22-08-2007, 05:32 PM
|
|
أبي متى تعــــــــود؟؟؟ أبي متى تعود؟
مع احتضار الصباح وحرقة الفؤاد أقول إليك أبي لا إلى غيرك من البشر أسطر أحرفي وكلماتي مدادها دمع عيني ونبضها دماء قلبي.. إليك أبي يا من كنت ضياء عيني ونبض حياتي يا من سامرتني في أيام خلت ونمت بجانبي ثم حكيت لي روائع القصص التي أذهب بعد سماعها في سبات عميق أتعرف أبي حينها اعتبرتك قاصا ماهرا وفي صفحة أخرى أرى يوم كنا نجلس على مائدة واحدة تظللنا السعادة وتغمرنا المحبة فتأخذني بين أحضانك وتلقمني الطعام.. أبي أتذكر أيضا يوم كنت أستمرض كي أبحر في عينيك وأشعر بدفء شطآنك..أمي كانت تقول لك إنني بخير ولكنك كنت في ذلك الوقت تخاف علي حتى من همس النسيم.. آه يا أبي ما زلت أذكر وقع أقدامنا على ذلك الرصيف وذلك الملعب الذي كنا نلعب فيه الكرة سويا كأشقاء وندماء وكذا قبلاتك الحانية التي تروي عطشي.. هل تذكر يا أبي؟ هل تذكر ذلك كله أم لا؟ وبعد طول المناجاة ذهب الصغير في موجة إعياء شديد ثم أفاق فاستطرد قائلا: أبي كنت أحبك فيما مضى واليوم لا أدري هل أحبك أم لا؟ لا تتعجب يا أبي من حديثي.. وعندما تركتنا ورحلت أصبحت كالنبته في صحراء جرداء أصارع الأفار والخواطر.. أتساءل بأشواق ولواعج الطفل الصغير الذي تتقاذفه الهواجس فيوشك أن يقع في براثن اليأس والضياع يوم يا أبي.. فنحن في وسط بحر لا جفن له ولا أهداب تكتنفه عاصفة هوجاء فتتقاذفنا الأمواج الهادرة طورا.. ويلفنا الوجوم القاتل طورا آخر.. فأين أنت يا أبي؟ أبي أتذكر طفلك الصغير أم لا؟ هاهو الآن قد كبر وأصبح في مقدوره الولوج إلى بوابة العلم والمعرفة.. طفلك الصغير يلتفت في كل ناحية ليناديك لتأخذ بيده ليعيش ذلك الحق كغيره من أبناء جنسة ولكن لا يجدك.. أبي إنني أموت في كل ثانية من حياتي أتجرع مر هجرانك عندما أرى الأباء وهم يأخذون بيد أبناءهم إلى المدرسة وأنا كاطير الذبيح الذي أغتيلت أحلامه.. أبي طفلك بات يتيم الأب والموطن لقد أصبح كهلا وهو لا يزال في مقتبل العمرفها هي أمي المسكينة تكاد تطرق الأبواب لكي تبحث لنا عن لقمة عيش تحاول أن تحمينا أنا وأخي الذي لم يرك قط.. من سطوة الزمان وذئابه البشرية فهي تصارع قوارع الزمن من أجلنا ..أبي..أمي لم تعد تريد منك سوى أن تسأل عنا هل نحن أحياء أم أموات؟ هل نحن نيام أم جياع؟ هل ضعنا في مهاوي الردى أم لا؟ الغلطة ليست غلطة أمي وحدها بل غلطتك أنت فأنت من أخترتها أما لأولادك من غير بلدك..أبي متى تعي قول الرسول صلى اله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)..ذلك القول الذي حفظته من شيخ الجامع فمتى يزول ذلك الرين من على قلبك يا أبي؟ فأنا قطعة منك..أبي متى تعود لتجدد إقامتي في بلد أمي التي أصبحت بلدي مولدا وحبا ونشأة؟ أبي متى تأخذني إلى المدرسة وتمسح على رأسي؟ متى يفر ليلي البائس؟ متى يصافح ضياء النهار عيني في حبور وسرور؟ متى يراك أخي الصغير لأول مره؟ فهل يا ترى سترسو عقارب الزمن.. وتروي زخات المطر الأرض اليباب..
فمتى تعود يا أبي تسمع صدى صرختي؟
متى تــعـــــود؟
منقوووووول... |