مسابقة أصحابي كالنجوم / سعيد بن عامر الجمحي/ (11)

سعيد بن عامر الجمحي

( الحمد لله الذي لم يخيب ظني به)
عمر بن الخطاب

هو :
سعيد بن عامر الجمحي الذي شهد مصرع خبيب بن عدي
وقف الفتى سعيد بن عامر الجمحي بقامته الممدودة يطل على خبيب وهو يقدم إلى خشبة الصلب وسمع صوته الثابت الهادئ وهو يقول : إن شئتم أن تتركوني أركع ركعتين قبل مصرعي فافعلوا ثم رآه يقبل على زعماء القوم و يقول : والله لولا أن تظنوا أني أطلت الصلاة جزعاَ من الموت لاستكثرت من الصلاة



و يبصر سعيد بن عامر خبيبا يرفع بصره إلى السماء من فوق خشبة الصلب
ويقول :
اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تغادر منهم أحدا
و يلفظ أنفاسه الأخيرة و به ما لم يستطع إحصاءه من ضربات السيوف و طعنات الرماح
وبقي الفتى سعيد بن عامر الجمحي يتفكر بخبيب

ولم يغب عن خاطره لحظة

لأن خبيبا علم سعيدا ما لم يكن يعلم من قبل علمه أن الحياة الحق عقيدة و جهاد في سبيل العقيدة حتى الموت و علمه أيضا أن الإيمان الراسخ يفعل الأعاجيب و يصنع المعجزات
وعلمه أمرا آخر هو أن الرجل الذي يحبه أصحابه كل هذا الحب إنما هو نبي مؤيد من السماء
عند ذلك شرح الله صدر سعيد بن عامر إلى الإسلام
هاجر سعيد بن عامر إلى المدينة و لزم رسول الله صلوات الله عليه وشهد معه خيبر و ما بعدها من الغزوات و لما انتقل النبي الكريم إلى جوار ربه وهو راض عنه ظل من بعده سيفا مسلولا في أيدي خليفتيه أبي بكر وعمر
عاش مثلا فريدا فذا للمؤمن الذي اشترى الآخرة بالدنيا
آثر مرضاة الله وثوابه على سائر رغبات النفس وشهوات الجسد
وكان خليفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفان لسعيد بن عامر صدقه وتقواه ويستمعان إلى نصحه و يصغيان إلى قوله
ولقد دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سعيدا إلى مؤازرته
وقال : يا سعيد إنا مولوك على أهل حمص
فقال سعيد : يا عمر ناشدتك الله ألا تفتني
فغضب عمر
وقال : ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني !!
والله لا أدعك ثم ولاه على (حمص)
رحم الله سعيد بن عامر ورضي عنه

لنتابع بأقلامك السيرة الذكية




عاشق الورد