| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| |||||||||
هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلمـ في معاملته للطفل تعالوا نعرف كيف كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يهتم بالطفل الطفل هو رجل المستقبل، ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، ومن ثم اهتم النبي ـ صلى الله علي وسلم ـ بأمر الطفل وتربيته منذ اللحظات الأولى لمجيئه للحياة، بل قبل أن يوجد، فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـالرجل باختيار الزوجة الصالحة، التي ستكون أما ومدرسة للطفل، كما رغب المرأة في إيثار الزوج الصالح، الذي سيكون أبا وقدوة له، لينشأ الطفل ويتربى في بيئة صالحة، ويصبح عضوا نافعا في بناء المجتمع والأمة .. ومن هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلمـ في معاملته للطفل أن يُستقبل في أوائل حياته بالفرح والبشر، فعن سلمان بن عامر الضبي قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول: (معالغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى)... (البخاري). كماحث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تسمية الطفل واختيار الاسم الحسن له،حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (أحب الأسماء إلى الله تعالى، عبد الله وعبد الــرحــمـن)... (مسلم)، وفي ذلك اهتمام بالطفل منذ ولادته، ومكرمة له تساعده على الابتهاج حين يُدْعى باسم حسن .. وهكذا تبدأ وتتدرج من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العناية بالطفل والاهتمام به، من خلال توجيهات نبوية كريمة، في كل مرحلة من مراحل نموه، بدءاً بغرس المعاني الإيمانية، وتعويده على العبادة، ومرورا بالنواحي الخُلقية والنفسية.. فكانـ صلى الله عليه وسلم ـ يغرس في قلب الطفل المعاني الإيمانية، ويظهر ذلك في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعبد الله بن عباس: (يا غلام، أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قدكتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبهالله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)... (أحمد). ومن صور اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل أمره للوالدين بتعويد طفلهما على طاعةالله، حتى ينشأ حسن الصلة بالله عز وجل، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـرضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (مرواأولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)... (أحمد). ومن الأمور الهامة التي أكد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـعليها، الاستقرار النفسي للطفل، ومن ثم أكد على العدل والتسوية بين الأولاد، فحذر الآباء من إثارة الغيرة بين الأبناء، بتفضيل بعضهم على بعض،بأي صورة من صور التفضيل المادي أو المعنوي، لما في ذلك من أثر سيء على الطفل .. فحينما أراد النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ أن يُشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ على هِبة لأحد أولاده، قال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟، فقال له: نعم، فقال له: أكلهم وهبت له مثل هذا ؟، قال: لا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم ـ: فلاتُشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور(ظلم))... (مسلم).. حتى القُبلةحث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على العدل فيها مع الأبناء.. فعن أنس ـرضي الله عنه ـ أن رجلاً كان جالساً مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجاءبني له فقبله وأجلسه في حجره، ثم جاءت بنية فأخذها فأجلسها إلى جنبه، فقالالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (فما عدلت بينهما)... (البيهقي) .. وأعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للآباء والمربين القدوة الصالحة في التعامل مع الأطفال، بأسلوب الرحمة والرفق والحب والمؤانسة .. عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: (خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين،فتقدم النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله ـصلى الله عليه و سلم ـ وهو ساجد فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ الصلاة، قال الناس يا رسول الله: إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها، حتى ظننا انه قد حدث أمر أوانه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني (ركب على ظهري) فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته)... (الحاكم). وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاءالصبي، فأتجوز في صلاتي (أي أسرع) مما أعلم من وجد أمه من بكائه)... (البخاري). وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلاعب ويداعب أبناء الصحابة،ويدخل السرور عليهم.. فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: (كان لي أخ يقال له أبو عمير، كان إذا جاءنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: يا أباعمير ، ما فعل النغير) (البخاري)، النغير: طائر صغير كالعصفور. إن ملاعبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأطفال وملاطفته لهم، والترويح عن أنفسهم ـ وهو من هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علو منزلته وعظم مسؤولياته،تبين لنا مدى اهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل .. ومع اهتمامه ـصلى الله عليه وسلم ـ بالناحية النفسية للأطفال ومداعبته لهم، فإنه كان لايترك فرصة أو موقفا، يحتاج الطفل فيه إلى تعليم أو تأديب، إلا أرشده ووجهه برفق وحب.. فعن عمر بن أبي سلمة قال: (كنت غلاماً في حجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك، فما زالت طعمتي بعد)... (البخاري)..طعمت ي بعد: طريقة أكلي بعد ذلك . ومن مظاهر اهتمام النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ بالطفل، تأكيده على إعطائه حقه، ليشعره بقيمته في الحياة، ويعوده على الشجاعة في أدب، ويؤهله مستقبلا أن يعرف حقه ويطلبه ولايتعداه، ومن ثم يحافظ على حقوق الآخرين ..عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ : (أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُتِيَ بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟، فقالالغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا، قال: فتلَّه (وضعه في يده) رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ)... (البخاري).. وقد يغضب الأب أوالأم على طفله وولده فيدعو عليه، وفي ذلك خطورة عليه، فقد تُستجاب الدعوة،ومن ثم أغلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الباب على الوالدين،شفقة ورحمة بالطفل ووالديه، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم)... (مسلم).. إن الناظر في سيرته وأحاديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد أنه أعطى الطفل نصيبا من وقته، وجانباكبيرا من اهتمامه، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الأطفال أباً حنونا،ومربياً حكيما، يداعب ويلاعب، وينصح ويربي.. فكان جل همه واهتمامه ـصلى الله عليه وسلم ـ أن يصنع رجالا، وأن يبني أمة، وبمثل هذه التربية،والتوجي هات القولية والفعلية من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنشأ جيلاًمثالياً في إيمانه وعباداته، وأخلاقه ومعاملاته، وظهرت فيه أسماء كثيرة منالأطفال الأبطال، كان لهم تأثيرهم الواضح في المجتمع الإسلامي الأول، مثل: عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، ومعاذ بن جبل، ومعاذ بن عفراء،ومعاذ بن عمرو بن الجموح، وسمرة بن جندب، ورافع بن خديج والحسن والحسين ـرضي الله عنهم ـ .. الذين كانت لهم مشاركة فعَّالة في الدفاع عن الإسلام ،وكانوا نماذج تُحْتذى لكل أطفال المسلمين..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم | ياسمينة المنتدى | روحانيات | 3 | 17-08-2010 01:14 AM |
حوض النبي صلى الله عليه وسلم | سلطان الشوق | روحانيات | 12 | 09-12-2009 11:08 PM |
خمسون معلومه عن الرسول صلى الله عليه وسلم | فيافي نجد | روحانيات | 8 | 16-11-2009 01:39 PM |
غزوات النبي صلى الله عليه وسلم /الي حافظ احد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم يحطها | الامبراطور | روحانيات | 49 | 19-02-2009 08:14 AM |
صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم | شمس الامارات | روحانيات | 18 | 01-10-2008 12:34 AM |