09-12-2007, 12:15 AM
|
|
سباعيات متمردة - تركي عبد الغني | | | | سباعيات متمردة - تركي عبد الغني
.
. أحيانا لا نرحمها إذا أحبت وأحيانا نقسو عليها وهي عشيقتنا
حيث نحل لأنفسنا ما نحرمه عليها لكن يبقى حبها أكبر من حقدها
مثل هذه التي نظمت على لسانها سباعياتي
حيث تقول:
.
.
أَدَاراً خُنْـتِ .. أَمْ خانَتْـكِ دَارُ
وَلَـمْ يُؤْخَـذْ لِعيْنَيْـكِ اعْتِبـارُ
.
فَلا دَمعـي تَـرِقُّ لَـهُ عُيُـونٌ
وَلا تُحْمَـى عيوني أَو تُجـارُ
.
فَيا عُقْبى اللَّيالـي لَسـتُ أَدْري
إذا مَـا اللَّيْـلُ يَعْقِبُـهُ النَّهـارُ
.
وَيا ليْتَ الْبَشائِـر فـي حياتـي
تُـدانُ، وَلَيْـتَ أَحْزانـي تُعـارُ
.
وما أَذكـى بِصَـدْري الْنَّـارَ إِلاَّ
حبيبٌ سَارَ حَيْثُ الْنَّاس سَـاروا
.
فَأَكبَرُهُم صَغيـرٌ فـي عيونـي
وأثْقَلُهُـم علـى الدُّنْيـا غُبـارُ
.
فَلَـن أَرجوهُـمُ لـوْ أَحْرَقُـونـي
فَأَبْرَدُ مَوضعٍ في الْجِسْـمِ نـارُ
. ***********
***********
.
أُقاتِـلُ ليـس حُبَّـاً فـي قِتـال
ولَكِنْ مـن جِراحـاتِ اللَّيالـي
.
أَظَـلُّ أُسابِـقُ السَّاعـاتِ لَكـنْ
تَمُـرُّ مُـرورَ أعـوامٍ طِـوالِ
.
وَصُبْحاً إن رَجوتُ أّبَى قُدومـاً
فَما لِلصُّبح لا يأتـي وَمالـي؟
.
إذا نامَتْ عُيونـي ظـلَّ فِكـري
يُصارِعُني بِما فـوقَ احْتِمالـي
.
لأُحْبَسَ بين جُدرانـي وَصَمْتـي
تُنازِعُـهُ الْحَقيقـةُ فـي خَيالـي
.
أراني كالدُّخـانِ بِوجـهِ ريـحٍ
تَشَتَّتَ فـي اتِّجاهـاتِ الْمَجـالِ
.
فهذا حالُـهُ فـي الْجَـوِّ يُنْسـى
وَهذا في زِحـامِ الْعُمْـرِ حَالـي
. ***********
***********
.
أرى أن الحياة استعبدتني
ولم تعطف علي ولم تدني
.
وَما ثِقَتـي بِتَصديـقِ اعتِقَـادي
لأُرْجِـئَ حَيْرَتـي وَأَرُدَّ ظَنِّـي
.
ولَكـنَّ الْحيـاةَ لَـهـا فُـنـونٌ
وَمَذْهَبُهـا التَّعَسُّـفُ والتَّجَنـي
.
إذا أَرخَـت عَنـانـا للـرزايـا
مَشَيْـنَ إليـكَ مَشْـيَ الْمُطْمَئِـنِّ
.
وَإن هيَ ضاحَكَتكَ بِبَعضِ يـومٍ
وجائتْ فـي سُوَيْعـاتٍ تُغَنّـي
.
تَعَرَّى وَجْهُهَـا الْمَعهـودُ شَـرَّاً
ونالَتْ مِنْكَ مـا نالـت وَمِنِّـي
.
فَمِنَّا مَـنْ يَعُـضُّ علـى شِفـاهٍ
وَمِنَّـا مـا لَـهُ غَيْـرُ التَّمَنِّـي
. ***********
***********
.
إذا صادفتُ من أهـوى تَعالـى
عَلَيَّ بِكِبرِ مـن رَكِـبَ الْجِبـالا
.
فَأَرْجوهُ .. فَيَتْرُكُنـي ويمضـي
كَأَنِّـي قـد تَمَنَّيـتُ الْمُـحـالا
.
ألا يا قَلـبُ مالَـكَ لَـمْ تُعِفْنـي
هَوىً مَنَّيـتُ نَفسـي فاسْتَحـالا
.
ودَهْـرُكَ ذا يُبَـعِّـدُ كُــلَّ وُدٍّ
وَتَأتينـي مَصائِبُـهُ عُجـالـى
.
أُحِسُّ بِأَنَّ فـي نَحـري حِرابـاً
تُنَسِّـلُ مـن تَنَشُّقِـهِ حِـبـالا
.
إذا ألفَيتُ مـنْ عَبِثـوا بِطُهْـري
حَبَستُ الدَّمْعَ في عَيني انْتِحـالا
.
وَأَمَّـا إِن رَأَت عَينـاهُ عَيـنـي
تَرَقْرَقَ في الْمَآقـي ثُـمَّ سـالا
. ***********
***********
.
فقـدْ أَعْلَنْتُـهُ وَلَجَمْـتُ خَوفـي
وَشِئتُ مَشيئَتي لا شـاءَ عُرْفـي
.
سأَمْضي أَحْمِلُ الإِحْسـاسَ دينـاً
ولو أَلقى بِـذاتِ الدِّيـنِ حَتْفـي
.
وَلَـن أُلقـي مَناديلـي هُروبـاً
وألجأ للركوع وللتخفي
.
فَلولا قَهْرُهُم مـا صيـغَ قَولـي
وَلَولا حَبْسُهُم مَا اسْتُـلَّ سَيْفـي
.
إِذا مـا البنـتُ أَوقَعَهـا زَمـانٌ
تلا عَقِـبَ السَّكاكيـنِ التَّشَفِّـي
.
يَمُرُّ الدَّهـرُ بالأَفْـراحِ نَحـوي
فَتَمْضي مُغْمَضاتِ الطَّرْفِ خَلْفي
.
كأَنَّ الْحَـظَّ فـي كَفِّـي دُخـانٌ
قَبضْتُ عَليهِ ثُـمَّ فَتَحـتُ كَفِّـي
. ***********
***********
.
نعَمْ أنعي الزّمانَ علـى الْمَـوَدّهْ
صُراخـاً مُطْلَقـاً كُفْـراً وَرِدّهْ
.
وقدْ أعْلَنْـتُ ثَـوراتِ التّحَـدِّي
بِـأنِّـي لِلْوَقـائِـعِ مُسْتَـعِـدّهْ
.
وأَحتاجُ الصّواعِقَ في غرامـي
كَغَيْثٍ في السّما يحتـاجُ رَعْـدَهْ
.
لأرجعه خمورا أو ورودا
إذا قبلته وشممت خده
.
ويَحْضُنَنـي إذا مـا جـاءَ بَـرْدٌ
وَيُلْبِسَنـي - إذا مـا اشْتَـدّ - بُـرْدَهْ
.
فَقولـوا لِلّـذي بِيَدَيْـهِ أمْـري
لَقَدْ بَلَغَ الجـوى عِنْـدي أَشُـدَّهْ
.
وما أجْرَمْتُ فـي دُنيـايَ لكِـنْ
تَخَطّى القَلْـبُ كالطّوفـانِ حَـدّهْ
.
. **************
**************
************** | | | | | |