![]() |
| ||||||||||
![]() َإِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء " ف الهداية لها معنيان: هداية بمعنى الدلالة، وهداية بمعنى المعونة. فالهداية بمعنى الدلالة " وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" أى تدل الناس وترشدهم على طريق الخير. يسلكونه أو لايسلكونه،يؤمنو ن به ،أو لايؤمنون به ، هذا موضوع آخر فالذى يؤمن به ، ويقبل على منهج الله فيه ويصدق الله فيه، يكون عمل الله فى أن ييسرعليه الأمر ويعينه ، كما قال تعالى " وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ " َإِذا فالهداية ترد بمعنين ، بمعنى الدلالة ،وبمعنى الحمل على الخير ، فالتى بمعنى الدلالة فالكل مشترك فيها ، وأما الحمل على الخير، فالذى يقبل على الله مؤمنا به ، ومصدقا لهداه يقول له مادمت آمنت بى وصدقت بى وأقبلت بنفسك على منهجي ، أعينك أنا على ذلك المنهج وأمكنك منه وأريك حلاوته ،فيزيدهم هدى وتقوى . وأما الذى لايقبل هداية الدلالة ، فَإِن محمدا صلى الله عليه وسلم لايستطيع أن يمنحه هداية المعونة، ولو كان أقرب الناس إِليه ، وأحب الخلق إِليه " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ" وذلك كالذى حدث مع عمه أبى طالب. ومما يدل على هذا المعنى من الآيات ، قوله تعالى:" وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " فهديناهم أى دللناهم ، "فاستحبوا العمى على الهدى" أى أنهم قالوا : لا نحن غير مؤمنين بأن هناك ربا ، وليس هناك من توجيه ، فإِذا كانوا غير مؤمنين بأن هناك ربا ، وبأن منه توجيه فكيف يمكنهم من الهداية؟ . لا يمكنهم ، و إِنما يُمَكن من أقبل مؤمنا به ، ومصدقا له ، إِذا فهداية الرسل تأتي بمعنى الدلالة ، والدلالة أنك تهدي إنسانا إِلى شئ ، أى تدله على الخير ، مثلا هناك فرق بين هداية تدل، وهداية تعين وتحمل. هداية تدل : هذا قدرمشترك حتى مع الكفار كما فى الآية " وأما ثمود فهديناهم " على المعنى العام بعدها قال مباشرة " فاستحبوا العمى على الهدى " فكلمة هديناهم هنا ، أى دللناهم على طريق الخير ، قهل استمعوا أم لم يستمعوا؟ لم يستمعوا ، إِذا فوردت الهداية فى القرآن بمعنى الدلالة على الطريق الموصل للخير" وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ" " إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا " ووردت أيضا بمعنى آخر وهو التمكين من فعل الخير والمعونة عليه كيف هذا؟ نقول مثلا: ولله المثل الأعلى - أنا أمضى فى الطريق وأريد أن أذهب إِلى مكان ما ، وأنا لا أعرف الطريق الموصل إِليه ، فجاء رجل المرور ، وقال لى : هذا هو الطريق المؤدى إِلى المكان الذى تريد ، فدلنى على الطريق بكلامه ، إِذا أنا أنصعت له وشكرته ، وبعد ذلك اتجهت لأسير فيه ، فأجده يقول لى : اسمع ، هذا الطريق فيه عقبة كذا ، ويصح أن تعمل كذا ، حتى تنتهى منه ، أى يرشدني إِلى شئ فى الطريق ، والثانية أنه طلب منى أن يذهب معى حتى يخلصنى من هذه العقبة، فإِذا هناك هدايتان ، هداية دلت على الطريق فقط وهداية أعانت على أن تسلك الطريق. أعان رجل المرور من ؟ الذى انصاع له وآمن بمشورته فى أن الطريق هو هذا ، أما الذى لايأتمر بأمره ويقول له : لا أنت لاتعرف الطريق ، وماذا عرفت أنت عن الطريق ، فالطريق ليس هناك ، أيمكن لجندى المرور ان يعينه عملا بأن يسير معه إِلى أن يدله ؟ بالطبع لا، كذلك - ولله المثل الأعلى - الهداية بالنسبة لله ، الله يهدى الجميع مؤمنا وكافرا ، يهدى بمعنى يدل الجميع على طريق الخير ، وبعد ذلك فالذى يؤمن به إِلها ويستمع إِليه بعد ذلك ، يعينه ويسهل عليه المهمة ، والمعونة لاتأتى إِلا من مقبل على عمل وبعد ذلك تعينه ، أما غير المقبل على عمل فكيف تكون المعونة؟ المعونة لا تأتى لشخص لايعمل ، ثم تجعله يعمل ، لا ،ولكن المعونة أن تجد واحدا مقبلا على عمل ، وبعد ذلك تعينه أنت على العمل . |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
استفسار من أهالي الرويضة الكرام | ابوخالد | أخبار الرويضة | 14 | 08-07-2009 11:10 PM |
خاص لأهالي الرويضة والمراكز والقرى التابعة لها | محمد السهلي | أخبار الرويضة | 13 | 31-01-2008 03:14 AM |
نزف البشرى لأهالي الرويضة والقري المحيطة بها | محمد | أخبار الرويضة | 18 | 08-04-2007 10:36 PM |
![]() | ![]() |