| ||||||||
حتى الشسع بسم الله الرحمن الرحيم كثير من الناس يلجؤون إلى الله، ولا يتضرعون إليه إلا إذا نزلت بهم عظائم الأمور وشدائدها من نحو المصائب الكبيرة كفقد الأحبة، وخسارة الأموال الطائلة، أو نزول الأمراض المستعصية، وما جرى مجرى هذه الأمور. أما ما عدا ذلك فلا يخطر ببالهم الدعاء، والتضرع إلى الله؛ لظنهم أنها أمور يسيرة لا تستدعي الانقطاع إلى الله. ولا ريب أن ذلك خطأ يجدر بالمسلم تجنبه؛ إذ اللائق به أن يعلق رجاءه بربه، وأن يسأله كل صغيرة وكبيرة؛ فتكدر الوالدين على الولد، وسوء خلق الزوجة، ونفور الأولاد، وجفاء الأصحاب، وتكاسل من يعمل تحت يد الإنسان، وتَعكُّس بعض الأمور - كل ذلك من البلاء الذي يحتاج إلى دعاء وإنابة. ويرشد إلى ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سلوا الله كل شيء حتى الشسع؛ فإن الله -عز وجل- لو لم ييسره لم يتيسر". والشسع: هو أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الأصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل. فقوله -صلى الله عليه وسلم-: "حتى الشسع": إشارة إلى أن ما فوقه أولى وأولى، وأن الإنسان لا غنى له عن ربه - جل وعلا -. بقلم / د. محمد بن إبراهيم الحمد .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|