الموضوع
:
هل سمعتم بحديث ام زرع !!
عرض مشاركة واحدة
#
1
(
permalink
)
29-05-2012, 02:08 AM
عطـ فواح ــر
:45 :
:: مراقبة ::
SMS ~
[
+
]
عيدكم مبارك
لوني المفضل
Crimson
رقم العضوية :
3500
تاريخ التسجيل :
08-05-2009
فترة الأقامة :
5527 يوم
أخر زيارة :
03-04-2013 (12:13 AM)
الإقامة :
في بيتنا
المشاركات :
5,356 [
+
]
التقييم :
289623
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
هل سمعتم بحديث ام زرع !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم للجميع حديثاً رائعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية عائشة -
رضي الله عنها - وهو حديث :
( أم زرع )
والشرح للشيخ :
( أبو إسحاق الحويني )
والحديث رواه الإمام البخاري والإمام مسلم والنسائي 0
قالت عائشة رضي الله عنها وهي تقص على النبي عليه الصلاة والسلام حكاية :
(
جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً
)
قالت الأولى :
زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقى .
وقالت الثانية :
زوجي لا أبث خبره، إني أخاف ألا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره .
وقالت الثالثة :
زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .
وقالت الرابعة :
زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة .
وقالت الخامسة :
زوجي إذا دخل فَهِد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد .
وقالت السادسة :
زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف، وإذا اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث .
وقالت السابعة :
زوجي عيايا أو غيايا ، طباقا ، كل داء له داء ، شجك أو فلك أو جمع كلاً لك.
وقالت الثامنة :
زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب .
وقالت التاسعة :
زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .
وقالت العاشرة :
زوجي مالك ، وما مالك
!
مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح ، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .
وقالت الحادية عشرة :
زوجي أبو زرع فما أبو زرع
!
أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح .
أم أبي زرع فما أم أبي زرع
!
عكومها رداح ، وبيتها فساح .
ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع
!
مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة .
بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع
!
طوع أبيها ، وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها .
جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع
!
لا تبث حديثنا تبثيثاً ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً ، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً .
قالت :
فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلاً ثرياً ، ركب سرياً ، وأخذ خطياً ، وأراح علي نعماً ثرياً ، وأعطاني من كل رائحة زوجاً ،
وقال :
كلي أم زرع وميري أهلك ،
قالت :
فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة - رضي الله عنها - :
كنت لك كـأبي زرع لـأم زرع
) .
وفي رواية النسائي
قال لها : (
ولكني لا أطلقك
)
،
هذه الزيادة 0
شرح الحديث :
خبر المرأة الأولى :
بدأت القصة بامرأة أردت زوجها صريعاً بالضربة القاضية في الجولة الأولى،
تقول:
(
زوجي لحم جمل غث
) ،
الغث :
هو الرديء ، تشبهه بأنه لحم جمل رديء ، ومعلوم أن أغلب الناس ليس لهم شغف بلحوم الجمال ، وهذا اللحم مع أنه لحم غير مرغوب فيه ، فهو غث أيضاً ،
أي :
لو كان لحماً جملياً نظيفاً، أو كان لحم قعود صغير لقبلناه على مضض، لكنه جمع ما بين أنه لحم جمل وبين أنه غث ورديء أصلاً .
تقول :
(
زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل وعر
) ، قليل من لحم جمل على قمة عالية ، ومن الذي سيصعد ويجهد نفسه ويتسلق الجبل لأجل قليل من لحم غث
؟
فهي
تقول :
(
على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى
) ،
أي :
ليس جبلاً سهل المرتقى ، فيمكن الصعود عليه لنأكل اللحم الذي عليه، وليت الجبل إذ هو وعر أن يكون هذا اللحم لحم ضأن مثلاً أو نحوه. وهي تريد بهذا أن
تقول :
إن الرجل جمع ما بين سوء الخلق وسوء المعشر ، فأخلاقه سيئة جداً لدرجة أنك إذا أردت أن ترضيه كأنك تتسلق جبلاً . وهناك بعض الناس هكذا ، إذا أردت أن ترضيه تبذل جهداً عظيماً حتى يرض عنك، فأخلاقه وعرة كوعورة الجبل، فهي تصف زوجها بهذا .
خبر المرأة الثانية
وقالت المرأة الثانية :
(
زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف ألا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره
) .
تقول :
أنا لن أتكلم، ولا أبث خبره ، ومع ذلك فقد تكلمت
!
وفي الرواية الأخرى :
(
زوجي لا أثير خبره ، إني أخاف ألا أذره
) ،
يقول العلماء :
إن (
لا
) هنا زائدة ،
والمعنى :
إني أخاف أن أذره ، أي أخاف أن يطلقني لو أفشيت خبره ، وإذا تكلمت سأذكر عجره وبجره .
وأصل العجر هو :
انتفاخ العروق في الرقبة ،
والبجر :
انتفاخ السرة ،
فكأنها قالت :
له عيوب ظاهرة وباطنة ، فكنت عن العيوب الظاهرة بالعجر، الذي هو انتفاخ العروق، وهذا فيه تشويه لجمال الرقبة ، فكأنها تصف هذا الرجل أن عيوبه الظاهرة ظاهرة وجلية ومعروفة غير مستترة ، وله عيوب خفية لا تعرفها إلا المرأة ، وكنت عنها بالبجر، الذي هو انتفاخ السرة . ومنه قول علي - رضي الله عنه -
في يوم الجمل :
(
إلى الله أشكو عجري وبجري
) ، وهذه المرأة أيضاً تذم زوجها .
خبر المرأة الثالثة
ثم قالت
المرأة الثالثة :
(
زوجي العشنق
) ،
العشنق :
هو الطويل المغفل الذي بلا منفعة ، والعلماء يقولون : إن العشنق رأسه صغير وقامته طويلة ، وفيه تباعد ما بين الدماغ والقلب ، فيمكن أن تنقطع الصلة بينهما فيبقى عنده عقل بلا قلب ، أو قلب بلا عقل ،
تقول :
(
زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق
) ، فلا حيلة لها معه ،
وفي الرواية الأخرى :
(
وأنا معه على حد السنان المذلق
) ،
أي :
تعيش معه على شفا جرف هار، فلا اطمئنان على الإطلاق في حياتها مع هذا الرجل ، فهذا الرجل بلغ من سوء خلقه أنه لا يتيح لها الفرصة لا لتتكلم ، ولا لتسكت ، فعلى كلا الحالين إذا سكتت أو تكلمت فإنه سيطلقها ، لكن هي تحبه ، أو أنها تريد أن تعيش معه ليطعمها ، فهي تسكت على سوء خلقه ، ولو سكتت فإنه يعلقها فلا هي متزوجة ولا هي مطلقة .
خبر المرأة الرابعة
أما
المرأة الرابعة
فقد وصفت زوجها وصفاً جميلاً ، وهي أول امرأة تصف زوجها بخير ،
تقول :
(
زوجي كليل تهامة
) ، ومعروف أن ليل تهامة من أفضل الأجواء .. (
زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة
) ،
أي :
لطيف المعشر ، وحسن العشرة ، (
لا حر
) أخلاقه ليست شديدة ، (
ولا قُر
)
أي :
ليس بارداً ، (
ولا مخافة ولا سآمة
) ، فالمرأة تأخذ راحتها في الحوار ، فتتكلم معه ولا تسكت .
خبر المرأة الخامسة
وقالت الخامسة :
(
زوجي إذا دخل فهِد ، وإذا خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد
) . اختلف شراح الحديث هل قولها هذا خرج مخرج الذم أم خرج مخرج المدح
؟
لكن الظاهر أنه خرج مخرج المدح ،
فقولها :
(
زوجي إذا دخل فهد
)
يقولون:
من طبع الفهد - وهو الحيوان المعروف - أنه كثير النوم ، فهي تصفه بالغفلة، والرجل الذي يزيد ذكاؤه عن الحد، والذي يتتبع كل صغيرة وكبيرة ، رجل متعب جداً ، فلا بد من شيء من التغافل .
قيل لأعرابي :
من العاقل
؟
قال :
(
الفطن المتغافل
)
يعني :
الذي يتجاهل بإرادته ، وليس لازماً أن يُعرفها أنه يعرف ، ولكنه يتجاهل بإرادته ؛ لأن هذا يضيع حلاوة التغافل 0
خبر المرأة السادسة
وقالت السادسة :
(
زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف ، وإذا اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث
) . (
إذا أكل لف
)
يلف
أي :
يأكل من كل الأطباق ، ولا يترك صنفاً إلا ويأكل منه ، (
وإذا شرب اشتف
) ،
أي :
يستمر يشرب حتى لا يبقي شيئاً ، فهو نهوم ، أكول ، وهذا يدل على أن المرأة ماهرة ، فما ترك شيئاً إلا أكل منه، ويشرب بنوع من النهم، وتكون
النتيجة أنه عندما ينام يلتف لوحده ، هذا هو الجزاء ، ولا يشكر هذه المرأة التي طعامها جميل ، وشرابها جميل ، لدرجة أنه يأكل بشره ، بل يكافئ المرأة بأنه إذا اضطجع التف ، فهي تشتكيه .
خبر المرأة السابعة
وقالت السابعة
- وهذه ما تركت شيئاً في الرجل - : (
زوجي عيايا غيايا طباقا
) ، (
عيايا
) من العي ، (
غيايا
) من الغي ، وهو الضلال البعيد ، (
طباقا
) مقفل لا يتفاهم ، (
كل داء له داء
) كل عيوب الدنيا فيه ، كل داء تجده فيه . (
شجك
) يجرح وجهها ، (
أو فلك
) يكسر عظمها ، (
أو جمع كلاً لك
) ،
أي :
إما يشج رأسها فقط ، وإما يكسر عظمها فقط ، وإما يكسر عظمها ويشج رأسها ، فهذا الرجل عنيد جداً .
خبر المرأة الثامنة
وقالت الثامنة :
(
زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب
) . وهي تمدحه (
مس أرنب
)
أي :
ناعم البشرة ، ناعم الملمس ، كجلد الأرنب ، رفيق رقيق ، (
والريح ريح زرنب
) ، الزرنب : نبات طيب الرائحة ، وهذا أدب ينبغي أن نتعلمه ، فينبغي على الرجل والمرأة أن يحرصا على أن تكون روائحهما طيبة ، ومن الأشياء المنفرة التي هدمت بيوت بسببها هذا الموضوع..
والرسول عليه الصلاة والسلام كما رواه الإمام مسلم عن شريح بن هانئ
قال: قلت لـعائشة :
(
بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل بيته
؟
قالت :
بالسواك
) ، فأول ما يدخل البيت يستاك ، وهذا نوع من إزالة الرائحة الكريهة التي يمكن أن تكون في الفم، فالإنسان ينبغي عليه أن يحرص على هذا، فهذه المرأة تمدح زوجها بأنه طيب العشرة ، ولم يفتها أن تصفه بطيب الرائحة .
خبر المرأة التاسعة
وقالت التاسعة :
(
زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد
) ، وهي أيضاً تمدحه.. (
رفيع العماد
)
أي :
طويل ، لكن هناك فرق بينه وبين العشنق ، فهذا طويل وهذا طويل ، لكن شتان بين طويل وطويل ، فهذا رجل رفيع العماد ، طويل ، ذو هيئة حسنة ، (
طويل النجاد
) ،
النجاد :
هو جراب السيف ، فهذا رجل عندما يلبس السيف يكون الجراب الخاص به طويلاً ، وهذا أمر يمتدح به .
خبر المرأة العاشرة
وقالت العاشرة :
(
زوجي مالك ، وما مالك
!
) ،
أي :
اسمه مالك ،
ثم قالت :
(
وما مالك
! )
أي :
هل تعرفون شيئاً عن مالك ؟ (
مالك خير من ذلك
) ، مالك خير من كل ما يخطر ببالك ، وهذا مدح عالٍ ، (
له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح
) ؛ لأنه يتوقع أن يأتيه الضيوف ، فلا يجعل الغلام يسرح بكل الإبل ؛ لئلا يأتي الضيف فلا يجد شيئاً يذبحه ، (
له إبل كثيرات المبارك
) باركة باستمرار ، (
قليلات المسارح
) قلما يسرحها ، (
إذا سمعن صوت المزهر
) ، وهي الإبل التي في الزريبة ، إذا سمعن صوت المزهر ، (
أيقن أنهن هوالك
) ، يعرفن أن إحداهن ستذبح ، فإذا سمعن هذا الصوت علمن أن الضيف وصل ، والرجل يحيي الضيوف ، ويستقبلهم بالطبل البلدي ، فيعرف الجمل الذي بالداخل أنه سينحر ؛ لأنه قد حل ضيف .
والمرأة الأخيرة هي بيت القصيد ، وهي أم زرع التي سمي الحديث بها
قالت أم زرع :
(
زوجي أبو زرع فما أبو زرع
!
) ، هل تعرفون شيئاً عن أبي زرع
؟
وحيث إننا لا نعرف شيئاً عن أبي زرع، فهي تعرفنا من هو أبو زرع.
تقول :
(
أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي
) هذا كله غزل ، (
أناس من حلي أذني
) النوس يعني الاضطراب والحركة ، ومنه الناس ؛ لأنهم يتحركون ذهاباً وإياباً . ومنه الحديث الذي في البخاري ،
قال ابن عمر:
(
دخلت على حفصة ونوساتها تنطف
) ،
النوسات :
هي الظفائر ،
تنطف :
يعني تقطر ماء ، فقد كانت مغتسلة ، وإنما سميت الظفيرة بهذا الاسم لأنها تتحرك إذا حركت المرأة رأسها . (
أناس من حلي أذني
)
أي:
ألبسها ذهباً في آذانها ، وهي تتحرك، فالذهب يتحرك في آذانها بعدما كانت خالية ، فهي الآن تحمل ذهباً في كل أذن (
وملأ من شحم عضدي
) بدأت المرأة بالذهب لأنه أهلك النساء ،
الأحمران :
الذهب والحرير ، فالنساء عندهن شغف شديد بالذهب ، (
وملأ من شحم عضدي
) ، تريد أن
تقول :
إنه كريم .. يعني أنه أخذها نحيلة والآن امتلأت . (
وبجحني فبجحت إلي نفسي
) ،
يقول لها:
يا سيدة الجميع
!
يا جميلة
!
يا جوهرة
!
حتى صدقت ذلك، من كثرة ما بجحها إلى نفسها ، (
فبجحت إلى نفسي
)
أي :
فصدقته ، مع أنها
قالت :
(
وجدني في أهل غنيمة بشق
) ،
يعني :
شق جبل ، أي أنها كانت تعيش في حارة بشق ، وفي بعض الروايات الأخرى (
بشق
) يعني كانت تعيش بشق الأنفس ، فقيرة فقراً مدقعاً
تقول :
(
وجدني في أهل غنيمة
) ،
غنيمة :
تصغير غنم ، أي أن حالتهم كانت كلها كرب ، حتى الغنم صار غنيمة ، دلالة على حقارة المال .
قالت :
(
وجدني في أهل غنيمة بشق
) ، فنقلها نقلة عظيمة ، (
فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق
) ، هذه نقلة كبيرة من أهل غنيمة بشق، نقلها إلى (
أهل صهيل
) أصحاب خيل ، (
وأطيط
) أصحاب إبل ؛ لأن الخف الخاص بالجمل لين، فعندما يكون محملاً حملاً ثقيلاً تسمع
كلمة :
أط أط أط، خلال مشيه ، فهذا يسمى أطيطاً ، والإبل كانت من أشرف الأنعام عند العرب، (
ودائس
)
أي :
ما يداس ، وهذا كناية عن أنهم أناس أهل زرع فلاحون، فإن الزارع بعد حصد الزرع يدوس عليه بأي شيء حتى يخرج منه الحب ، فهو كناية عن أنهم أهل زرع . (
ومنق
)
المنق :
هو المنخل ،فالعرب ما كانوا يعرفون المنخل إنما كان يعرفه أهل الترف ،
تقول عائشة - رضي الله عنها - :
(
ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منخلاً بعينيه
) ،
فقال عروة :
(
فكيف كنتم تأكلون يا خالة
؟
فقالت :
كنا نذريه في الهواء
) ، فالتبن يطير في الهواء، والذي يبقى مع الشعير يطحنونه كله ويأكلونه، والنبي عليه الصلاة والسلام كما
قالت عائشة :
(
مات ولم يشبع من خبز الشعير
) ، ليس من خبز القمح ، فإن القمح هذا لم يأكلوه أبداً!
تقول :
(
وما أكل خبزاً مرققاً
) . فكلمة (
منق
) فيها دلالة على الترف ، فعندهم من كل المال ، فهم أغنياء ، عندهم خيل وإبل وزرع ، وعندما يأكلون عندهم منخل ؛ لأنهم كانوا لا يفصلون التبن عن الغلة ، فيطحنونها دقيقاً يسر الناظرين . (
فعنده أقول فلا أقبح
)
تقول :
مهما قلت فلا أحد يجرؤ أن
يقول لي :
قبحك الله .. فقد كان عزها من عز الرجل ومكانتها من مكانته، فلا يستطيع أحد أن يرد عليها بكلمة . (
وأرقد فأتصبح
) تنام حتى وقت الضحى، وهذا يدل على أنه كان معها خدام ؛ إذ لو كانت تعمل بنفسها لما كانت تنام بعد صلاة الفجر ، وهذا كسائر نسائنا ؛ لأنه بعد صلاة الفجر يريد الأولاد أن يذهبوا إلى المدارس ، وتريد أن تصنع الطعام لهم ، والرجل سيخرج إلى العمل ، فتعمل باستمرار ، فإذا كانت تنام حتى تشرق الشمس وترسل سياطها إلى الأرض وهي نائمة ، فمعنى ذلك أن هناك خدماً يكفونها المؤنة . (
وأشرب فأتقمح
)
وفي رواية البخاري :
(
فأتقنح
) ، بالنون ، وهناك فرق بين اللفظين ، أما لفظ (
فأتقمح
)
فإنه يقال :
بعير قامح ، أي إذا ورد الماء وشرب ثم رفع رأسه زهداً في الشرب بعد أن يروى، فهي بعدما تشرب العصير، تترك نصف الكأس؛ لأنها قد ارتوت، وأما (
أتقنح
)
أي :
تشرب وتأكل تغصباً ، فتأكل حتى تشبع ، فيقال لها : كلي، فتتغصب الزيادة ، وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك دلال وحب .
فقولها :
فأتقمح أو أتقنح فيه دلالة على أنها تترك الأكل والشرب زهداً فيه لكثرته ، فجمعت بين التبجيح والتعظيم الأدبي وبين الكرم.
وصف أم أبي زرع
ثم قالت :
(
أم أبي زرع فما أم أبي زرع
!
) وهي عمتها ، فلم تذكر عنها شيئاً من الكلام الذي نسمعه حول العمات وما إلى ذلك ،
بل قالت :
أم أبي زرع فما أم أبي زرع .. هل تعلمون شيئاً عنها
؟
هذه السيدة الفاضلة ،
وهذا على القاعدة :
حبيب حبيبي حبيبي ، فالمرأة عندما تحب زوجها ، تدين لأمه بالفضل أنها أنجبته ، وهذه منة في عنق الزوجة للأم أنها أنجبت مثل هذا الإنسان . (
عكومها رداح
)
الرداح :
هو الواسع ،
يردح :
أي :
يطيل في الكلام، ويتوسع في المقالة ،
والعكوم :
هي الأكياس التي تخزن فيها الأطعمة ، فمثلاً : عندما تخزن الأرز لا تخزنه في كيس صغير ، بل تخزنه في كيس قطن ،
فقولها :
(
عكومها رداح
) فيه دلالة على أن البيت كله خير ، وبيتها فسيح ، ومن المعروف أن اتساع البيت أحد النعم .
وصف ابن أبي زرع
ثم قالت :
(
ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع
!
) يفهم من هذا أن أبا زرع كان متزوجاً ، قبل ذلك .. (
ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة
) ،
مسل الشطبة :
عندما تأتي بجريدة النخل وتأخذ منها سلخة للسكين ، السلخة هذه هي السرير الخاص به، فهذا الولد نحيف ، لكن عضلاته مفتولة ، والإنسان النحيف مع قوة ممدوح عند العرب ؛ لأن هذا ينفع في الكر والفر ، فهذا مدح تمدح به الولد ،
تقول :
إنه مفتول العضلات وليس بديناً ، ولا صاحب كرش عظيم ؛ بل سريره كمسل شطبة ، فتستدل على جسمه بسريره الذي ينام عليه ، وإلا فمسل الشطبة لا يكفي واحداً ثقيلاً بديناً . (
ويشبعه جراع الجفرة
)
الجفرة :
هي أنثى الماعز الصغيرة ، فلو أكل الرجل الأمامية للشاة فإنه يشبع ، مع أن هذه لا تكفي الواحد ، ومع ذلك فإن هذا الولد يشبع إذا أكل ذراع الجفرة ، وهذه صفات ممدوحة عند الرجال ، بخلاف النساء .
وصف بنت أبي زرع
ولما جاءت تصف بنت أبي زرع
قالت :
(
بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! ، طوع أبيها وطوع أمها
) ،
أي :
مؤدبة ، (
وملء كسائها
) مالئة ملابسها ، وهذا مستمدح في النساء بخلاف الرجال ، (
وغيظ جارتها
) الجارة هي الضرة ، فقد كان زوجها متزوجاً اثنتين أو أكثر (
فغيظ جارتها
)
أي :
من جمالها ، وأنها ملء كسائها ، وبذلك تغيظ جارتها .
وصف جارية أم زرع
قالت :
(
جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع
!
) ، والمرأة من حبها للرجل تذكر كل شيء حتى الجارية ،
قالت :
(
لا تبث حديثنا تبثيثاً
) ، فأي شيء يحصل في البيت لا يعرف به أحد من الخارج ، فهي أمينة لا تنقل الكلام ، (
ولا تنقث ميرتنا تنقيثاَ
) ، أي : لا تبذر في الطعام ، فلا تجد مثلاً الأرز ملقى على الأرض ، فهي امرأة مدبرة ، تخاف على المال ، (
ولا تملأ بيتنا تعشيشاً
)
أي :
البيت ليس فيه زبالة ، كعش الطائر، فعش الطائر عبارة عن ريش وحشيش وقش وحطب ،
فتقول :
بيتنا ليس كعش الطائر ،
إنما هو بيت نظيف .
وفي بعض الروايات خارج الصحيحين :
(
وظلت حتى وصفت كلب أبي زرع
)
، فالكلام هذا كله غزل ، والغزل هنا مستحب ، ولا
أقول :
غزل عفيف ، إنما هذا غزل مستحب ؛ إذ هي تتغزل في زوجها ، وتعدد فضائل زوجها ، وتشعر بنبرة الحب عالية في كلام المرأة .
قالت :
(
فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض
)
، كان الوقت ربيعاً ، واللبن كثير ، والناس يحلبون لبنهم ،
وفي هذا الوقت خرج أبو زرع
(
فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين
)
معها اثنان من الأولاد في منتهى الرشاقة ،
(
يلعبان من تحت خصرها برمانتين
)
، فأعجبه هذا المنظر ،
فقال :
هذه المرأة لابد أن أضمها إلي ، فضمها إليه ، لكن ما الذي حصل
؟
قالت :
(
فطلقني ونكحها
)، لأنه لايبقي عنده إلا امرأة واحدة ، رجل يحب التوحيد
!!
0
الزوج الثاني بعد أبي زرع
قالت :
(
فنكحت بعده رجلاً ثرياً
) ، من ثراة الناس وأشرافهم ، (
ركب سرياً
) ،
السري :
نوع جيد من أنواع الخيل ، كان الأغنياء يركبونه ؛ لأنه كان مفخرة عندهم ، وحتى تكتمل صورة الأبهة قالت : (
وأخذ خطياً
) ،
الخطّي :
هو الرمح ، فهو واضع تحت إبطه رمحاً وراكب على الخيل ، متعجرفاً ومهيباً .
وفاء أم زرع لأبي زرع
تقول :
(
وأراح علي نعماً ثرياً
) ،
أي :
أعطاها مالاً وفيراً ، (
وأعطاني من كل رائحة زوجاً
) ،
وفي رواية :
(
وأعطاني من كل ذابحة - أي: ما يصلح أن يذبح - زوجاً ، وقال : كلي أم زرع وميري أهلك
) ،
أي :
وأعطي أهلك أيضاً ، فهذا الرجل ليس فيه أي عيب ، إلا أن المرأة
تقول :
(
فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع
) . فانظر إلى هذا الوفاء
!
مع أن المرأة المطلقة لا تكاد تذكر لزوجها السابق حسنة، وهذا الرجل لم يقصر في حقها ، بل
قال لها :
(
كلي أم زرع وميري أهلك
) ، أنفقي على أهلك ، لكنها
تقول :
(
فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع
) 0
(
فهل تجدون في هذا الكون أمرأة بمثل أم زرع لأبي زرع
)
منقول للفائدة
حفظكم الله جميعا ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم
ادري الموضوع طويل بس استمتعوا بقرائته
..........
توقيع :
عطـ فواح ــر
http://www.abjdeat.com/vb/imgcache3/...e4bb738683.png
مـواضـيـعـي
•
نزهة في روضة ذكر
•
خواطــر عطـ فواح ــر
•
آيه وتفسيرها
النادي المفضل :
الهلال
نوع جوالي :
ايفون
زيارات الملف الشخصي :
427
إحصائية مشاركات »
عطـ فواح ــر
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.97 يوميا
MMS ~
عطـ فواح ــر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطـ فواح ــر
البحث عن المشاركات التي كتبها عطـ فواح ــر