27-04-2007, 12:44 PM
|
|
مزيد من الوعي في فهم الحياة بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته محمد الدريهم
ان من أسعد الناس حالا وأسلمهم نفسا وأقرهم عينا من يرزق التفهم والمرونة في كل شؤونه وفي رؤيته الكلية للحياة, وان من أشد الناس تعبا وضيقا وتململا وقلقا من يجعل محور انتصاراته ونجاحه وعلامتهما ان تذعن لهم الحياة..
يا للعجب فعلا.. الكثيرون يحسبون ان كلمة مثل ( ان تذعن لك الحياة) مطلب طبيعي وحق لهم لما يتمتعون به من صفات ونبوغ وذكاء وألمعية، بيد انهم يتجاهلون او ينسون ان ثمة فارقا مذهلا بين ان تقودك العبقرية وتدلك النباهة الى ان تفهم تماما ان الحياة لا تذعن لأحد وانما الحياة تعطيك بقدر ما تتفهمها وتعلم أنساقها وصروفها وانها في الحقيقة انعكاس لسلوكك واعمالك وفكرك وبين ان تظن ان الحياة معركة يجب ان تنتصر فيها وحسب
مؤسف جدا ان ترى الرجل الالمعي النبيه يصارع الاحداث والمواقف في عمله وفي بيته وفي سوقه وفي كل محل ينزله لأجل شيء واحد ان ينتصر..! لكني أساله ما هو الانتصار؟ الانتصار ليس ابدا ان تذعن لك الاشياء وان تقهرها وان تغلبها ! فهذا تفكير من يجهل تماما ان الحياة فرصة للعمل ومجال للحرث والجد والبذل الذي يعلمنا الصبر والتفهم والمرونة والكر والفر والتناغم مع الاحوال والظروف والاعتياد على ظروف الحياة في سرائها وضرائها ، واما الانتصار الذي يجعل الانسان مضطرا لخوض معركة إثر معركة والانتقال من خصومة الى خصومة والتحفز في كل لحظة للهجوم على الحياة وعلى ناسها فلو تحقق انتصار فهو في حقيقته موت للحياة في قلب هذا الانسان وان كان قلبه نابضا بها
كلما زاد علم الانسان زاد حلمه وكلما توسعت مدارك المرء زادت مرونته وكلما تقدمت به السنون عظم وعيه بالأشياء وعلمته الحياة من ألوان الصبر والبلاء وصنوف البأساء والنعماء ما زاده حكمة وارتفاعا عن صغائر الأشياء فتراه يضع الامور في نصابها
مزيدا من الوعي في مواجهة المواقف.. ومزيدا من تدريب النفس وتعويدها وتعليمها ان الحياة مجال عمل وبذل وتضحية وصبر وأخذ وعطاء وليس المهم ان تذعن لك الحياة انما المهم ان تتفهمها وتعلم انها فرصة لك لتحصيل ما ينفعك فيها وفي آخرتك
فان عملت لها فاعمل وكأنك تعيش ابدا وان عملت للآخرة خلالها فاعمل وكأنك في آخر ثوانيها . |