| |||||||||
المكانة العظيمة في الدين: الرغبة من أعمال القلوب - الرغبة من أعمال القلوب المتعلقة به ابتداء والتي لها المكانة العظيمة في الدين: الرغبة فيما عند الله تعالى. والرغبة إرادة الشّيء مع حرص عليه، فإذا قيل رغب فيه وإليه اقتضى الحرص عليه، وإذا قيل: رغب عنه اقتضى صرف الرّغبة عنه والزّهد فيه. وورد الأمر بالرغبة فيما عند الله تعالى والرغبة إليه في غير نص من كتاب الله تعالى وفي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - على عدة أوجه. من ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [سورة التوبة آية: 59]. وروى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب - رضي اللّه عنهما - أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - قال: ) إذا أخذت مضجعك فتوضّأ وضوءك للصّلاة، ثمّ اضطجع على شقّك الأيمن ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسلمت وجهي إليك، وفوّضّت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك، آمنت بكتابك الّذي أنزلت، وبنبيّك الّذي أرسلت، واجعلهنّ من آخر كلامك، فإن متّ من ليلتك متّ وأنت على الفطرة، قال: فردّدتهنّ لأستذكرهنّ فقلت: آمنت برسولك الّذي أرسلت قال: قل: آمنت بنبيّك الّذي أرسلت (. والرغبة صفة عباد الله الصالحين من الأنبياء والمرسلين المقربين؛ حيث ذكر الله تعالى أن من أوصافهم الرغبة فيما عنده؛ إذ قال تعالى: ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ سورة الأنبياء (89-90). وروى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ) حَضَرْتُ أَبِي حِينَ أُصِيبَ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَقَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا. فَقَالَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ. قَالُوا: اسْتَخْلِفْ. فَقَالَ: أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا، لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّى مِنْهَا الْكَفَافُ لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِي، فَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي - يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ - وَإِنْ أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (. قال العلامة ابن القيم: الرّغبة: هي الرّجاء بالحقيقة؛ لأنّ الرّجاء طمع يحتاج إلى تحقيق، أي طمع في مغيّب عن الرّجاء مشكوك في حصوله، وإن كان متحقّقا في نفسه، كرجاء العبد دخوله الجنّة؛ فإنّ الجنّة متحقّقة لا شكّ فيها، وإنّما الشّكّ في دخوله إليها، وهل يوافي ربّه بعمل يمنعه منها أم لا؟ بخلاف الرّغبة، فإنّها طلب، وإذا قوي الطّمع صار طلبا.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[شرح] من أعمال القلوب العظيمة الصبر | لغة العشاق | روحانيات | 1 | 19-11-2013 08:40 PM |
عصير قمر الدين | ضي القمر | من صُنعِ يديها | 1 | 19-06-2013 08:54 PM |
للعقول العظيمة هدف و0000 | سمو الاحساس | احتواء ما لا يحتوى | 2 | 29-10-2011 12:34 PM |
ايش تسمع / ي الحين ....؟ | محمد | مساحة للضحك والفرفشة | 400 | 12-02-2010 07:36 PM |
هذا الحديث والفائدة العظيمة .. ومن الفائز ؟!. | الواثقة بالله | روحانيات | 26 | 09-12-2008 05:32 PM |