: ما قلت لك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أطلقوا ثمامة. فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثمّ دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله. يا محمّد، والله ما كان على وجه الأرض أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ. والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدين إليّ. والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ. وإنّ خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشّره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر. فلمّا قدم مكّة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا. ولكن أسلمت مع رسول الله، والله لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها النبيّ صلى الله عليه وسلم". (هذه القصّة وردت في روايات مختلفة في صحيح البخاري وصحيح مسلم وسيرة ابن هشام وغيرها).

kuber 13-09-2007 10:42 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 
خروجه إلى مكة وقصته مع قريش

قال ابن هشام : فبلغني أنه خرج معتمرا ، حتى إذا كان ببطن مكة لبى ، فكان أول من دخل مكة يلبي ، فأخذته قريش ، فقالوا : لقد اخترت علينا ، فلما قدموه ليضربوا عنقه قال قائل منهم دعوه فإنكم تحتاجون إلى اليمامة لطعامكم فخلوه فقال الحنفي في ذلك ومنا الذي لبى بمكة معلنا برغم أبي سفيان في الأشهر الحرم وحدثت أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم ، لقد كان وجهك أبغض الوجوه إلي ولقد أصبح وهو أحب الوجوه إلي . وقال في الدين والبلاد مثل ذلك . ثم خرج معتمرا ، فلما قدم مكة ، قالوا : أصبوت يا ثمام ؟ فقال لا ، ولكني اتبعت خير الدين دين محمد ولا والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم خرج إلى اليمامة ، فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئا ، فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك تأمر بصلة الرحم وإنك قد قطعت أرحامنا ، وقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه أن يخلي بينهم وبين الحمل

إهدار دمه
في السنة السادسة للهجرة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن

يوسع نطاق دعوته إلى الله ، فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم

وبعث بهما إلى هؤلاء الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام ، وكان في جملة

من كاتبهم ثمامة بن أثال رضي الله عنه >

وتلقى ثمامة رضي الله عنه رسالة النبي بالاحتقار ، والإعراض ، وأخذته

العزة بالإثم ، فأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق والخير ، وأغراه شيطانه

بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، ووأد دعوته في مهدها ، فدأب يتحين

الفرص ، للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن خيب الله سعيه

لكن ثمامة رضي الله عنه إذا كان قد كف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإنه لم يكف عن أصحابه ، حيثُ جعل يتربص بهم ، حتى ظفر بعدد منهم ،

وقتلهم شر قتلة ، لذلك أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه ، وأعلن

هذا في أصحابه ، أن هذا الرجل دمه مهدور
أول من لبى ....

استأذن ثمامة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذهب

إلى العمرة وقال :

( يا رسول الله ، إن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى أن

أفعل ؟

فقال صلى الله عليه وسلم :

" امضِ لأداء عمرتك ، ولكن على شِرعة الله ورسوله "

عمرة إسلامية ، لا وثنية ، وعلمه ما يقوم به من المناسك .

ومضى ثمامة رضي الله عنه إلى غايته ، حتى إذا بلغ بطن مكة وقف

يجلجل بصوته العالي ، قائلا :

( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمـد والنعمة لك والملك ،

لا شريك لك

سمعت قريش صوت التلبية ، فهبت غاضبة مذعورة ، واستلت سيوفها من

أغمادها ، واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها ،

ولما أقبل القوم على ثمامة رضي الله عنه ، رفع صوته بالتلبية وهو ينظر

إليهم بكبرياء ، فهم فتى من فتيان قريش أن يرديه بسهم ، فأخذوا على

يديه ، وقالوا :

ويحك أتعلم من هذا ، إنه ثمامة بن أثال ، ملك اليمامة ، فقتله يشعل علينا

نار حرب كبيرة ، وقال الناصح :

والله إن أصبتموه بسوء لقطع قومه عنا الميرة ، وأماتونا جوعا.

ثم اعتمر ثمامة بن أُثال رضي الله عنه على مرأى من قريش كما أمره

النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمر ، وذبح تقربا إلى الله ، لا للأنصاب

والأصنام ، ثم قال لقريش :

( أقسم برب البيت ، إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها ،

أو شيء من خيراتها ، حتى تتبعوا محمدا عن آخركم )

.حصار قريش

وبالفعل مضى ثمامة رضي الله عنه إلى بلاده ، وأمر قومه أن يحبسوا الميرة

عن قريش ، فصدعوا لأمره ، واستجابوا له ، وحبسوا خيراتهم عن أهل مكة .

وأخذ الحصار الذي فرضه ثمامة رضي الله عنه على قريش ، يشتد شيئا فشيئا ،

فارتفعت الأسعار ، وفشا الجوع في الناس ، واشتد عليهم الكرب ، حتى خافوا

على أنفسهم ، وأبنائهم أن يهلكوا جوعا ، عند ذلك كتبوا إلى النبي صلى الله

عليه وسلم ، ورجوه أن يكتب إليه ، أن يفك عنهم هذا الحصار ، ، فكتب النبي

صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة رضي الله عنه بأن يطلق لهم ميرتهم ، فأطلَقها .
فتنة مسيلمة

ظل ثمامة بن أُثال رضي الله عنه ما امتدت به الحياة وفيا لدينه ، حافظا لعهد

نبيه ، فلما التحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، طفق العرب

يخرجون من دين الله زرافات ووحدانا .

ولما قام مسيلمة الكذاب ، في بني حنيفة ، يدعوهم إلى الإيمان به ، وقف

ثمامة رضي الله عنه في وجهه ، وقال لقومه :

( يا بني حنيفة ، إياكم وهذا الأمر المظلم ، الذي لا نور فيه ، إنه والله لشقاء

كتبه الله عز وجل على من أخذ به منكم ، وبلاء على من لم يأخذ به )

ثم قال :

( يا بني حنيفة ، إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمدا رسول الله

لا نبي بعده ، ولا نبي يُشرك معه )

ثم انحاز بمن بقي على الإسلام ، ومضى يقاتل المرتدين جهادا في سبيل

الله ، وإعلاء لكلمته في الأرض .

هذا ثمامة بن أُثال رضي الله عنه ، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ،

وأكرمه بالجنة التي وعد بها المتقون

kuber 13-09-2007 10:57 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 
وهذه قصيدة للصحابي الجليل ( ثمامة بن أثال الحنفي سيد اليمامة أسلم وقطع المئونة عن قريش حتى سغبت وكان يأتيها من اليمامة التمر ونحوه ثبت يوم الردة وجاهد فيها ).
المناسبة للقصيدة : قام مسيلمة الحنفي مدعيا النبوة وتبعه خلق كثير .ولكن ابن عمه ثمامه تحداه وانفصل بالمسلمين من قومه وانضم الى العلاء بن الحضرمي لقتال مسيلمة .
واليكم هذه الابيات ...
دعاني إلى ترك الديانة والهدى____مسيلم ة الكذاب إذ جاء يسجع
فيا عجبا من معشر قد تبايعوا ____ له في سبيل الغي والغي أشنع
وفي البعد عن دار وقد ضل أهلها ____ هدى واجتماع كل ذلك مهيع

محمد 14-09-2007 05:30 AM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 



(لا تثريب عليك ياثمامة فإن الإسلام يجبّ ما قبله)

قالها له الرسول عليه الصلاة والسلام مبشراً إياه بم سيلقاه من خير أثر إسلامه

وبقيت أداء مناسك العمره بسريرته حتى علمه رسول الله مايتوجب عليه من ذلك

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

صوته يجهر بأرض مكة مدويا بتسجيل أول تلبية لمسلم تؤدى من قبله


وهذا مازاد حفيظة قريش فمن ذلك المتجاهر بمعصية قوانينهم مستخفاً بتواجدهم

مابك ياثمامة تساؤل أهل قريش له بعدما حاول أحد فتيانهم ان يصيبه بسهم

فمنعوه خوفا أن تقطع ميرتهم عليهم

أصبوت وتركت دينك ودين آبائك؟

فاجابهم: ما صبوت ولكني اتبعت خير دين اتبعت دين محمد صلى الله عليه وسلم

ثم أردف يقول: أقسم برب هذا البيت إنه لايصلكم بعد عودتي إلى اليمامة حبةٌ من قمحها أو

شيء من خيراتها حتى تتبعوا دين محمد عن آخركم ...


بعدما انتهى من مناسكه وعاد لدياره أمر قومه بمنع ميرتهم على أهل قريش حتى كتبوا لرسول

الله عليه الصلاة والسلام فامره بإطلاقها لهم من جديد فرضخ لأمر الحبيب المصطفى

بنبونتة 14-09-2007 08:10 AM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
 
~§[[ ثمامة بن أُثال أول من دخل مكة ملبيا ]]§~

ثمامة بن أثال الحنفي ، أحد ملوك العرب ، وسيد من سادات بني

حنيفة المرموقين ، وملك من ملوك اليمامة الذين لا يُعصى لهم أمر .



~§[[ إهدار دمه ]]§~

في السنة السادسة للهجرة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن

يوسع نطاق دعوته إلى الله ، فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم

وبعث بهما إلى هؤلاء الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام ، وكان في جملة

من كاتبهم ثمامة بن أثال رضي الله عنه >

وتلقى ثمامة رضي الله عنه رسالة النبي بالاحتقار ، والإعراض ، وأخذته

العزة بالإثم ، فأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق والخير ، وأغراه شيطانه

بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، ووأد دعوته في مهدها ، فدأب يتحين

الفرص ، للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن خيب الله سعيه

لكن ثمامة رضي الله عنه إذا كان قد كف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإنه لم يكف عن أصحابه ، حيثُ جعل يتربص بهم ، حتى ظفر بعدد منهم ،

وقتلهم شر قتلة ، لذلك أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه ، وأعلن

هذا في أصحابه ، أن هذا الرجل دمه مهدور .



~§[[ وقوعه في الأسر ]]§~

عزم ثمامة بن أُثال رضي الله عنه على أداء العمرة ، على النمط الجاهلي ،

فانطلق من أرض اليمامة ، موليا وجهه شطر مكة ، وهو يمني نفسه بالطواف

حول بالكعبة ، والذبح لأصنامها ، وبينما كان ثمامة رضي الله عنه في بعض

طريقه ، قريبا من المدينة ، نزلت به نازلة ، لم تقع له في الحسبان ، ذلك

أن سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تجوس خلال الديار ،

خوفا من أن يطرق المدينة طارق ، أو يريدها معتد بشر ، فأسرت السرية

ثمامة بن أثال رضي الله عنه ، وهي لا تعرفه ، وأتت به إلى المدينة ، وشدته

إلى سارية من سواري المسجد ، ولم يكن هناك يومئذ سجن ، فإذا ألقي

القبض على إنسان ، يشد إلى سارية من سواري المسجد .

وانتظروا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في شأن هذا الأسير ، ولما خرج

النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ، وهم بالدخول فيه ، رأى ثمامة

رضي الله عنه مربوطا في السارية ، فقال لأصحابه :

" أتدرون من أخذتم ؟ "

قالوا : لا يا رسول الله .

قال صلى الله عليه وسلم : " هذا ثمامة بن أثال الحنفي "

ثم قال صلى الله عليه وسلم : "أحسنوا إسارَه".

ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى أهله ، وقال :

" اجمعوا ما كان عندكم من طعام ، وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال " .

ليطعمه من طعام بيته ، فجمع من طعام أهله شيئا ، وأرسله إلى

ثمامة بن أثال رضي الله عنه ، ثم أمر بناقته أن تُحلب له في الغدو

والرواح ، وأن يُقدم لبنها إلى ثمامة بن أُثال رضي الله عنه .

وفي رواية اخرى لأسره
ثمامة بن أثا كان يسكن في حصن له في ارض بني حنيفة في نجد ، وفي ليلة من الليالي سمع الرسول صلى الله عليه وسلم أن ثمامة هذا يريد أن يغزو المدينة .
فقال صلى الله عليه وسلم ، فيما يروى عنه : ( بل أنا اغزوه إن شاء الله )) .
أي : قبل أن يتحرك من هناك نرسل له من يغزوه .
فأرسل له صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في كوكبه وفي سرية .
فأخذ خالد سيفه وخيله ، ومشى بالأبطال إلى وادي بني حنيفة في نجد .
وفي إحدى الليالي قال ثمامة لزوجته : أنا لا اخرج هذه الليلة للصيد أبدا ؛ لأنه شعر بشيء .
لكن الله إذا أراد شيئا اتمه { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}(لأنفال: من الآية 17).
قال زوجته : لم ؟
قال : أتوجس ، أي : أتاني خوفا لا ادري ما سببه .
فمكث في حصنه وقصره ، والأبواب مغلقة عليه ، لكن أراد الله أن يخرجه لخالد ليأسره ويذهب به إلى المدينة ، فأرسل الله له الغزلان والظباء تلك الليلة حتى كانت تنطح باب الحصن .
فقالت زوجته وهو في ضوء القمر : عجيب أمرك كل ليلة تطارد الغزلان ، ولا تجدها ، واليوم أتت تناطح أبوابنا ، انه لمن العجز أن تتركا .
فأخذ القوس والأسهم ، وأتى وراء الغزلان، ففتح الباب ففرت الغزلان قليلا ، ففر وراءها ، فدخلت حديقة ، فدخل وراءها ، فخرج ، فخرج من الحديقة .
فلما أصبح في الصحراء ، وإذا بخالد يطوقه .
قال : من أنت ؟
قال : خالد بن الوليد ، إن كنت لا تعرفني تعرفني الليلة .
قال : ماذا جاء بك ؟
قال : سمعنا انك تريد أن تغزو يثرب ، وقد أرسلني صلى الله عليه وسلم إليك .
قال : من اكلم ؟
قال كلم رسول الله في المدينة ، فركب معه واتى به أسيرا
مشدودا . والحديث في (( الصحيحين )) ، وقال البخاري ( باب ) ربط الأسير في المسجد من حديث أبي هريرة .
فدخل خالد بهذا الأسير وربطه في سارية المسجد لثلاث مسائل :
أولها : أن هذا إهانة للأسير المشرك .
الثاني : لعله أن يرى صولة الصحابة وجولتهم، فيراهم وقد تجمعوا في المجد ، وقد اهتدوا فيهتدي .
الثالث : لعله أن يسمع الوحي والقرآن والصلاة إذا صلى صلى الله عليه وسلم فيتأثر .
فربطه في سارية المسجد .
فأتى صلى الله عليه وسلم للصلاة ، فقال : (( أسلم يا ثمامة )).
قال ثمامة : يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر .
يقول : إن قتلتني فإن دمي لا يضيع فأنا سيد قبيلة ، فورائي أبطال يأخذون بدمي ، وإن عفوت عني وأطلقتني فسوف تجد الجميل عندي محفوظا .
فتركه صلى الله عليه وسلم .
فكان صلى الله عليه وسلم خلال ثلاثة أيام كلما أتى إلى الصلاة قال:((يا ثمامة أسلم))
فيعيد قوله .
فقال صلى الله عليه وسلم : (( أطلقوه )) .
فأطلقوه ، فذهب إلى نخلة من نخل المدينة ، فأخذ ماء فاغتسل ثم دخل المسجد ، وقال : اشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله .
فقال له صلى الله عليه وسلم: (( ولماذا لم تسلم وأنت في القيد )) ؟
قال : أخشى أن تتحدث العرب إني أسلمت ذلا ؛ لأنه سيد من السادات .
قال : يا رسول الله ، إن شئت أن امنع حنطة اليمامة عن قريش فعلت .
قال : امنعها عنهم .
فذهب يعتمر ، فقال له كفار قريش : هيه ، يا ثمامة صبأت مع محمد .
قال : والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة .
فقيدوه ، فخرج من القيد ، وفر إلى اليمامة ، فضرب حظرا اقتصاديا عليهم فما وصلتهم حبة




~§[[ إسلامه ]]§~

بعد أن أكل ثمامه رضي الله عنه وشرب وشبع ، وشعر أن هذا من عند

النبي صلى الله عليه وسلم أقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، يريد

أن يستدرجه إلى الإسلام ، وهذه أخلاق الأنبياء ، وقال :

" ما عندك يا ثمامة ؟ "

فقال ثمامة رضي الله عنه :

( عندي يا محمد خير ، فإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم علي بالعفو ،

تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل تُعطَ منه ما شئت )

فتركه النبي صلى الله عليه وسلم يومين على حاله ، يؤتى له بالطعام

والشراب ، ويحمل إليه لبن الناقة ، ثم جاءه ثانية ، وقال صلى الله عليه

وسلم : " ما عندك يا ثمامة ؟ "

قال ثمامة رضي الله عنه :

( ليس عندي إلا ما قلت لك من قبل ، إن تنعم ، تنعم على شاكر

" لغى موضوع القتل " ، إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ،

فسل منه ما تشاء )

فتركه النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان في اليوم التالي ، جاءه

فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ "

قال عنـدي ما قلت لك :

( إن تنعم ، تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال ،

أعطيتك منه ما تشاء )

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى أصحابه ، وقال :

" أطلِقوا ثمامة " وفكوا وثاقه ، وأطلقوه .

غادر ثمامة رضي الله عنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومضى

حتى إذا بلغ نخلا من حواشي المدينة ، قريبا من البقيع ، فيه ماء ، أناخ

راحلته عنده ، وتطهر من مائه ، فأحسن طهوره ، ثم عاد أدراجه إلى المسجد ،

فما إن بلغه ، حتى وقف على ملأ من المسلمين وقال :

( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )

ويتابع فيقول :

( يا محمد ، والله ما كان على ظهر الأرض وجه ، أبغض إلي من وجهك ،

ووالله يا محمد ، ما كان دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك اليوم

أحب الدين كله إلي ، ووالله يا محمـد ، ما كان بلد أبغض إلـي من بلدك ،

فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي )

ثم قال :

( يا محمد ، لقد كنت أصبت في أصحابك دما ، أنا قاتل ، فما الذي

توجبه علي ؟ )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" لا تثريب عليك يا ثمامة ، فإن الإسلام يجُب ما قبله "

فانطلقت أسارير ثمامة رضي الله عنه وانفرجت وقال :

( والله يا محمد ، لأُصيبن من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك ،

ولأضعن نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك ، ونصرة دينك )



~§[[ أول من لبى ]]§~

استأذن ثمامة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذهب

إلى العمرة وقال :

( يا رسول الله ، إن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى أن

أفعل ؟ )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" امضِ لأداء عمرتك ، ولكن على شِرعة الله ورسوله "

عمرة إسلامية ، لا وثنية ، وعلمه ما يقوم به من المناسك .

ومضى ثمامة رضي الله عنه إلى غايته ، حتى إذا بلغ بطن مكة وقف

يجلجل بصوته العالي ، قائلا :

( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمـد والنعمة لك والملك ،

لا شريك لك )

سمعت قريش صوت التلبية ، فهبت غاضبة مذعورة ، واستلت سيوفها من

أغمادها ، واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها ،

ولما أقبل القوم على ثمامة رضي الله عنه ، رفع صوته بالتلبية وهو ينظر

إليهم بكبرياء ، فهم فتى من فتيان قريش أن يرديه بسهم ، فأخذوا على

يديه ، وقالوا :

ويحك أتعلم من هذا ، إنه ثمامة بن أثال ، ملك اليمامة ، فقتله يشعل علينا

نار حرب كبيرة ، وقال الناصح :

والله إن أصبتموه بسوء لقطع قومه عنا الميرة ، وأماتونا جوعا.

ثم اعتمر ثمامة بن أُثال رضي الله عنه على مرأى من قريش كما أمره

النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمر ، وذبح تقربا إلى الله ، لا للأنصاب

والأصنام ، ثم قال لقريش :

( أقسم برب البيت ، إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها ،

أو شيء من خيراتها ، حتى تتبعوا محمدا عن آخركم )



~§[[ حصار قريش ]]§~

وبالفعل مضى ثمامة رضي الله عنه إلى بلاده ، وأمر قومه أن يحبسوا الميرة

عن قريش ، فصدعوا لأمره ، واستجابوا له ، وحبسوا خيراتهم عن أهل مكة .

وأخذ الحصار الذي فرضه ثمامة رضي الله عنه على قريش ، يشتد شيئا فشيئا ،

فارتفعت الأسعار ، وفشا الجوع في الناس ، واشتد عليهم الكرب ، حتى خافوا

على أنفسهم ، وأبنائهم أن يهلكوا جوعا ، عند ذلك كتبوا إلى النبي صلى الله

عليه وسلم ، ورجوه أن يكتب إليه ، أن يفك عنهم هذا الحصار ، ، فكتب النبي

صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة رضي الله عنه بأن يطلق لهم ميرتهم ، فأطلَقها .



~§[[ فتنة مسيلمة ]]§~

ظل ثمامة بن أُثال رضي الله عنه ما امتدت به الحياة وفيا لدينه ، حافظا لعهد

نبيه ، فلما التحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، طفق العرب

يخرجون من دين الله زرافات ووحدانا .

ولما قام مسيلمة الكذاب ، في بني حنيفة ، يدعوهم إلى الإيمان به ، وقف

ثمامة رضي الله عنه في وجهه ، وقال لقومه :

( يا بني حنيفة ، إياكم وهذا الأمر المظلم ، الذي لا نور فيه ، إنه والله لشقاء

كتبه الله عز وجل على من أخذ به منكم ، وبلاء على من لم يأخذ به )

ثم قال :

( يا بني حنيفة ، إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمدا رسول الله

لا نبي بعده ، ولا نبي يُشرك معه )

ثم انحاز بمن بقي على الإسلام ، ومضى يقاتل المرتدين جهادا في سبيل

الله ، وإعلاء لكلمته في الأرض .

هذا ثمامة بن أُثال رضي الله عنه ، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ،

وأكرمه بالجنة التي وعد بها المتقون .


وفي قصته دروس :
أولا : جواز إدخال الكافر المجد للحاجة .
الثاني : التمهل بالكافر ثلاثة أيام لعله أن يهتدي .
الثالث : التضييق على الكافر لعله أن يهتدي أو يخاف .
الرابع : استخدام أهل الوجاهات وإنزالهم منازلهم .
الخامس : الغسل للكافر .


الساعة الآن 11:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : SEO by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w