الساحر إيسيان بات أمل غانا للظفر باللقب الإفريقي
يعتبر لاعب وسط تشيلسي وصيف بطل الدوري الإنكليزي لكرة القدم مايكل إيسيان واحدا من النجوم التي أنجبتها الملاعب الغانية على مر السنين، واستطاع أن يصنع لنفسه اسما في تشكيلة منتخب بلاده بفضل الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في الميادين الأوروبيةويشكل تواجد إيسيان ضمن التشكيلة الغانية مصدر اطمئنان لجماهيرها؛ كونها تعتبره القلب النابض لها وأكبر دليل على خروج غانا من الدور الأول للنسخة الخامسة والعشرين في مصر، والتي غاب عنها إيسيان بسبب الإصابة التي تعرض لها قبل انطلاق العرس القاري بأسابيع قليلة.
وساهم إيسيان -بشكل كبير- في إنجازات المنتخب الغاني في العامين الأخيرين، وتحديدا تأهله إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وبلوغها الدور ثمن النهائي قبل أن تخرج أمام البرازيل صفر-3، علما بأنه طرد في المباراة الأخيرة.
وإذا كان إيسيان يحرص على تواجده بين زملائه في المباريات التي يخوضها المنتخب الغاني في مختلف المسابقات، فإن عودته إلى العاصمة أكرا هذه المرة تختلف كليا عن المرات السابقة كونها تأتي بعد نحو 10 أعوام من رحيله عنها للبحث عن نفسه في القارة العجوز، كما أنه يحل بغانا بعدما بات أحد أفضل لاعبي وسط الملعب في العالم.
لفت إيسيان أنظار كشافي أكبر الأندية العالمية عام 1999 عندما قاد منتخب بلاده إلى إحراز لقب كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في نيوزيلندا، فتم التهافت على خدماته خصوصا من مانشستر يونايتد الإنكليزي.
عانى إيسيان الأمرين في مسيرته الكروية، فقد تكفلت والدته بتربيته و4 شقيقات له، مارس كرة القدم حافي القدمين حتى سن الثانية عشرة بسبب الفقر المدقع الذي كانت تعيشه عائلته، لكنه ومنذ اللقب العالمي للناشئين انقلبت حياته رأسا على عقب وإن كان اختار الاحتراف في فريق باستيا الفرنسي المتواضع بناء على نصيحة وكيل أعماله فابيان بيفيتو.
لم يتأخر إيسيان، الخجول خارج الملاعب، في فرض نفسه في صفوف باستيا وخصوصا في مختلف مراكز خط الدفاع، وقد استفاد كثيرا من إصابة مدافعي باستيا وقتها قبل أن ينقض على مركز لاعب وسط مدافع، ويتألق فيه بشكل لافت من خلال الاحتفاظ بالكرة وتكسير الهجمات والدقة في التمرير، بالإضافة إلى هز الشباك في أكثر من مناسبة.
تهافتت أكبر الأندية الفرنسية على إيسيان، خصوصا باريس سان جرمان وليون ومرسيليا، وحصل فريق العاصمة باريس سان جرمان على موافقة باستيا للاستفادة من خدمات إيسيان بيد أن الأخير، وخلافا لطباعه الخجولة، رفض الالتحاق بباريس سان جرمان وفضل الانضمام إلى ليون، معتبرا أن الأخير قادر على تحقيق طموحاته.
وساهم إيسيان بشكل كبير في تتويج ليون بلقبي الدوري عامي 2004 و2005، وحصل هو شخصيا عام 2005 على لقب أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، فتمرد مرة أخرى وكانت على ليون عندما هدده بعدم المشاركة في تدريباته إذا لم يسمح له بالانتقال إلى تشيلسي اللندني، فكان له ما أراد في أكبر صفقة في تاريخ النادي الإنكليزي وقتها.
ورغم الصعوبات التي لاقاها إيسيان في بداية مشواره مع النادي اللندني، والانتقادات اللاذعة التي وجهت إليه من وسائل الإعلام المحلية، بسبب تدخله الخشن بحق الألماني ديتمار هامان لاعب وسط ليفربول وقتها، فإن النجم الغاني تألق بسرعة البرق وبات عنصرا أساسيا في تشكيلة البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان يشرف وقتها على الإدارة الفنية لتشيلسي، وخصوصا العام الماضي عندما توج إيسيان أفضل لاعب في تشكيلة الفريق اللندني، ويبقى هدف التعادل الذي سجله في مرمى أرسنال عام 2006 هو الأفضل في الدوري في ذلك الموسم.
ويحدو إيسيان طموح كبير في قيادة منتخب بلاده إلى إحراز اللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخه والأولى منذ عام 1982 في ليبيا، وهو يدرك جيدا أنه لو نجح في ذلك سيكسب حب الجماهير الغانية، وسيتخطى بذلك بعشقها للأسطورة عبيدي بيليه، الذي صال وجال برفقة منتخب بلاده دون أن ينجح في منحه أي لقب قاري.
|