21-08-2008, 12:59 PM
|
|
محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراهـ
الحمدلله ، والصلاه والسلام على عبدالله ورسوله محمد ن واله وصحبه ، أما بعد :
فلا أستطيع أن ألزم الحياد في كتابتي عن أحب انسان إلى قلبي ، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ن إنني لا اكتب عن زعيم سياسي قدم لشعبه أطروحته وعرض على أتباعه فكرته ن ليقيم دوله في زاويه من زوايا الارض ، بل أكتب عن رسول رب العالمين ، المبعوث رحمة للناس أجمعين 00
ولن ألزم الحياد وأنا أكتب عنه ، لأني لا أكتب عن خليفة من الخلفاء له جنوده وبنود ولديه حشود وعنده قناطير مقنطره من الذهب والفضه والخيل المسومة والأنعام والحرث ، ولكنني أكتب عن الرحمة المهداة والنعمة المسداة : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 00
ولن الزم الحيادة لأنني لا أتكلم عن سلطان من السلاطين قهر الناس بسيفه وسوطه ، وأخاف الناس بسلطانه وهيمانه وصولجانه ، لكنني أتكلم عن معصوم شرح الله صدره ووضع عنه وزره ، ورفع له ذكره 00
إنني أكتب عن أغلى الرجال وأجل الناس وأفضل البشر وأزكى العالمين ، مرجعي في ذلك دفتر الحب المحفوظ في قلبي ، ومصدري في ذلك ديوان الإعجاب المخطوط في ذاكرتي ، فكأنني أكتب بأعصاب جسمي وشرايين قلبي ، وكأن مدادي دمي ودموعي :
إن كان أحببت بعدالله مثله في
بدو وحضر ومن عرب ومن عجم
فلا اشتفى ناظري من منظر حسن
ولا تفوه بالقول السديد فمي
محمد صلى الله عليه وسلم طفلا :
فإن الطهر ولد معه والبشر صاحبه ، والتوفيق رافقه فهو طفل لكن لا كالأطفال ، براءه في نجابه ، وذكاء مع زكاء ،
وفطنة مع عناية فعين الرعايه تلاحظه ، ويد الحفظ تعاونه ، وأغصان الولاية تظلله ، فهو هالة النور بين الأطفال ، حفظه الله من الرعونه ومن كل خلق ردئ ووصف مقيت ومذهب سئ لأنه من صغره مرشح لغصلاح العالم ، مهيأ لإسعاد البشريه ، معد بعنايه لاخراج الناس من الظلمات الى النور ، فهو الرجل لكن النبي ، والانسان لكن الرسول ، والعبد لكن المعصوم ، والبشر لكن الموحى إليه 0
محمد صلى الله عليه وسلم ليس زعيما فحسب ، لأن الزعماء عدد شعر الرأس لهم طموحات من العلوم ومقاصد من الرئاسة ومارب من الدنيا ، أما هو فصالح مصلح ، هادي مهدي ، معه كتاب وسنه ، ونور وهدى ، وعلم نافع وعمل صالح ، فهو لصلاح الدنيا والاخره ، ولسعادجه الروح والجسد 00
من كتاب : محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
د- عائض عبدالله القرني
كتاب قراته واعجبني جدا |