تأخير الصلاه هل اصبحت عاده؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
روى مسلم في صحيحة (رقم الحديث 438) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم : "تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم , لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله".
وعند أبي داود (رقم الحديث 679) من حديث عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار".
ومعنى الحديث كما قال السيوطي : لا يزال قوم يتأخرون أي عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله تعالى عن رحمته أو عظيم فضله ورفع المنزلة وعن العلم ونحو ذلك .أ.هــ
وعلق الشيخ ابن عثيمين (في فتاويه 13\54) على هذا الحديث فقال : وعلى هذا فيخشى على الإنسان إذا عود نفسه التأخر في العبادة أن يبتلى بأن يؤخره الله عز وجل في جميع مواطن الخير .أ.هــ
وعن أنس بن مالك في قوله تعالى (سابقوا إلى مغفرة من ربكم ) قال : التكبيرة الأولى .أ.هــ
وبناء على ما سبق أنقل حال السلف في الاهتمام بالصف الأول وتكبيرة الإحرام :
1- قال سعيد بن المسيب : ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة , وقال : ما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة - يعني لمحافظته على الصف الأول .
2- وقال ربيعة بن يزيد : ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضا او مسافرا.
3- وقال محمد بن سماعه القاضي : مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي ففاتتني صلاة واحدة في جماعة فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف , فغلبتني عيني فأتاني آت فقال : يا محمد قد صليت خمسا وعشرين صلاة ولكن كيف لك بتأمين الملائكة.
4- وقال غسان : حدثني ابن أخي بشر بن منصور قال : ما رأيت عمي فاتته التكبيرة الأولى .
5- وقال وكيع : كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى , واختلفت إليه قريبا من سنتين ما رأيته يقضي ركعة .
6- وقال إبراهيم النخعي : إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يدك منه .
7- وقال وكيع : من لم يدرك التكبيرة الأولى فلا ترجو خيره .
8- وسمي بشر بن الحسن البصري أبو مالك بالصفي للزومه الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة .
9- وقال الغزالي : روى أن السلف كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى , ويعزون سبعا إذا فاتتهم الجماعة .
وهذا وأسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ويصلح أحوالنا ويرزقنا الإخلاص في العمل , ويرزقنا العلـــــــم النافع والعمل الصالح .