بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في الصحيح أن رجلا من الأنصار كان يعظ أخاه في الحياء -يعني: يقول له: لماذا تستحي؟ لماذا أنت كذا وكذا؟
فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : (دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير )
فقد الحياء عند البعض ونتفاءل بأنهم قلة أن شاء الله...الحياء الذي هو شعبة من الأيمان..
أتعلمون أحبتي..أن الله بعزته وجلاله وجبروته يستحي..نعم يستحي..
حيي يحب الحياء..سبحانه وتعالى..
ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ ربكم تبارك وتعالى حييٌ كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً). رواة الترمذي وابو داود وابن ماجه
ورسولنا الكريم قد كان أشد حياء من العذراء في خدرها..
والملائكة أيضا تستحي..
ومما ورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم(ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) رواه مسلم..قصد عثمان بن عفان رضي الله عنه
إذا كان الحياء من صفات الله.. والملائكه ..والانبياء...
أليس حري بنا أن نتحلى به..؟؟!!
علم الصالحون الأول والصالحات قيمة الحياء فكانت لهم معه تلك الأعاجيب..
تقول عائشة -رضي الله عنها-: (كنت أدخل البيت الذي دُفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم متخففة من الثياب وأقول إنما هو زوجي وأبي, فلما دُفن عُمر بجوارهما تقول: والله ما دخلت إلا مستترة مشدودة على ثيابي حياءً من عُمر)..
وعُمر يومئذ تحت التراب دفيناً, فيا لله العجب.
وتلك امرأة أخرى تصرع وتتكشف فتصبر على الصرع ولا تجد لها صبراً على التكشف الذي يعتريها رغماً عنها.
أين وقاحة الغرب والتبرج من حياء تلك المرأة التي سقط برقعها فاستعظمت أن يظهر وجهها ولو للحظات عابرة, فجعلت تستر وجهها بكف وتتناوله بالأخرى, فسطر شاعر الناس يومئذٍ هذا قائلاً:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه.....فتنا ولته واتقتنا باليد
هذا والحياء أنواع شتى وصنوف متعددة إلا أن أرقى أنواع الحياء من النفس.
قال بعض السلف: (من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده وقار).
أحبتي..
كل منا يحمل في داخله زهرة حياء فلنسقيها بأعذب معاني الإيمان وتقوى الله حتى يفوح شذاها أينما حللنا..
أختم حديثي بهذه الأبيات:
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء