مرحبًا ـ أخي الكريم تركي ـ
ذكرتني رحلة كانت إلى هذا الجبل قبل سنتين في إثر مطر نزل ، وكانت هنالك شلالات جميلة وطيور مغردة وطبيعة جميلة ، فكانت هذه الأبيات :
يَا حَادِيَ الرَّكبِ قِفْ بِالرَّكبِ وَاقتَرِبِ *** مِن (يَذبُلٍ) عَلَّني أَقضِي بها أَرَبي
في قِمَّةِ الهَضبَةِ الشَّمَّاءِ لا حُرِمَت *** مِن رَائِحِ المُزنِ أَو غَادٍ مِنَ السُّحُبِ
تِلكَ الجَنُوبِيَّةُ النَّجدِيُّ مَنبِتُهَا *** أَعطَت فَلَم تُبقِ مَطلُوبًا لِذِي طَلَبِ
إِن شِئتَ صَيدًا فَثَمَّ الصَّيدُ مُكتَنَزٌ *** أَو شِئتَ نَارًا فَمُدَّ الحَبلَ وَاحتَطِبِ
وَالمَاءُ يَنبُعُ وَالأَوشَالُ صَافِيَةٌ *** وَالطَّيرُ تَصدَحُ مِن بُعدٍ وَمِن كَثَبِ
لَمَّا تَسَلَّقتُهَا أَمشِي عَلَى حَذَرٍ *** خَوفَ الوُقُوعِ وَأَحبُو حَبوَ مُضطَّرِبِ
أَلفَيتُ في حِضنِها دِفءَ الحَنَانِ فَمَا *** أَسرَعتُ إِذ طَابَ لي يَومِي بِمُنقَلَبي
وَالعَينُ قَرَّت وَنَبتُ الصَّيفِ كَحَّلَهَا *** وَاهتَزَّتِ النَّفسُ مِن أُنسٍ وَمِن طَرَبِ
في إِخوَةٍ أَلَّفَ الإِسلامُ بَينَهُمُ *** بَاعُوا بِهِ كُلَّ غَالي الصِّهرِ وَالنَّسَبِ
وَالعُربُ مِن غَابِرِ الأَزمَانِ لي بَرَزَت *** مِن ذِي القُرُوحِ إِلى شَوقِي وَلم تَغِبِ
وَاستَذكَرَ الفِكرُ أَقوَامًا قَدِ انقَرَضَت *** لم تُبقِ إِلاَّ رُسُومَ الحَربِ وَالعَطَبِ
سَادَت فَبَادَت وَذَلَّت بَعدَمَا مَلَكَت *** وَاستَسلَمَت بَعدَ رَفعِ الصَّوتِ وَالصَّخَبِ
وَلَّت وَغَابَت وَظَلَّت يَذبُلٌ حُقُبًا *** لم تَشكُ رَغمَ طَوِيلِ العُمرِ مِن تَعَبِ
لا زِلتِ يَا هَضبَةً صَبحَاءَ في رَغَدٍ *** وَقَاكِ رَبِّي سِنِيَّ القَحطِ وَالجَدَبِ
عبدالله البصري