| ||||||||
"كوبا امريكا" الجولة الأولى بين الغزارة التهديفية وهزيمة البرازيل أسدل الستار على الجولة الأولى من الدور الأول في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية لكرة القدم " كوبا أميركا" التي تستضيفها فنزويلا حيث تميزت اللقاءات بأداء رفيع وغزارة في الأهداف نتيجة النهج الهجومي الذي اعتمدته معظم المنتخبات المشاركة، مما أضفى إثارة ومتعة على متابعي وعشاق هذه البطولة العريقة. وأهم ما يميز الجولة الأولى أيضاً بجانب غزارة أهدافها، كثرة المفاجآت وهزيمة المنتخبات التي كان يتوقع جميع الخبراء والمحللين أن تعبر المباراة الأولى لها بهدوء وسلام، وأن تستطيع جمع ثلاث نقاط سهلة في البداية تكون خير دافع لها لعبور الدور الأول بدون أي صعاب تذكر، فبالتأكيد إن هزيمة البرازيل والأوروغواي على سبيل المثال أمراً كان مستبعداً من الجميع قبل بداية البطولة. وبالعودة إلى أحداث الجولة الأولى من المجموعة الأولى والتي شهدت مبارتين، الأولى كانت بين بيرو وأوروغواي، والثانية بين فنزويلا وبوليفيا. ففي اللقاء الأول، كانت المواجهة بين طموح بيرو ورغبتها في تحقيق انتصار مفاجئ تدعم به مسيرتها في البطولة وبين الأوروغواي بكل ما تملكه من عراقة وخبرة في البطولة، ونجوم كبار أمثال دييغو فورلان مهاجم فياريال وفابيان إستويانوف مهاجم ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني. وعلى الرغم من أن كفة الأوروغواي كانت الأرجح قبل بداية هذا اللقاء، الأمر الذي منح لاعبي المنتخب الأوروغوياني ثقة جعلته يبدأ اللقاء بقوة، إلا أن لاعبي المنتخب البيروفي فاجأوا الجميع, ودكوا حصون الأوروغواي بثلاثية نظيفة افتتحها المدافع ميغويل فياتا في الدقيقة 27، ثم أحرز الهدف الثاني خوان كارلوس مارينو في الدقيقة 69، وقبل النهاية بدقيقتين تمكن مهاجم هامبورغ الألماني باولو غورريرو من الإجهاز على الأوروغواي بتسجيله الهدف الثالث. والملاحظ في هذا اللقاء أن منتخب الأوروغواي بدأ بضغط هجومي، إذ لعب بطريقة 4 – 3 – 3، وفي المقابل دخل منتخب بيرو اللقاء أكثر حذراً ومال مديره الفني خوليو سيزار إلى إحداث كثافة دفاعية في وسط الملعب، معتمداً على طريقة 5 – 3 – 2، وكان محور ارتكازه الهجومي جيفرسون فارافان لاعب أيندهوفن الهولندي الذي استطاع أن يصول ويجول في دفاعات الأوروغواي. وبصورة عامة، فإن أهم ما ميز لقاء الأوروغواي وبيرو هو أنه على الرغم من أن منتخب الأوروغواي كان الأكثر استحواذاً والأكثر خطورة في المحاولات الهجومية، فإن منتخب بيرو استطاع حسم الأمور بهجماته القليلة التي اتسمت بالتركيز الشديد من قبل لاعبيه. وفي اللقاء الثاني بين فنزويلا البلد المضيف وبوليفيا، والذي انتهى بالتعادل بهدفين لكل منهما، قدم المنتخب الفنزويلي أفضل عروضه في كوبا أميركا على الأطلاق، والجدير ذكره، أن هذه هي النقطة الثانية التي تحصل عليها فنزويلا منذ عام 1993، كما أنها المرة الأولى التي لاتهزم فيها فنزويلا في اللقاء الأول لها في البطولة. وعلى الجانب الآخر بدا المنتخب البوليفي عنيداً في اللقاء، ولم يصبه اليأس إطلاقاً على الرغم من أن البلد المضيف كان هو السباق بالتهديف في الدقائق الأولى من كل شوط، حيث أحرز مالدونادو الهدف الأول لفنزويلا في الدقيقة 21 ثم تعادل خايمي مورينو لبوليفيا في الدقيقة 38، وفي الشوط الثاني كان المنتخب الفنزويلي هو البادئ أيضاً بالتسجيل عن طريق لاعب الوسط ريكاردو باييز في الدقيقة 55 من زمن اللقاء، وقبل نهاية المباراة بدقيقتين فقط عاد لاعبو بوليفيا ليذيقوا المنتخب الفنزويلي من نفس كأس الشوط الأول، بعد أن أحرزوا هدف التعادل عن طريق المهاجم خوان كارلوس أرسي. وبذلك أصبح المنتخب البيروفي صاحب الصدارة في هذه المجموعة، وسيواجه الدولة المضيفة في الجولة الثانية، وأغلب الظن أن رجال بيرو سيبدأوا اللقاء بحذر دفاعي على اعتبار أن المنتخب الفنزولي المتسلح بالأرض والجمهور سيبدأ المباراة بحماس وقوة، رغبة منه في تحقيق الفوز الأول له في البطولة، بينما يكفي بيرو نقطة التعادل لضمان الاستمرار في صدارة المجموعة الأولى، بينما ليس أمام الأوروغواي غير الهجوم المكثف في لقاءها أمام بوليفيا إذا أرادت أن تستعيد فرصتها في التأهل للدور الثاني. هزيمة البرازيل وفي المجموعة الثانية التي تضم كل من تشيلي والإكوادور والبرازيل والمكسيك، فقد شهدت هذه المجموعة مفاجأة صارخة بهزيمة البرازيل بهدفين دون رد، ليثبت المنتخب المكسيكي أنه بحق عقدة نجوم السامبا التي لاتحل، فقد سبق وخسر المنتخب البرازيلي من المكسيك بهدف دون رد في الدور الأول من بطولة كوبا أميركا عام 2001. والحقيقة أن الأهم من هزيمة المنتخب البرازيلي هو المستوى الهزيل الذي ظهر عليه راقصو السامبا، ليس ذلك فقط بل غياب الأداء الذي يميز لاعبي المنتخب البرازيلي، الذي دفع الثمن غالياً لغياب النجوم، وابتعادهم خاصة كاكا ورونالدينيو، ورونالدو ولاستبعاد أدريانو بسبب مستواه السيئ مع الإنتر، والغريب أن كل من تابع لقاء البرازيل، ذهل للتشكيلة التي اعتمد عليها دونغا، فباستثناء روبينيو مهاجم ريال مدريد ودييغو لاعب وسط فيردر بريمن الألماني وجيلبرتو سيلفا لاعب وسط الآرسنال يمكن القول أن من شارك في لقاء المكسيك هم من اللاعبين غير المعروفين أو بمعنى أصح غير معتادي ارتداء قميص المنتخب البرازيلي، وفي مقدمتهم فاغنر لوف مهاجم سيسكا موسكو الذي لم يستطع على الإطلاق ملئ الفراغ الذي تركه رونالدو وحتى أدريانو المستبعد. كذلك دوني حارس مرمى روما الإيطالي، بدا مهتزاً وتسبب في الهدف الأول ودفع بسببه دونغا الثمن غالياً لاستبعاده ديدا حارس الميلان الأول بسبب خلاف مبالغ فيه. والمقلق أن هزيمة المنتخب البرازيلي لم تحدث لأن دونغا اعتمد على لاعبين من الدوري المحلي أو على الصف الثاني، بل أن معظم من اعتمد عليهم دونغا يلعب في أهم الأندية الأوروبية فدوني هو حارس روما ومايكون مدافع إنتر ميلان ودييغو هو واحد من أهم لاعبي الوسط في الدوري الألماني، الأمر الذي يدفعنا أن نسأل هل غابت شمس المنتخب البرازيلي باعتذال وابتعاد النجوم الكبار أمثال كافو وروبرتو كارلوس، وإيمرسون ورونالدو؟ أم أن المنتخب البرازيلي أصبح يساوي كاكا ورونالدينيو فقط؟ ومن جهة أخرى، توقع الجميع أن يكون المنتخب المكسيكي لقمة سائغة في لقاءه الأول حيث خلا الفريق تماماً من النجوم أو اللاعبين المعروفين واعتمد مديره الفني هوغو سانشيز على تشكيلة أغلب لاعبيها من الدوري المحلي باستثناء رافييل ماركيز مدافع برشلونة الإسباني. لكن المنتخب المكسيكي بدا أكثر تماسكاً واستطاع مباغتة المنتخب البرازيلي بهدفين يفصل بينهما خمس دقائق فقط، حيث سجل كاستيللو في الدقيقة 24 وأضاف موراليس الهدف الثاني في الدقيقة 29، وعلى الرغم من أن المنتخبين دخلا اللقاء بنفس التشكيلة وهي 4 – 4 – 2، إلا أن لاعبي الوسط المكسيكيين فرضوا سيطرتهم تماماً، طوال اللقاء سواء دفاعاً أو هجوماً، حتى خيل للجميع أن البرازيل لم تهدد مرمى المكسيك على الإطلاق. أقوى المباريات وفي اللقاء الثاني في المجموعة الثانية بين الإكوادور وتشيلي، فقد تأرجحت النتيجة بين المنتخبين أكثر من مرة، فالمنتخب الإكوادوري تقدم مرتين في اللقاء عن طريق فالنسيا الذي أحرز الهدف الأول في الدقيقة 16، ثم عن طريق كرستيان بينيتز في الدقيقة 23، أما المنتخب التشيلي فقد عاد إلى اللقاء مرتين أيضاً، الأولى كانت عندما أحرز هدف التعادل عن طريق هومبيرتو سوازو في الدقيقة 21 والمرة الثانية كانت عن طريق نفس اللاعب عندما أحرز هدف التعادل الثاني في الدقيقة 80. وأهم ما ميز هذا اللقاء، المحاولات الهجومية المتواصلة من المنتخبين للظفر بالنقاط الثلاث، والتي استمرت حتى الدقيقة 87 عندما أحرز لاعب الوسط كارلوس فيلانويفا هدف الفوز لفريقه من ضربة حرة مباشرة. ولاشك أن هذه النتيجه أربكت حسابات المجموعة تماماً وجعلت أبواب الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، فاللقاء القادم في المجموعة سيكون بين البرازيل الجريحة وتشيلي، وليس أمام المنتخب البرازيلي ومدربه سوى تحقيق الفوز لتجنب الخروج من الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ مشاركات نجوم السامبا في البطولة، كما أن المنتتخب التشيلي يتطلع لتحقيق فوز جديد يدفعه إلى الدور الثاني، دون الانتظار لمباراته الثالثة أمام المكسيك، وبالتأكيد أن المدير الفني للمنتخب التشيلي نيلسون أكوستا، أصبح يطمح في هزيمة البرازيل ومن ثم الإطاحة بها من الدور الأول، خاصة بعد الأداء الهزيل لحامل اللقب في لقاءه الأول. ثقة الأرجنتين وفي المجموعة الثالثة الأخيرة، ضربت الباراغواي بقوة في أولى مبارياتها في البطولة ودكت دفاعات كولومبيا بخمسة أهداف دون رد، بينما تفوق المنتخب الأرجنتيني على نظيره الأمريكي بطل الكاس الذهبية منذ أيام قليلة 4 – 1. وأبسط ما نستطيع أن نقوله عن لقاء الأرجنتين وأميركا إنه عبر عن الثقة الكبيرة التي يتمتع بها لاعبو المنتخب الأرجنتيني، وهي ثقة مستمدة من المستوى الرائع والأداء العالي التي يتمتع بها معظم لاعبو المنتخب الأرجنتيني، خاصة ريكيلمي وميسي وتيفيز وكامبياسو وكريسبو، فقد تقدم المنتخب الأميركي عن طريق جونسون من ضربة جزاء، ورغم ذلك فقد استعاد راقصو التانغو زمام الأمور سريعا وعادلوا عن طريق كريسبو بعد ذلك بدقيقتين لينتهي الشوط الأول إيجابياً. وفي الشوط الثاني يمكن القول إن لاعبي الأرجنتين استعرضوا بشدة حيث أحرزوا ثلاثة أهداف متتالية عن طريق كريسبو وأيمار وتيفيز، ليؤكد المنتخب الأرجنتيني أنه المرشح الأول ليس فقط للفوز بالبطولة بل ليصبح أكثر المنتخبات إمتاعاً للجماهير. وفي اللقاء الثاني وضع منتخب باراغواي قدمه على الطريق الصحيح في البطولة وحقق فوزاً كبيراً سيعطيه بالتأكيد دفعة معنوية هائلة في مبارياته القادمة، وأهم نتائج لقاء باراغواي وكولومبيا أنه أفرز هداف البطولة حتى الآن وهو الباراغوياني روكي سانتا كروز الذي أحرز ثلاث أهداف جعلته في مقدمة الهدافين. وستكون المباراة في الجولة القادمة حاسمة بين الأرجنتين وكولومبيا، ومن المحتمل أن تودع كولومبيا منافسات البطولة مبكراً، إذا ما استمرت على نفس المستوى الهزيل الذي قدمته في لقائها الأول، وإذا ما استمر التفوق مصاحباً للمنتخب الأرجنتيني، كما ستلتقي باراغواي مع الولايات المتحدة والباراغواي بالتأكيد ستسعى لحسم أمرها والتأهل للدور الثاني قبل مواجهة راقصي التانغو في اللقاء الأخير في الدور الأول، وما يساعد المنتخب الباراغوياني على ذلك أن المنتخب الأمريكي بعيد كل البعد عن المنتخب الذي شارك في الكأس الذهبية وتوج بلقبها منذ أيام قليلة، وذلك لأن المدير الفني بوب برادلي يسعى لاكتشاف لاعبين جدد يعتمد عليهم مستقبلاً، لذلك فقد غير كثيراً في قائمة الفريق الأميركي عن القائمة التي شارك بها في الكأس الذهبية. حصيلة الجولة الأولى • شهدت الجولة الأولى إحراز 24 هدفاً في ست مبارايات بمتوسط أربعة أهداف في اللقاء الواحد. • أقوى هجوم هو هجوم منتخب الباراغواي الذي أحرز خمسة أهداف يليه جوم الأرجنتين برصيد أربعة أهداف. • أضعف دفاع، هو دفاع منتخب كولومبيا إذ دخل مرماه خمسة أهداف، يليه دفاع الولايات المتحدة الذي تلقى أربعة أهداف. • شهدت الجولة الأولى 17 بطاقة صفراء، ولم تشهد أي بطاقة حمراء • مباراة باراغواي وكولومبيا هي الوحيدة التي لم تشهد أي بطاقة صفراء.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
"الزعيم" و"العميد" و"فارس الدهناء" يبدأون مشوارهم الآسيوي | تركي عفيش | الرياضة والشباب | 3 | 26-01-2011 09:39 AM |
افتتاح الجولة ال13 من دوري "زين" للمحترفين.. | محمد | الرياضة والشباب | 8 | 19-12-2009 08:36 PM |
" الجولة " الغبيني : احتفال نادي القرن سيكون بحضور تشيلسي أو برشلونة ، | محمد | الرياضة والشباب | 4 | 03-10-2009 08:47 PM |
شعبان عبد الرحيم "يتوسط بأغنية" للمصالحة بين "فتح" و"حماس" | محمد | افق تكنولوجي | 10 | 22-07-2007 04:57 AM |
ركلات الترجيح تقود السامبا لنهائي "كوبا أمريكا" | تركي عفيش | الرياضة والشباب | 2 | 12-07-2007 04:02 PM |