عرض مشاركة واحدة
#2 (permalink)  
قديم 04-12-2006, 03:24 PM
الجارف
عضو مجالس الرويضة
الجارف غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 118
 تاريخ التسجيل : 01-12-2006
 فترة الأقامة : 6420 يوم
 أخر زيارة : 02-07-2009 (02:25 PM)
 العمر : 66
 المشاركات : 39 [ + ]
 التقييم : 231
 معدل التقييم : الجارف رائع الجارف رائع الجارف رائع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي







فهذا التفصيل يبين لك حكم هذه المسالة الكبيرة الشأن ،ويوجب لك أن تنزل الأمور منازلها والله أعلم)

الإشارة الخامسة : كيف أتطهر من الشرك ؟.. (خمسة أسباب معينة)
1.توحيد الربوبية،سلم للإخلاص فهو يستلزم توحيد الألوهية :
فثبوت القدم في توحيد الربوبية يحقق للعبد مشهد إياك نعبد قال ابن القيم رحمه الله (فيثبت قدم العبد في توحيد الربوبية ثم يرقى منه صاعدا إلى توحيد الإلهية فإنه إذا تيقن أن الضر والنفع والعطاء والمنع ، والهدى والضلال ، و السعادة والشقاوة ، كل ذلك بيد الله لا بيد غيره، وأنه الذي يقلب القلوب ويصرفها كيف يشاء ، وأنه لا موفق إلا من وفقه وأعانه ، ولا مخذول إلا من خذله وأهانه وتخلى عنه ، وأن أصح القلوب وأسلمها وأقومها وأرقها وأصفاها ،و أشدها وألينها من اتخذه وحده إلها ومعبودا ، فكان أحب إليه من كل ما سواه و أرجى له من كل ما سواه ،فتتقدم محبته في قلبه جميع المحاب ،فتنساق المحاب تبعا لها كما ينساق الجيش تبعا للسلطان ، ويتقدم خوفه في قلبه جميع المخوفات ، فتنساق المخاوف كلها تبعا لخوفه ، و يتقدم رجاؤه في قلبه جميع الرجاء ، فينساق كل رجاء تبعا لرجائه فهذا علامة توحيد الإلهية في القلب) .

2.ليس الأمر بالتمني !! ولكن بالاستعانة بالله وكمال التعلق به والمجاهدة والعلاج الشديد ..
يقول العلامة السعدي رحمه الله في القول السديد: (الرياء آفة عظيمة ،ويحتاج إلى علاج شديد ،وتمرين النفس على الإخلاص ، ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء والأغراض الضارة ، والاستعانة بالله على دفعها لعل الله يخلص إيمان العبد ويحقق توحيده .
وقال فيه أيضا (وذلك بكمال التعلق بالله ؛ تألها وإنابة وخوفا ورجاء وطمعا وقصدا في مرضاته وثوابه في كل ما يفعله العبد وما يتركه من الأمور الظاهرة والباطنة ، فإن الإخلاص بطبيعته يدفع الشرك الأكبر والأصغر وكل من وقع منه نوع من الشرك فلضعف إخلاصه)

3 . وبتذكر الآخرة قال تعالى {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار}
داوم على تذكر الموت وتذكر دخول القبر وتصور لقاء الله و الدار الآخرة ، تجد ذلك أعظم معين على إخلاص العبادة لله وأعظم دافع إليه وانظر إلى قوله تعالى { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ... إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار ... وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} [الآيات 45،46 سورة ص ]

قال ابن القيم في الفوائد :
(فإذا فكر في الآخرة وشرفها ودوامها ،وفي الدنيا وخستها وفنائها، أثمر له ذلك الرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا . وكلما فكر في قصر الأمل وضيق الوقت ، أورثه ذلك الجد والإجتهاد ، وبذل الوسع في اغتنام الوقت)

4.وبالمقارنة بين المصالح والمفاسد:
يشير إلى ذلك شيخنا العثيمين رحمه الله و غفر له يقول في شرحه رياض الصالحين:
(الشرك طهر قلبك منه ، كيف أطهر نفسي منه؟ أطهر قلبي بأن أقول لنفسي إن الناس لا ينفعونني إن عصيت الله ولا ينقذونني من العقاب وإن أطعت الله لم يجلبوا لي الثواب .
فالذي يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله ، إذا كان الأمر كذلك فلماذا تشرك بالله عز وجل لماذا تنوي بعبادتك أن تتقرب إلى الخلق ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ولهذا من تقرب إلى الخلق بما يتقرب به إلى الله ابتعد الله عنه وابتعد عنه الخلق يعني لا يزيده تقربه إلى الخلق بما يقربه إلى الله إلا بعدا من الله ومن الخلق؛ ّّّّّّلأن الله إذا رضي عنك أرضى عنك الناس وإذا سخط عليك نعوذ بالله من سخطه ومن عقابه !!.)
وإذا تذكر العبد عند أي عمل يحبه الله ويرضاه ، أن الله ينظر إليه ،وأنه كأنه يرى الله ، وجمع إلى ذلك تذكر أن عمله هذا عبادة تزيده قربا من الله وأن الله يحب منه فعلها و يرضى عليه ويفرح بها وتذكر الأجر على الإخلاص فيها ، تذكر هذه المصالح وأنها ستفوته إن لم يخلص أو عصا الله بعد القيام بها واستشعر المفاسد التي تحصل له بفواتها واستشعر مع ذلك حبه لله لأنه المنعم عليه بكل خير والدافع لكل شر استحى أن يرائي في عمله واستحى أن يجعل الله أهون الناظرين إليه والله ينظر إليه.

5 .وبالصبر واليقين و ذبح الطمع والزهد في الثناء والذي يسهلهما..

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله :
(لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع في ما عند الله إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت ، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص ، فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة. فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص...
فإن قلت وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؟

قلت :أما ذبح الطمع ، فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه ، لا يملكها غيره ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه.
وأما الزهد في الثناء والمدح ، فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده ، كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم :إن مدحي زين وذمي شين، فقال ذاك الله عز وجل .

فازهد في مدح من لا يزينك مدحه، وفي ذم من لايشينك ذمه،وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه . ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين ، فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر بغير مركب ، قال تعالى :{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقون} [ السجدة 24] .

وأعلم أن الصبر واليقين من أعظم أسباب تحقيق الإخلاص لله رب العالمين بعد دعاء الله والاستعانة به واللجوء والافتقار إليه و كأن الصبر بعد عون الله يحصل بالتصبر و باليقين على سرعة انقضاء الدنيا وانه [ وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب] وأن الشجاعة صبر ساعة ، وأما اليقين فيحصل بعد بتوفيق الله بالـتأمل في الآيات الكونية والشرعية ، و ببقية الأدلة العقلية والنقلية الدالة على استحقاق الله للعبودية ، تلك الأدلة الموجبة لتوحيد الله عز وجل التي أعادها الله وأبداها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

يافاعل الخير اقبل هذا رابط مهم جدا



أحب الصالحين ولست منهم ...... لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ..... ولو كنا سواء في البضاعة

قال الحسن رحمه الله: يا ابن آدم إذا هانت عليك صلاتك فما الذي يعز عليك


سأترك ماءكم من غيـر ورد (*) وذاك لكثرة الوراد فيـــــــه

إذا سقط الذباب على طعـــام (*) رفعت يدي ونفسي تشتهيه

وتجتنب الأسود ورود مــاء (*) إذا كان الكلاب ولغن فيــــه

ويرتجع الكريم خميص بطن (*) ولا يرضى مساهمة السفيه

قل للذي شفه الغرام بنا (*) وصاحب الغدر غير مصحوب

والله لا قال قائل أبــــداً (*) قد أكل الليث فضلة الذيــــــب





رد مع اقتباس