| ||||||||
]][®][^][®][اللهم أرنا الحق حقا][®][^][®][ ]][®][^][®][اللهم أرنا الحق حقا][®][^][®][ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على ا شرف خلق الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اول مابدأت به صباح يوم الجمعة هذا المقال الذي اعجبني لاستاذ شريعة في احدى الجامعات الاردنية اعجبني واحببت نقله لكم راجية المولى القدير ان ينال اعجابكم احسست ونحن في خضم هذه الملحمة الشرسة والحرب التي تزهق بها الارواح كل يوم بدم بارد اننا بأمس الحاجة لمثل هذه العبر ممن هم قدوة لنا جميعا تفضلوا مشكورين أختكم .. دعاء *** حينما قرأت قوله تعالى في حديثه عن قصة سيدنا يوسف وإخوته "إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين، اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين، قال قائل منهم: لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين" . ظننت أن أخا سيدنا يوسف قد مالأ إخوته واشترك معهم في (التآمر) على يوسف- عليه السلام- إذ كيف يرشدهم على فكرة إلقائه في البئر(الجب)؟ كيف طاوعته نفسه ابتداء على السكوت على تلك المؤامرة التي تتضمن مصيرا مجهولا لأخيهم؟ أين الأخوة؟ بل أين الإنسانية؟ نعم؛ ورود هذه الآيات مشكل على صغار طلبة العلم من أمثالي، بل مشكل على من لم يتشرب روح الشريعة وعرف مقاصدها وأسسها وأصولها وفلسفتها الواقعية؛ وبيان ذلك بعد التبصر على النحو الآتي: أولا: لقد نظر هذا الأخ إلى نية وتصميم إخوته وكيف بلغت بهم الغيرة مبلغا غيبت عقولهم وأفئدتهم إلا من التخلص من يوسف، فالواقع الذي رآه واقع صعب مؤلم خطر، يحتم عليه التصرف بحكمة وتفكير وتعقل، وغالبا ما يغيب العقل والتعقل في الملمات؛ لأن التصرف يكون ارتجالا ونتيجة انفعال، ويزيد الأمر سوءا إذا دخلت العاطفة. ثانيا: موقف الحكمة الذي غاب عنا هو الموقف الذي اتخذه هذا -الأخ - صاحب فكرة الإلقاء في البئر على طريق المسافرين؛ حيث رأى أن أخاه سيلقى مصير القتل والموت المحقق إذا بقي موجودا بينهم، ورأى أن إخوته يهدفون إلى إزاحته من طريقهم لا أكثر وهذا يتم من خلال إبعاده بوسيلة الإلقاء في البئر والاسترقاق أو بأي وسيلة أخرى، فاختار هو الإلقاء في البئر ليأخذه المسافرون ويسترقونه؛ وهنا نعلم أنه تخير أحد مصيرين: الموت، أو الاسترقاق والإبعاد؛ ولا شك أن من في رأسه ذرة من عقل وتفكير سيقبل ويختار الاسترقاق والإبعاد على الموت، فالرق أهون من الموت. ثالثا: لقد طبق هذا الأخ قاعدة عظيمة من قواعد الفقه الإسلامي هي قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد تطبيقا سليما، فليست الأحكام الشرعية هي نفسها في كل الظروف والأحوال والأزمان؛ بل إن الاجتهاد في تنزيل الأحكام على الوقائع وهو اجتهاد التطبيق اجتهاد لا يمكن أن ينقطع أو ينتهي ما دام هناك تشريع وهناك مكلفون بتطبيق ذلك التشريع. قتل سيدنا يوسف مفسدة عظيمة، وإبعاده واسترقاقه مفسدة أيضا ولكنها كلها دون مفسدة القتل (الموت) وقديما قيل بعض الشر أهون من بعض، والعور أخف من العمى، وهذا عين الحكمة. ولننظر ماذا لو تركهم أو حاول منعهم؟ لا شك أنهم سيدخلونه ضمن مخطط التصفية، وبدلا من مفسدة قتل واحد سنكون أمام إزهاق روحين إن لم يكن أكثر. رابعا: إن عمل ذلك الأخ بعد أن عرفنا انه عمل خير وتطبيق لقواعد أقرها الشارع الحكيم، بل العقول السليمة تقبلها وتأمر بها، نقول: لم تكن له قدرة على ذلك لو لم يكن متفاعلا مع الواقع؛ وبعبارة أوضح وأكثر صراحة: لو كان منزويا ومؤثرا العزلة وعدم الدخول في العلاقات مع إخوته ومجتمعه لم تكن له قدرة على معرفة ما يجري ويخطط له أولا، ثم لم تكن كلمته مسموعة ثانيا؛ وفي هذا درس عظيم لأولئك الذين يحكمون على المجتمعات والأفراد والدول بأحكام وتصنيفات طبقا لظواهر الأمور من دون معرفة بواطنها ونتائجها، وعلماء الإسلام قالوا: الأمور بمآلاتها ونتائجها. لا أكون مبتعدا عن الحقيقة إذا قلت بأننا نطبق معيار الموازنة بين المصالح والمفاسد في حياتنا وتصرفاتنا كثيرا بل وكثيرا جدا أيضا، فالطبيب الذي يقول للمريض أنت في حاجة إلى عملية استئصال أو بتر جزء من الجسم يصل أحيانا يد أو رجل أو غير ذلك من أجزاء الجسم، ومن دون ذلك العمل سيصبح الجسم كله في خطر الهلاك الكلي فالمريض ووليه والطبيب وكل عاقل سيقول مفسدة العملية والبتر أهون من مفسدة الهلاك أو الموت أو على الأقل الضرر الفاحش فيما لو لم تتم العملية. غير أننا نغفل هذه القاعدة أحيانا ويغفلها قادة ومفكرون وأصحاب قرار على مستوى الأمة تارة أو المجتمع الكبير أو الصغير كالأسرة تارة أخرى، ويتم الإغفال عن طريق فساد التصور كأن نرى المفسدة مصلحة والمصلحة مفسدة، أو أن يختل المنظار فنرى المفسدة الكبيرة صغيرة, والمفسدة الصغيرة كبيرة؛ ثم نتصرف على وفق هذا التصور، ولا أجد غضاضة من التمثيل على النوع من الاختلال بمرآة السيارة التي تقول لك إن الأبعاد التي تراها في المرآة ليست حقيقية؛ حتى لا تتخذ قرارا بالانعطاف بالسيارة فتصدم بأخرى أو تحدث أضرارا بالنفس والمال. إن في التاريخ دروسا لا تنسى، ولا ينساها إلا من نسي نفسه، لكننا بحاجة اليوم إلى أن ندعو ونكثر من الدعاء، وأن نسأل الله دائما: اللهم أرنا الحق حقا، فالمصيبة تقع إذا رأينا الحق باطلا والباطل حقا ورأينا الأمور على خلاف حقيقتها. _______________ ___ |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعالوا مروا علينا هنا | سمو الاحساس | لُغَة الصور .. والكاريكاتير الساخِر | 2 | 24-02-2010 11:23 AM |
الحق شوف | سمو الاحساس | مساحة للضحك والفرفشة | 15 | 28-07-2009 03:39 PM |
الحق قبل الليل | سمو الاحساس | لُغَة الصور .. والكاريكاتير الساخِر | 14 | 14-06-2009 07:38 PM |
لا يفوتك الجراد ..الحق ياولد الحق | متعب | منتدى السفر والسياحه | 20 | 07-06-2007 10:25 AM |