19-12-2006, 11:00 AM
|
|
][®][^][®][حطب الحرب والسلام.. ][®][^][®][ ][®][^][®][حطب الحرب والسلام.. ][®][^][®][
مقال اعجبني واحببت ان اضيفه هنا الأطفال، بأيقوناتهم الطالعة مثل أقمار صغيرة في سماء العابدين، وحدهم من دون غيرهم، الضحايا الأكثر إيلاما في مختلف أشكال الحراك الإنساني.. في الحرب، عندما ترسل لهم طائرات مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا أجساما معدنية محملة بآخر ابتكارات الشر في العقل البشري المعاصر، تفاعلات حارقة وأخرى خارقة، إشعاعات لا تفنى ولا تموت، ولكنها تتحول إلى كوابيس بشعة، تحتل براءتهم وإمكانيات مستقبل مشرق، تمنعهم أحيانا من شعاع النور وإمكانية التقاط المفارقة المدهشة لنضوج وردة في آخر الحديقة قبل اخوتها من عائلة الزهر الجميل بألوانه الزاهية، وربما حرمتهم من الركض المشاكس في براري الشقاوات الجميلة، وفي مرات كثيرة تأخذهم تلك الأجسام قبيحة الأشكال برؤوسها المرعبة وزوائدها المنفرة بكليتهم روحا لم تزهر صلواتها بعد، وجسدا لم ينل حظه من الدنيا وما فيها، تقتلهم من دون تردد أو حتى اعتذار عابر للفضول!!
وكأن كل الطاقات التي استنفرت لتطوير الطائرة الحربية وعتادها العسكري هائل الأطنان، وطيارها الذي قضى أعواما من عمره يتدرب على أحدث وسائل الهجوم والدفاع، وتعلم تقنيات التحليق المظفر، وأتقن أكثر العاب السماء مهارة، كأنها كلها، وقرارات سياسية، واجتماعات ورجال بربطات عنق داكنة ووقار كاذب، رأت في قتل طفل متطلع برجاء نحو السماء، إنجازا يستحق كل ما تقدم، ويحتاج إلى جميع هذه التحضيرات المضنية!!
والسؤال الأخلاقي المعطل حاليا: أي بطولة يمكن أن يفتخر بها طيار اكتشف أن كل ما هو مطلوب منه أن يركب طائرته المحصنة ويحلق في أجواء مسالمة لا تجد ما تدفع به عن سمائها وأرضها ومياهها الإقليمية، ليسقط ما بحوزته من قنابل عنقودية وفسفورية وحتى تقليدية على رؤوس دور فقيرة، وأحياء سكنية، وعلى رؤوس أولاد يهربون مع ذويهم من دون أن يعرفوا السبب، أو يختبئون في أحضان أمهاتهم وآبائهم في مشهد أيقوني خالد ليكون آخر ما اقترفته أيديهم الناحلة !! هل يتبرع فاعل خير ليبلغ الطيار المحصن بالنياشين والأوسمة عن حصيلة إنجازاته لهذا اليوم، عند الصبح المضمخ بالندى الباكي، أو في أول الليل وقبل بلوغ الصغير أول واحات أحلامه البسيطة (ليلة هادئة بلا دوي يخلع القلب الذي بحجم حبة كرز حمراء)؟!!
وفي السلم، يصدف أن يكون الصغار ضحية أب متسلط، أو أم نزقة، أو عائلة مفككة، ويصدف أن يحرمون من لمسة حنان يكونون أحيانا في أمس الحاجة لها، وفي أحسن الظروف، يحدث أن يكون صغير بعمر زهرة ياسمين ضحية افتقاد بيته إلى الحب، أب سلبي وأم حالمة، أب لا يتقن لغة الحدب وعناق حار بلا عقد وأوبئة، وأم ضائعة بين العمل وركض أيام العمر وتساقط اللحظات المنتظرة من بين يديها..
الأطفال.. حطب الحرب والسلام.. الصورة المؤلمة للضحية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ووجع وسخط،.. وصراخ من أجل عالم أكثر عدالة.. وقادة أكثر إنسانية.. وإحساس بالمسؤولية نحو كون ما فتئوا يشبعونه ركلا وصواريخ وطائرات وبوارج ونهبا وسلبا وتغولا وإجراما..! الأطفال بسمة ماء الورد، ورحيق الزهر المسكونة بدموع صامتة لا تجد ما تقوله سوى السؤال الجريح :لماذا؟
توقيع : دعــ الروح ــاء
كل عيد وأنتم للــ عيد .. عيد
| |