رساله لشهداء صبرا وشاتيلا
ذبحتم بدم بارد في شهر حار , على أرض أحببتموها وأهلها ,لجأتم إليها وإليهم تجنبا لهتك أعراضكم وانتهاك حرماتكم , حتى تعيشوا في انتظار العودة إلى حيث اقتلعتم .لكن المصير كان الذي شئتم تجنبه , فاصطادتكم ميليشيات مسلحة لسانها عربي .
حتى اليوم ما زالت تلك الجريمة تحدث أخبارها ,لقد انقضت عليكم زمرة المجرمين كأنكم لستم بشراً تستحقون الحياة على أرض بعد أن كانت لكم أرض تستحقون عليها الحياة . وكأنه لا يكفيكم ما أصابكم من ظلم وتشريد , ذبحتم بتفنن كما لو كنتم حقول تجارب لفنون القتل والتقطيع إلى أشلاء , أو في اختبار حد السكين أو رأس الحربة , أو في ابتكار طرق لإخراج الجنين من رحم أمه فتمتد إليه يد من لا يرحم ليرحل الجنين من رحم أمه إلى رحمة ربه . كانت تلك التي تحت قدميها الجنة تتمنى مصيرها المشؤوم قبل طفلها حتى لا تُقتَل مرتين .
ما ذنبكم يا شهداء صبرا وشاتيلا سوى أن قدركم هو النسب إلى أرض اسمها فلسطين ,وكأن هذا الاسم جريمة توجب العقاب ,لكن عقابكم لم يكن مجرد قتل ,ففي بعض القتل رحمة ,لكنه كان إشباعاً لنزوات السادي .
أعذرونا يا شهداء صبرا وشاتيلا إن مرت السنون وتبدل زمان بزمان ومكان بمكان ,فالسادس عشر من سيبتمبر"أيلول" عالق في الأذهان كما الحادي عشر منه . أعذرونا إن تراقصنا مع أغنية طربا أو اندمجنا مع فيلم رومانسي أو تمتعت العيون بكل فاتن وجذاب ,فما هذه إلا ضرورات من حيوات .أعذرونا إن أنستنا هموم العيش أو ملذات الدنيا بعضاً من ذكراكم فواجبنا على أرضنا أن نفرح قليلاً فلعل في الفرح غيظاً للعدى , وتلكم حلاوة العيش يا شهداءنا : هم يشوبه فرح وحزن تتخلله ابتسامة .
في غمرة كل ذلك , تبقى ذكراكم وذكرى الساعة الخامسة من يوم الخميس يقظة في نومنا وصحونا , ولعل ذكراكم لن تغفر ما دام الآثمون المجرمون يسرحون ويمرحون كأن أياديهم براء مما اقترفت .
إنكم ياشهداء صبرا وشاتيلا تلتقون بإخوة لكم من دير ياسين وكفر قاسم وتل الزعتر وقانا ومروحين والضاحية , وتلتقون باللاحقين من شهداء الانتفاضتين . ثلاث ليال مرت عليكم كأنها ثلاثون عاماً من الرعب والخوف , ثلاث ليال سُخرت فيها أدوات القتل عليكم وإذ أنتم صرعى كأنكم أعجاز نخل خاوية .
من المضحك يا شهداءنا أن يمسي الجبن بطولة وجراءة , ومن المؤسف والمؤلم أن الخيانة التي تنجح لا يجرؤ أحد على تسميتها خيانة . لقد لملمنا اشلاءكم في أفئدتنا , وصبرا وشاتيلا صيرناهما اسمين يطلقان على الأبناء من بعدكم كي تبقى الذكرى في كل من فيه ذرة من ضمير وجزء من إنسانية .
لقد حرمتم حتى ميتة على أرضكم ومواراة جثامينكم في ترابكم ويبقى لكم حق , هو حق الأرض التي أنشأتكم , وحق السماء التي ظللتكم , وحق التاريخ الذي جعل فلسطين أرضكم ,حق الأخوة والإنسانية والضمير , فناموا قريري العين , ناموا بسلام لأنكم ما كنتم تنشدون إلا السلام . ومَن بعدكم تعلم الدرس :"من الأفضل أن يكون أمامنا أسد مفترس على أن يكون وراءنا كلب خائن " . ابو نادر المصري :
جريمة هزت العالم ولازالت تمثل ابشع الجرائم في القرنين الماضيين لوحشية
وشناعة الجرم اليهودي لعزّل رجال واطفال ونساء
وستبقى درسا يلقن للباحثين في حقوق الانسان كشاهد على عدم وجود
انسانية ودليل على عدم اهمية حقوق الانسان العالميه التي اكتفت بالتنديد
شهداء صبرا وشاتيلا رحمهم الله برحمته الواسعة ودعواتنا لشعبنا الفلسطيني
بتحقيق الوفاق والنصر المؤزر يارب |
-
آخر تعديل محمد السهلي يوم
19-05-2008 في 01:03 AM. |