عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 04-12-2006, 03:23 PM
الجارف
عضو مجالس الرويضة
الجارف غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 118
 تاريخ التسجيل : 01-12-2006
 فترة الأقامة : 6549 يوم
 أخر زيارة : 02-07-2009 (02:25 PM)
 العمر : 66
 المشاركات : 39 [ + ]
 التقييم : 231
 معدل التقييم : الجارف رائع الجارف رائع الجارف رائع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ^^^ ( الاحبة في الله اشارات الى طريق الخلاص) ^^^










الحمد لله الرحيم الغفار ، الكريم القهار ، مقلب القلوب والأبصار ، عالم الجهر والأسرار ، أحمده حمداً دائماً بالعشي والإبكار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تنجي قائلها من عذاب النار ، وأشهد أن محمداً نبيه المختار صلى الله عليه وعلى أهله وأزواجه وأصحابه الجديرين بالتعظيم والإكبار ، صلاة دائمة باقية بقاء الليل والنهار .
أما بعد ..
جهود جميلة وآثار سلسة معبرة عن حب اخوي يفوح عطره وعبقه عبر الاثير مرددا آحبتي في الله اليكم هذا النشر المثير اسأل المولى تبارك وتعالي ان يوفق ويرحم صاحبه ومنسقه وقارئه ووالديهم اجمعين ويجمعهم في جنات النعيم..

الإشارة الأولى اللامبالاة:

يقع فئات من الناس في الشرك ظنا منهم أنهم على التوحيد الخالص ، لجهلهم به وبأن ما هم عليه يوجب الخلود في عذاب جهنم ،إن لم يكونوا ممن يعذرهم الله بجهلهم أو أن الله تعالى يتداركهم برحمته فييسر لهم من يعلمهم التوحيد ويبين لهم أنواع الشرك ، ويشكو آخرون من الشعور بالرياء و ضعف الإخلاص بل ربما تجد الواحد منهم يعمل العمل وهو لايدري ما النية فيه و يجهل هل عمله لله أم لغيره ومع هذا ، فلا يريد أحد من هؤلاء أو أولئك أن يكلف نفسه عناء البحث عن أسباب هذا الضعف ، وكيفية علاجه ولا أن يسأل عالما فضلا عن أن يقرأ ولو كتابا واحدا في الإخلاص وتوحيد العزيز الحميد !!، وهذا الأمر يؤرق في الحقيقة ، لماذا هذه اللامبالاة، على الرغم من العلم بخطر الشرك و خطر الرياء وأنه نوع شرك ؟!! .. لماذا هذه اللامبالاة ، مع العلم بما للشرك من المضار الدنيوية و الأخروية وأنه رجز و نجاسة وقذارة وظلم وظلمات ، يتعبد المخلوق للمخلوق و يحبط العمل ،ويضيع ثمرة العمر ، ويجعلها هباء منثورا ، يعسر الأمور،و يضنك العيش و يجلب المخاوف وأنواع العقوبات ويجر أصناف المصيبات، علامة الضلال و الخذلان و عدم التوفيق ، وعنوان الشقاوة ، ينزل بصاحبه عذاب الدنيا ويجعله متوعدا بالعذاب الأليم في نار جهنم في الآخرة؟!! ، ..لماذا هذه اللامبالاة ،على الرغم من العلم بما لإخلاص العبادة لله من فضائل ومنافع دنيوية وأخروية وأنه طهارة وعدل ونور ، يخلص العبد من رق المخلوقين ويجعله من الأحرار إلا من العبودية للعزيز الغفار وهذا هو العز الحقيقي؟!! ، لماذا هذه اللامبالاة .. مع العلم بأن الإخلاص ،ييسر الطاعات و يكبر الصغير ويكثر القليل و يضاعف الأجور والحسنات ويبار ك الأعمار ، و أن قبول الأعمال وكمالها ،إن وافقت شرعة محمد عليه الصلاة والسلام متوقف عليه ، وعدم دخول النار أو عدم الخلود فيها راجع بعد فضل الله إليه ، وانه سبب لتفريج الكربات وتكفير الذنوب ومغفرة الذنوب و الخطايا والزلات وتخفيف المصائب ودفع الشرور والعقوبات وأنه سبب حصول الغلبة والظفر للمرسلين وأتباعهم على الكفرة والمشركين بل ووعد أتباع المرسلين إن هم قاموا به وحققوه ؛ بالنصر والاستخلاف والعزة والأمن التمكين عبر الدهور وعلى مر العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها و أنه سبب للأمن التام و للهدى الكامل في الأولى والآخرة وأنه جنة الدارين وسر النعيم الأبدي!!...

لماذا هذا التعامل مع قضية الإخلاص التي هذه بعض فضائلها و بعض مضار وعواقب تركها والتلبس بضدها ، التي قد تكاثرت شواهد ها في الكتاب والسنة والواقع ، فلماذا التعامل مع قضية هذا عظم شأنها باللامبالاة و كأنها قضية ثانوية هامشية وكأن المسألة ليست مسألة جنة أو نار ؟!!. ولاحول ولا قوة إلا بالله الواحد القهار !!

وقبل أن أشير بعض الإشارات من كلام بعض علمائنا رحمهم الله في طريق الإخلاص أجيب عن تساؤلي فأقول:
إن من أسباب اللامبالاة هذه ، ما يلي :
1. نقص التصور ، وإن شئت فسمه سطحية التفكير أو ضعف العقل والبصيرة...
فهو الذي يؤدي عدم الدراسة الوافية و التعمق في البحث عن أسباب المشكلة وطرق علاجها ، وتؤدي إلى ترك الحرص على الإخلاص بل على تحصيل المنافع وطلبها أو دفع المضار والهرب منها في أي أمر كان سواء من أمور الدين و الاستجابة لنداء الحق رب العلمين ، أو أمور الدنيا ، يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب الإيمان ( لأن تصور المخوف يوجب الهرب منه وتصور المحبوب يوجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ويطلب هذا دل على أنه لم يتصوره تصور ا تاما). ، ومما يعين على تمام التصور ما يلقيه الله في قلب العبد من الإحسان وعبادة الله كأنه يراه،و كذلك النظر والـتأمل في أدلة التوحيد ، وسيأتي ذكرها إن شاء الله.

2.انشغال القلب بأمور أخرى:
فإن لإلقاء السمع مجردا عن حضور القلب وانشغال القلب بأمور أخرى أثرٌ كبيرٌ في عدم طلب الإخلاص بل في عدم الاستجابة للأوامر والنواهي واللامبالاة ولهذا قال تعالى{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد } ، يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب الإيمان أيضا( وكذلك إذا أخبر بما هو محبوب له ومكروه بل عرف صدقه لكن قلبه مشغول بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به فهذا لا يتحرك لا للهرب ولا للطلب). فلابد من التخلية قبل التحلية ، تخلية القلب من الشهوات المحرمة والشبهات المضلة حتى يصير لديه الاستعداد ويستجيب للتحلية بأنوار الإيمان والإخلاص إذ المشغول لا يشغل.

3.أن يكون الإخلاص غير محبوب والشرك غير مكروه لمن أخبر بفضائل الأول ومضار الثاني فلا يتحرك للهرب ولا للطلب ، وهذا يتصور من غير المسلم الذي لا يعرف فضائل التوحيد ومضار الشرك ولا يعرف أنه ما خلق إلا للعبادة أصلا ، أو من مسلم لم يميز الشرك من التوحيد وأما من يميز لا يتصور منه ذلك أبدا قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب الإيمان : (وكذلك إذا لم يكن المتصور محبوبا ولا مكروها فإن الإنسان يصدق بما هو مخوف على غيره ومحبوب لغيره ولا يورثه ذلك هربا ولا طلبا).

4. ضعف الإيمان ، فيؤثر بسب ذلك ماهو فيه من شهوات ولذة عاجلة على طلب أسباب اللذة الآجلة.
قال ابن القيم في الفوائد ( فكل أحد مطبوع على أن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة ، إلا إذا تبين له فضل الآجل على الآجل فتقوى بذلك رغبته في الأعلى الأفضل فإذا آثر الفاني الناقص ،كان ذلك إما لعدم تبين الفضل له وإما لعد م رغبته في الأفضل وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة )

فما دام أن القضية بهذه الخطورة وجب على العبد أن يشعر بهذا الخطر وأن يخاف من الشرك أعظم الخوف ،وأن يسعى في الفرار منه ، ومن طرقه ووسائله وأسبابه ويسأل الله العافية منه.. وأن يجتهد في معرفة أنواع الشرك للتطهر منها وكما قيل : اعرف الشر لا للشر لكن لتوقيه والذي لا يعرف الشر يقع فيه.

ولابد من وجود الرغبة الصادقة في معرفة ماهو الإخلاص لأنه سبيل النجاة ووجود الرغبة الصادقة في دفع أسباب هذه اللامبالاة.

الإشارة الثانية : ما هو الإخلاص؟؟
يقول ابن سعدي رحمه الله : (واعلم أن الإخلاص لله أساس الدين وروح التوحيد والعبادة ،وهو أن يقصد العبد بعمله كله وجه الله وثوابه وفضله ، فيقوم بأصول الإيمان الستة وشرائع الإسلام الخمس ،وحقائق الإيمان التي هي الإحسان ، وبحقوق الله وحقوق عباده ، مكملا لها، قاصدا بها وجه الله والدار الآخرة لا يريد بذلك رياء ولا سمعة ولا رياسة ولا دنيا وبذلك يتم إيمانه وتوحيده).

الإشارة الثالثة : و بضدها تتميز الأشياء..
الشرك في توحيد الإلهية والعبادة ينافي التوحيد كل المنافاة وهو نوعان شرك أكبر جلي وشرك أصغر خفي .

قال السعدي في القول السديد( فأما الشرك الأكبر فهو أن تجعل لله ندا، يدعوه كما يدعو الله، أو يخافه أو يرجوه أو يحبه كحب الله أو يصرف له نوعا من أنواع العبادة فهذا الشرك لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء وهذا المشرك الذي حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ولا فرق في هذا بين أن يسمي تلك العبادة التي صرفها لغير الله عبادة أو يسميها توسلا أو يسميها بغير ذلك من الأسماء ،فكل ذلك شرك أكبر لأن العبرة بحقائق الأشياء ومعانيها دون ألفاظها وعباراتها).

ومن صور الشرك الأكبر ما يفعله من يدعو الأنبياء كعيسى و عزير عليهما السلام وغيرهما أو يدعو الأولياء والصالحين ليدفعوا عنهم الضر أو ليجلبوا لهم النفع أو يتوسلوا بهم ليقربوهم من الله أو تشفع لهم عنده وهذا هو نفسه عين ما كان يفعله كفار قريش مع أصنامهم ويقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا من الله زلفى ،وما كانت قريش تعتقد أن هذه الأصنام تخلق أو ترزق أو تملك شيئا ، كما حكى الله عنهم ذلك في القرآن ، ومن صوره وأشكاله ،عبادة الأحجار أو الأشجار أو الشمس أو القمر أو الحيوانات أو الشياطين أو جعل غير الله ندا له في الربوبية والرضى بشرعه أو التحاكم إليه أو غير ذلك.

وأما الشرك الأصغر :فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة وكالحلف بغير الله ويسير الرياء و غير ذلك،

وقال أيضا في القول السديد( ومن أعظم ما ينافي هذا - يعني الإخلاص- مراءاة الناس ، والعمل لأجل مدحهم وتعظيمهم أو لأجل الدنيا ، فهذا يقدح في الإخلاص والتوحيد) وأعجب شيء أن يعمل الإنسان لمخلوق من تراب ويذر معاملة رب الأرباب قال يحيى بن معاذ "عجبت من ثلاث: رجل يرائي بعمله مخلوقا مثله ويترك أن يعمل لله ، ورجل يبخل بماله وربه يستقرضه منه فلا يقرضه منه شيئا ورجل يرغب في صحبة المخلوقين ومودتهم ،والله يدعوه إلى صحبته ومودته".

الإشارة الرابعة : متى يكون العمل رياء ؟؟
ويذكر السعدي أيضا تفصيلا رائعا في القضية فيقول رحمه الله ( واعلم أن الرياء فيه تفصيل :
1.فإن كان الحامل للعبد على العمل قصد مراءاة الناس ، واستمر على هذا القصد الفاسد فعمله حابط ، وهو شرك أصغر ويخشى أن يتذرع به إلى الشرك الأكبر .

2.وإن كان الحامل على العمل إرادة وجه الله مع إرادة مراءاة الناس ،ولم يقلع عن الرياء بعلمه فظا هر النصوص أيضا بطلان هذا العمل .

3 .وإن كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده ولكن عرض الرياء في أثناء عمله فإن دفعه و خلص إخلاصه لله لم يضره وإن ساكنه واطمئن إليه نقص العمل وحصل من صاحبه من ضعف الإيمان والإخلاص بحسب ما قام في قلبه من الرياء وتقاوم العمل لله وما خالطه من شائبة الرياء .

واما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أغراضها :
1 .فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا المقصد ، ولم يكن له إرادة لوجه الله والدار الآخرة ، فهذا ليس له في الآخرة من نصيب .

وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن ، فإن المؤمن ولو كان ضعيف الإيمان ، لابد أن يريد الله والدار الآخرة .

2 .وأما من عمل العمل لوجه الله ولأجل الدنيا والقصدان متساويان أو متقاربان، فهذا وإن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص ، وعمله ناقص لفقده كمال الإخلاص .

3 .وأما من عمل لله وحده وأخلص في عمله إخلاصا تاما ، ولكنه يأخذ على عمله جعلا ومعلوما ، يستعين به على العمل والدين ، كالجعالات التي تجعل على أعمال الخير ، وكالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق ، وكالأوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدينية لمن يقوم بها ، فهذا لايضر أخذه في إيمان العبد وتوحيده ، لكونه لم يرد بعمله الدنيا ، وإنما أراد الدين وقصد أن يكون ما حصل له معينا على قيام الدين.
ولهذا جعل الله في الأموال الشرعية ، كالزكوات وأموال الفيء وغيرها جزءاً كبيراً لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة ، كما قد عرف تفاصيل ذلك.






آخر تعديل ذيبان يوم 05-01-2007 في 11:47 AM.
رد مع اقتباس