صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,878
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,599
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > حكايات من الوجد
حكايات من الوجد قصة رواية تختبئ بين الغيم [ للقصص ]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 11-08-2007, 09:34 AM
سليمان المقداد
.:: كاتب وأديب سوري ::.
سليمان المقداد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل : 29-11-2006
 فترة الأقامة : 6604 يوم
 أخر زيارة : 01-04-2008 (11:05 AM)
 المشاركات : 145 [ + ]
 التقييم : 324
 معدل التقييم : سليمان المقداد مبدع سليمان المقداد مبدع سليمان المقداد مبدع سليمان المقداد مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي يوم من عمري - قصة



يوم من عمري



تنويه : إن لم تقرأ بعمق وإحساس ... فلا تقرأ





مدخل :
كثيراً ما نصحني .. من يتذوقون طعم الكلمة ويغرقون في معانيها البليغة .. أن أحاول التنفس على صدر ورقة .. وأن أنفث فوقها قُدُراتي المتواضعة في سردِ لحظاتٍ عشتها أو عاشها سواي على هذه الأرض المكفهرّة .. العابسة .. المتشائمة.
وها أنا ذا .. انحني لرغباتهم المُشبعة بالقناعة التامّة .. التي وُلِدت من خلال متابعاتهم الحثيثة لحرفي المغموس بدمِ أتراحي .. ودمع أفراحي.

مقدمة :
شاحِبَة ... خجلى .. شمس هذا الصباح .. يكسو وجنتيها الحزنُ الحياء .. تلوذ خلف غمام الندى مخافةَ أن يلحظ انفعالاتها أحد.
وابتسامة أملٍ طفوليّة .. تهديها مِن وراءِ حِجاب ..لمن سعوا في مناكب الأرض .. يبحثون عن أرزاقهم .. وتحرص على أن يبقى الأمل خفّاقاً بين جنوبهم
فيروز.. هي إحدى الطقوس التي تجوب مسامعي وتُثلِجُ مدامعي في صباحاتي المشرقة
وفنجان قهوتي هو الفيصل مابين خمولي ويقظتي .. والحدّ ما بين أصابعي وقلمي
وطيفكِ يا صاحبة العصمة ... هو تلك النسمات التي تملأ صدري بالنبضِ والحياة.
هو ما سأجوبُ بِمعيّته أصقاع يومٍ في حياتي الواهنة .. التي ينزّ من جراحها نجيعاً لزجاً قاتماً .. كلونِ لياليّ الحزينةِ الكئيبة. .. وبنوره سأخترق ظلمات النفس حتى أصلَ لِقاعي الضّحلة اليابسة .. إلاّ من بصيص أمل .. ونفحاتٍ من إيمان.
أفكرُ بأن أمتطي جواد ذاكرتي المخمورة .. وأن أناطح بهِ هضاباً من لحظاتٍ دُفِنتُ تحت وطأة حوافرها ذاتَ قدر .. أفكرُ بأن أُشعل فتيل لحظاتي المقدّسة .. التي حفرتُ على جبينها الناصع .. أبجدية أنثى .. عانقتْ فيّ طُهري فانبجست نقاءاً وبراءة.
لعلّي ... يا سيدتي .. أفيكِ بِضعاً من جميلكِ الذي أفعمني باليقينِ أنّ شمساً مشرقة سَتصحو من سُباتِها السرمديّ في عمري .. وستسمو نحو اللامُنتهى.
أفكر .. بأن أخلّدكِ هذا اليوم ... أنثى انحنت لها كلّ نساء الأرض طواعية .. وقدّسها رجالاً حاولوا أن يخترقوا هالة العفافِ فيكِ فاحترقوا .
أفكّرُ بأن تنحني لُغتي لِجلال يَراعي .. لِتنفخَ فيكِ الرّوح أبداً ..في روايةٍ تتوالدُ بكائيّة في رحِمِ الأبجديّة.
سأبدأ حديثي بِـبسملةٍ ... وابتهال .. أيّ ربّي .. أكرمتني حين أغدقتَ عليّ عطاءك ومنحتني سرّ الوَجدِ وكينونةَ الوجود في نبضها فكنتُ لكَ مِن الشّاكرين .
وآلمتني حينَ أسدلتَ فوق سنونِ الرّبيعِ .. عباءة الميّتين .. وزرعتَ تحتَ جلدي الحزنَ والأنين .. ونفضتَ عن أجفان واقعي .. اليقين .. لأِحلم يا ربِّ بأكفانٍ تسبح في ملكوتِ أنثى ... اغتلستْ بالطّهر وتجلّتْ ملاكاً للعالمين
أيّ ربّي ... تبقى أبداً .. ونَفنى مِن دنيا لم نحظى فيها إلاّ .. بحقيقةِ غُفرانكَ ورحمتكَ ... فقط لأننا مُسلمين.

منذ شهقتي الأولى ... بعد أن أكرمنِ الله بصبحٍ جديدٍ أتنفسهُ ... وأنا في شتاتٍ وشرودٍ وسَكَراتْ ... أردّدُ تراتيل اشتياقي وكأنني ألامس أسباب اليقينِ أنّ هذا اليوم سيُخَلّد في تاريخِ المُحبين .
واستيقظتُ مُبكّراً .. وكأنني على موعدٍ مع قدرٍ يتهيأ للتوغّل عميقاً في أنفاسي المُتَهدِّجة ليحيلها إلى هباءاً يسافرُ عَبْرَ شرايين الأفق فَيؤجج أحداقاً ما تاقتْ يوماً إلاّ للنحيب.
غصّة .. تستقرّ ما بينَ أصغريَّ .. وشعوراً مُبهماً لا أستطيع أن أحدّد فحواه.. بيد أنّ حدثاً مرعباً يدنو من صباحي البريء .. ويحفرُ بصمتْ .. هدوئي الرّخيم.
حتى تغريد العصافير التي أَدْمَنَتْ خرير الماء في شلاّلي العتيق .. تحوّل فجأة إلى نعيق
أتساءل بِدهشة ..!! أي حدثٍ مخيفٍ سيلفّ يومي بسَخَطِه ..؟؟؟ لا أدري
أتلو ما تيسّر من تعاويذٍ تُفيدُ الظّرف .. ثمّ أتحوقلُ بِمن رفع السّماء بِلا عَمَد وأمضي ..!
شاحِبةٌ عيون المارّين مِن حولي .. تترقّبُ نحيباً آتٍ لا محالة في لجّة المدامع .
قاتِمةٌ أقطاب السّماءِ .. قد خَلَتْ من نورِ الشّفقِ ...وطبقاتٍ من سُحُبٍ جافّة .. يابِسة قد نَضَبَ ماءها وتغلغلت في سرائِرها المواجع.
كانَ أول وجهٍ تُقَبّلُ ثغره عيناي .. هو وجهُ أمّي الطيّب الذي يكتنزُ في طيّاتِهِ البراءة .. والبساطة .. والذي يشرقُ بابتسامةِ رضى لينشر في أرجاء نفسي التفاؤل والعزيمة .. برغمِ انكساري الواضح على ملامح وجهي الأسمر .
تسألني بِرفق .. لستَ كعادتكَ هذا الصباح يا ولدي .. ألمحُ في عينيكَ خوفاً غائِراً حدّ الهَذو ... فأجيبُ بصمتْ .. لأنّ الصّمتَ لغةً لا يقرؤها سواكِ يا أمّي .. لا عليكِ ابنكِ بخير لو أرادَ الله له أن يكونَ بخير.
ألتفتُ نحو [ المسطبة ] مرتعُ أبي المفضّل لأراه جالساً القرفصاء وبين يديهِ سُبحَةً أنهكها الطَوافُ حول يدهِ اليمنى .. وراقها أن يُقرأَ عليها كل صباحٍ ومساء حوقلاتٍ وتسابيح ليس بينها وبين الله حِجاب .
أبي .. ابن السّبعينَ عاماً .. مليء الوجه .. عريض المنكبين .. رجلاً أمضى سنين عمرهِ مكافحاً مناضلاً مجاهداً في سبيل رغيف الخبز حتى تآكل بفعل الفقرِ والقهر.
يخاطبني ..بعدَ أن لمحَ اليأس قيداً يكبّلني ..يقول ... بلسانِ الأب الحريص على ولَدِهِ البِكرْ : لا شيءَ يستدعي يأسكَ يا ولدي .. فالحياةُ أملْ ... ورجاء .
أيقنتُ حينها أنّ ما أعانيهِ هذا الصباح .. رسالةً مقروءة نثرها الله من عيناي بريقاً من حزن يستقرُّ تِباعاً في أحداقِ البَشَر.



دفنتُ رأسي بين كفّيَّ وتركتُ للصمتِ واليأس أن يستوليا على ما تبقّى منّي .. ثمّ سادَ هدوءاً مُرعِباً .. هو ذات الهدوء الذي يسبقُ العاصفة ..! ثمّ .........
يبدأُ نحيبُ مِئذنة المسجد .. تِلاوة من الذّكر الحكيم .. لِتنتهي بِغصّة وهَلَع.
لا وقتَ لِصلاةٍ الآن ...!!! ماذا هناك ...هيَ نعوة بالتأكيد ... تتسارعُ نبضات قلبي .. ويرتجفُ جَسَدي رجفةً كرجفةِ الموتْ ...أشعرُ بِقشعريرة تتملّكُ بَدَني ... أنتظرُ بخوف بقيّة النّحيب ...يتدفّق بِشدّة كالجرحِ النّازف إثر طعنةٍ في الوريد .

(( بسم الله الرحمن الرحيم ..يا أيتها النّفس المطمئنة .. ارجعي إلى ربّكِ راضيةً مرضيّة .. فادخلي في عِبادي .. وادخلي جنّتي .. يا أهالي مدينة بصرى .. ننعو إليكم وفاة ... الشّابّة ....!!!!!!..... التي وافتها المنيّة فجرَ هذا اليوم ..... الصّلاة عليها في الجامع الشرقيّ بعد صلاة الظّهر ..... آجروا يرحمنا ويرحمكم الله ...وإنّا لله وإنّا إليهِ راجعون )).

تِلكَ كانتْ ..... حبيبتي




سليمان المقداد




 توقيع : سليمان المقداد
كنتُ حريصاً جدّاً على انتزاعِ أدراني ..قبلَ أن أعتمِرَ كَفَني .. وألوذُ تحتَ نَصيلةَ قبري ...فكانَ أنْ عُدّتُ إلى رُشْدي ...وتُبْتُ إلى ربّي




لِـ حِوار .. هادف .. ومُثمر

[email]mogdad67@hotmai l.com[/emailsize][/align][/B]


آخر تعديل سليمان المقداد يوم 11-08-2007 في 09:39 AM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{ عشت عمري بس ‘ آصونك . . | محمد حكايات من الوجد 6 19-05-2010 03:17 AM
مآآحبهـ مثل آول بس عمري مآكرهتهـ~ محمد صهيل القصيد 10 15-07-2009 06:21 PM
رســــائل من بريد عمري ..... ( بحر الاحزان ) احتواء ما لا يحتوى 10 13-05-2009 11:59 PM
يوم من عمري - قصة سليمان المقداد ركنك الهادي 0 11-08-2007 09:34 AM


الساعة الآن 06:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : SEO by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w