وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مطلع العام السابع الهجري في
جيش تعداده ألف وستمائة رجلٍ . وكانت خيبر محصنةً تحصيناً قوياً
فيها ثمانية حصونٍ منفصلٌ بعضها عن بعض ... وكان يهود خيبر من
أشد الطوائف اليهودية بأساً وأكثرها وأوفرها سلاحاً .
والتقى الجمعان واقتتلوا قتالاً شديداً ، واليهود يستميتون في الدفاع عنها ، واستمر التراشق بينهم ست ليالٍ . وفي الليلة السابعة وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. يهودياً
خارجاً من الحصون فأسره وأتى به الرسول صلى الله عليه وسلم .
فقال اليهودي : إن أمنتموني على نفسي أدلكم على أمرٍ منه نجاحكم .
فقالوا : قد أمناك فما هو ؟ فقال الرجل : إن أهل هذا الحصد قد
أدركهم اليأس وسيخرجون غداً لقتالكم .. فإذا فتح عليكم هذا الحصد
فسأدلوكم على بيت فيه منجنيق ودروع وسيوف يسهل عليكم بها فتح
بقية الحصون .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح
الله عليه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (( .
فبات الناس ليلتهم كل منهم يتمنى أن يعطاها . فلما أصبح الصباح قال :
" أين علي بن أبي طالب " .. فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي
عينيه . فدعاه ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا
له فبرأ بإذن الله ، فأعطاه الراية وقال له : " والله لأن يهدي الله
بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " .
ولما ذهب علي بن أبي طالب إليهم خرج مرحب اليهودي يختال في
سلاحه وهو يقول
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب والمتاع .
وقد قتل من اليهود في هذه الغزوة ثلاثة وتسعون رجلا واستشهد من المسلمين خمسة عشر رجلا . وكان من بين ما غنم المسلمون منهم عدة صحف من التوراة ، فطلب اليهود ردها فردها المسلمون إليهم . قلعة مرحب الذي قتله علي بن ابي طالب رضي الله عنه
شهداء غزوة خيبر
ثقيف بن عمر، ورفاعة بن مسروح، وعبدالله بن أبي أمية بن وهب،
ومحمود بن مسلمة، وأبو الضياح بن النعمان، والحارث بن حاطب، وعدي
بن مرة، وأوس بن حبيب، وأنيف بن وائلة، ومسعود بن سعد، وبشر
بن البراء، وفضيل بن النعمان، وعامر بن الأكوع، وعمارة بن عقبة،
ويسار وهو من أهل خيبر، وربيعة بن أكتم، ومسعود بن ربيعة، وثابت
بن أثلة، وطلحة من بني عمرو بن عوف
لكم كل الود