| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| |||||||||||
انعكاسات امرأة ( قصة قصيرة ) انعكاسات امرأة قصة قصيرة ايناس البدران انتفض المنبه زاعقا بصوته المسلوخ ، معلنا بدء يوم جديد كعهده كل سادسة صباحية ، ليمعن في ايقاظها من راحة طارئة أبت ألا تزورها ألا قبيل الفجر . تلمست موضعه على المنضدة قبل ان تخرسه بلطمة من كفها لتفتح جفنين مثقلين بالنعاس على ذات الاشكال الهندسية التي تتقاسم الجدار ، اشاحت بوجهها وهي تتمتم في سرها : - لم يحرص الناس على التقاط صور غاية في التأنق لمناسبة يصعب التنبؤ بما يليها .. أ ليقارنوا من خلالها بين الخيال والواقع ، أم ليروا ما آل اليه حالهم بعد سنين ؟ كأنها في سباق مع نفسها والوقت كالسيف المسلط وسواء قطعته أم لم تقطعه فأنه ممزقك ، يا لها من افتتاحية متفائلة تبدأ بها يومها السعيد ؟ منذ مدة ليست بالقصيرة يخالجها شعور بأنها قارورة معرضة للكسر ترسب المرارة بقاعها ، ويطفو على سطحها حزن مغلف بمرح ساخر ، تماما كقشرة السكر التي تحتضن قرص دواء انتهت مدة صلاحيته ، او ( كالمكياج) الذي نخفي خلفه شحوب ايامنا دون ان ننسى زيفه وسرعة زواله . سارت في البيت شبه مترنحة دخلت المطبخ واتجهت صوب المذياع لتحرك بأناملها قرصه البارد .. العدو يقصف يجتاح .. سارعت القوات الى تطويق .. كما بادرت الى تشديد الإجراءات الأمنية .. مباحثات لايقاف القتال الدائر في .. حدثت نفسها : - دائما اخبار و تصريحات يعقبها في الغالب تعليقات او تحليل سياسي .. لغو كثير .. لم لا يختصرون كل هذا بالقول اننا سنظل نطبق شريعة الغاب حيث الغلبة للأقوى ، والغاية تبرر الوسيلة . لم ننافق ايامنا كبائع لزج يروم اقناع ساذج بسلعته البائرة ، ونعد افطارها بشهية خاوية متعللين بأننا نتغدى بها قبل ان تعشى بنا ؟ المذياع يعاني فصاما يأرجحه بين هم لايطاق وايقاع غناء غرائزي ، القرص يدور في حلقة مغرغة تائه خارج مجرة الحياة الطبيعية ، قرع غجري بدائي منبعث من آبار تخلف يقطع جذور الماضي ليعوم ما تبقى من ايام في فراغ زئبقي بلا ملامح . اخيرا اهتدى الى محطة بعيدة تبث موسيقى ناعمة هدهدت اعصابها المتعبة كأنما لتعتذر عما يجري عما حولها من سعار . تنهدت وهي تطل من النافذة على مدينتها التي كانت قد بدأت تنفض عنها غبار الليلة الماضية وتطوي جناحها على نحيب مكتوم ، بدت المدينة صامتة عصية على الفهم ، سماؤها قصية قصديرية ، دموعها تسبح في الغيمة ، والغيمة تنأى عنها بالمطر . انتهت من اعداد الفطور وقبل ان تزفر ارتياحا تذكرت ان عليها تجهيز الغداء اذا كانت تروم حضور ندوة " تأهيل المرأة لقيادة منظمات القرن الحادي والعشرين " . قطع سلسلة افكارها دوي انفجار قريب نبه القلق المستيقظ فيها .. هاهو الصداع يطوق رأسها من جديد بطوق كالحديد .. انبجست الدموع الحبيسة من مقلتيها لتغسل خديها بكحل اكد بائعه لها بأنه ( ووتر بروف ) واخذ لأجل هذا ما أخذ من نقود .. الكحل يجرح بزيفه عينين مازالتها تؤمنان بالجمال ، بالنسبة والتناسب لكل ما يعلق على الجدران وينعكس في المرآة من تشكيلات تغري بالتفكير بأن الانسان انما وجد ليعيد ترتيب الاشياء بعقل ، وليحب الحياة بولع .. همست في سرها : - لعلنا لم نختر مصائرنا لكننا اخترنا الرضوخ لها . حتام تتابع هربها كأرنب مذعور في قفص جريد ، بقلب متسارع النبضات متقلب كتقلب صروف الدهر . وكيف تعلن ان حريتها المزعومة ما هي ألا قشرة السكر الهشة التي تحيط حبة الدواء الخطأ .. وأنها الاصباغ الزائفة التي تثير الاعجاب لبرهة لكنها لاتنسيك ما تخفيه خلفها من وجع مزمن كئيب . وهذه الافكار التي تسبح في رأسها كدوامات تعج بأسماك القرش المتربصة ، اذن ما جدوى الحلم بمدينة فاضلة مع ارض عائمة فوق بحر من .. الخوف ؟ واين هي وسط هذا الكم الهائل من البشر؟ مجرد رقم فقد صوته فعاش بلا صدى ، كالصفر يمخر بمفرده فراغ المسافات تساوى لديه اليمين مع الشمال . كأنها متاهة تروم فيها الاستدلال بأية علامة وان كانت علامة تعجب او استفهام او حتى نقطة نهاية سطر . نقطة كقطرة سوداء منكمشة على نفسها تتسلل اليها لتغفو كطفلة فوقها او تختبيء في ظلها . صوت الصغير يطرق سمعها وهو يراجع محفوظاته ( يا بط يابط .. قل للسمكة أتت الشبكة ) ، قالت بأمتعاظ كمن يحدث نفسه : - ما هذا الهراء الذي نلقنه صغارنا .. متى كانت البطة تخاف على السمكة ! ؟ دمها نمل احمر يقطع المسافات بين الشرايين ودقات الساعة اللجوج ، لا أمنية تقدر ان تعيش مدة الانتظار الأبدي ، والقلب طفل انفطر بكاء على قطرة .. صدق . يوم الاجازة تحتاج بعده لأجازة .. الابن الاكبر يرقبها تعدل من هندامها قبيل الخروج ، يحاصرها بأسئلته . - أمي لماذا تهتم المرأة بجمال مظهرها ؟ لسؤاله طعم الصدأ ، كأنه ود لو قال " أمي لماذا لاتبحثين لك عن تربة لتندسي فيها متلفعة بالسواد حتى يوافيك الأجل ؟ " قالت : -حتى انت يا .. ثم اكملت محاولة ترويض صبرها . - لأنها كائن يحب الجمال .. والعطاء . سؤاله اجج داخلها اصرارا من نوع ما ، وفي ذات الوقت هداها الى حقائق صغيرة ماكانت لتفطن لها لولاه . - وهل تمل المرأة كما يمل الرجل ؟ أجابت وابتسامة تلوح على شفتيها .. - او ليست بشرا .. اسمع بني ، الارتباط كأي شيء في الحياة سلاح ذو حدين يمكن ان يكون الشيء ونقيضه والأمر منوط بالشريكين . رمقته مبتعدا بعد ان اخذ نصف ما في حقيبتها من نقود ، بحجة المحاضرات وعزومة تورط بها مع ( الشلة ) اكملت في سرها : -ولكن الخوف كل الخوف ان يصل الصبر والصمت بك حد قبول ما لا يتناسب وكمية الصدق داخلك ، فتستعمر تحت مسميات براقة ، لتلعب دورا هزيلا في رواية هابطة ، وعندها لن يتبقى الا القليل من العمر للكثير من الندم .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ولم تكن الا غفوة قصيرة | ابو طارق | روحانيات | 13 | 01-02-2010 10:36 PM |
قصه قصيرة جننت كل من قرأها | الساري | حكايات من الوجد | 5 | 19-07-2009 12:13 AM |
قصة قصيرة: نُدْبَةُ الجُرْح | محمد | حكايات من الوجد | 21 | 20-09-2008 06:17 PM |
وقفات قصيرة تخص المرأة !!! | ابن تيمية | الوقاية خير من الف علاج | 8 | 04-12-2007 11:27 AM |
قصص قصيرة ....... مازن دويكات | مازن دويكات | ركنك الهادي | 0 | 11-08-2007 03:55 PM |