| |||||||||||
[ حُضن .. الكُرسيّ ] [حُضن .. الكُرسيّ ] لربّما أنِّي بعيدة عن مجال القصَّة بعيدة عن تنسيق الحِوار وتأليفه لكنها شئ من وحي حياتي .. مررت به مؤلِّم حدَّ فقداني لذَّة الحياة لـ زمن من عُمري الماضي . بعد إتمام دراسَتي ( علوم صحية وإدارة مستشفيات .. والطِّب البديل ) أكملت أبجدية الحياة العملية في ولوجٍ إلى عالم التدريب لإكتساب الخِبرة ، كانت نقطَة تحوُّل ومرحلة جديدة للخروج من ألم فقدان الأم الحنون .. لا سبيل سوى الإنغماس في تذليل كل شئ وكل طاقة ... في العمل ولا شئ آخر . في دار دبي لحالات التوحُّد .. فُتِحت لي الأبواب للبدء في خطوة الألف ميل ووجع الطفل الصامِت . محمد عمران ... طفل جميل جداً ، ملامِح سنواته السِّت تُشرِق بها الحياة .. أبيض البشرَة شفافة لدرجة أن عروق دمه كـ زهرة تتشعبُ في وريقاتها الخطوط .. بسمته مخنوقَة .. جُلَّ وقته كان يقضيه أو أقضيه معه يرسُم .. يُلوَّن .. ثلاثة شهور تساوي كُل العُمر لا يتكلم .. فقط ينظر بهدؤ وبلا مُبالاة لكني أشعر أنه يصرُخ في داخله .. من بعده كتبت نص لا زالَ يلتصِق في ذاكرتي .. كان بعنوان ( أرواحٌ تَصرُخ في أجسادها ) كتبته هو تعابير قلب أم وخيبة أب في إلتقاء طفل سوي .. حُلم وقدر بَتَرَ إغفاءَة العين ..! بعد مُضي ثلاثَة شهور .. سافرت إلى لندَن حتى أُكمِل دراسة العلاج الطبيعي .. كنت أتساءَل كيف حال ذالِك الطفل صديقي .. الساكَن .. شوقي له كانَ يعبُر حدود البُلدان يسبِقُ خوفي عليه .. خوفي على مهنَّد أخي الصغير . ضاقت الانفاس من الغُربة ورجعت بعد شهر فقط ما إحتمل النبض البُعد عن رمالِ أرضي كانت لهفتي على طفل التوحُّد أكثر وأكثر من شوقي لتقبيل ثراها .. بعد العودة بيوم في صباحِه .. لم أحمل إليه هديه .. لأنه لا يعرِف معنى اللُّعبة ولا الحلوى .. تألَّمت أنه لا يعرِف حتى روحانية الورد .. وإلا ملأت له كفوفي ورد يُعطِّرها بقطراتٍ من عينيه دخلت الدار بسرعة مجنونة .. أتخيَّل ملامِحه والوطن في عينيه .. المُستقبَل الذي ربّما .. يبتسِم له ولي ولأهله .. صُعِقت ..!!! كان الورد على .. وتحت وحول كُرسي محمد ، سألتها تلك المعلمة .. وكانت الحياة غير الحياة محمد توفى قبل أسبوع .. وهذه الورود تحملها والدته كل يوم .. تقول : قضى عليه أكثر ممّا قضاه في حُضني ..! بكيت .. سقَطت .. ومضيت أدعو لأمه ولي بالصبر والسلوان .. لكنّي لم أنساه .. من بعده أصبحت حياة التطوُّع هي التعويض عن ذالِك القلب والوجه البرئ .. أصبح رسالة وفاء لقلبٍ لا أنساه ما حييّت .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|