عرض مشاركة واحدة
#2 (permalink)  
قديم 07-03-2009, 07:24 PM
ناصرعبدالرحمن
.:: مراقب ::.
ناصرعبدالرحمن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 787
 تاريخ التسجيل : 17-04-2007
 فترة الأقامة : 6277 يوم
 أخر زيارة : 06-10-2012 (01:31 PM)
 العمر : 45
 المشاركات : 2,069 [ + ]
 التقييم : 39340
 معدل التقييم : ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي ناصرعبدالرحمن عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: من أسرار لا اله الا الله



سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم
عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض
عن هذه العبارات فأجاب :


لا يصح هذا لِعدة اعتبارات :
الأول : أن شهادة التوحيد ( لا إله إلاّ الله ) ليست اثنا عشر حرفا ، لأن الحرف المشدد عبارة عن حرفين ، وعددها أربعة عشر حرفا ( ل ا - إ ل هـ - إ ل ل ا - ا ل ل ل هـ ) ، أي : بعد فكّ الحروف المشددة ، هذا لو اعتبرنا شهادة التوحيد مُجرّد كلمة ، لأن الذي يشهد بالتوحيد لا يكتفي بـ ( لا إله إلاّ الله ) بل يقول : ( أشهد أن لا إله إلا الله ) ، وكذلك شهادة أن محمدا رسول الله يقول المسلم ( أشهد أن محمدا رسول الله ) ، ولا يدخل الإنسان في الإسلام إلاّ بالإتيان بالشهادتين .
وليست شهادة التوحيد مع شهادة ( أن محمدا رسول الله ) أربعة وعشرين حرفا ، فالعبرة بعدد الأحرف كاملة وليست منقوصة ، فشهادة ( أن محمدا رسول الله ) عدد أحرفها (أ ش هـ د - أن ن - م ح م م د ا – ر س و ل – ا ل ل ل هـ ) .

الثاني : بُطلان مُقارنة شهادة التوحيد بأشهر السنة ، إذا علمنا أن حروف شهادة التوحيد ليست اثنا عشر حرفا .
وكذلك بٌطلان مقارنة شهادة أن محمدا رسول الله باليل والنهار ولا بعدد ساعاتهما !
وبُطلان اعتبار كلمات شهادة التوحيد كاملة سبع ؛ لأن شهادة التوحيد : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ) أكثر من سبع .

الثالث : أن حروف لفظ الجلالة (الله ) ليست جوفية ، فمنها ( الهمزة والهاء ) مَخرجها من أقصى الْحَلْق .
بينما ( اللام ) مَخرجها الحافّة الأمامية من اللسان .
فليس نُطق لفظ الجلالة (الله ) من باطن الجوف .

الرابع : قولهم : (من قالها مخلصاً كفرت عنه ذنوب السنة) ، وهذا لا دليل عليه ، بل من قالها مُخلصا من قلبه كُفِّرت ذنوبه كلها وليس ذنوب سَنة .
وكذلك قولهم : (فكل حرف منها يكفر ذنوب ساعة) ، هذه جُرأة على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فمغفرة الذنوب وأسباب المغفرة أمْر غيبي لا عِلم للناس به إلاّ ما جاء في كِتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومن أين لهم أن كل حرف يُكفّر ذنوب ساعة ؟


وليس معنى هذا أن شهادة التوحيد ليس لها فضل ، بل فضلها عظيم ، ولو لم يكن في فضلها إلاّ أن صاحبها لا يخلد في النار ، لكفى .
قال عليه الصلاة والسلام : يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا قَالَ عَبْدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَطُّ مُخْلِصًا إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى الْعَرْشِ، مَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ . رواه الترمذي ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . وقال الألباني : حسن .

وكلمة التوحيد هي أعظم كلمة .
قال عنها ابن القيم : كلمة قامت بها الأرض والسماوات ، وخُلقت لأجلها جميع المخلوقات ، وبها أَرسل الله تعالى رُسُله ، وأنزل كُتبه ، وشرع شرائعه ، ولأجلها نُصِبت الموازين ، ووُضِعت الدواوين ، وقام سوق الجنة والنار ، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار ، والأبرار والفجار ، فهي منشأ الخلق والأمر ، والثواب والعقاب ، وهي الحق الذي خُلِقت له الخليقة ، وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب ، وعليها يقع الثواب والعقاب ، وعليها نُصِبت القِبْلَة ، وعليها أُسِّسَت الْمِلَّة ، ولأجلها جُرِّدَت سيوف الجهاد ، وهي حق الله على جميع العباد ، فهي كلمة الإسلام ، ومفتاح دار السلام ، وعنها يُسْأل الأولون والآخرون ، فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين : ماذا كنتم تعبدون ؟ وماذا أجبتم المرسلين ؟ . اهـ .

ولا شك أن ما قيل في السؤال مما يُزعَم أنه من أسرار ( لا إله إلا الله ) من التكلّف ، والتكلّف مذموم .

فقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِي نَ) .

والله أعلم .

بتصرف يسير



 توقيع : ناصرعبدالرحمن