21-02-2009, 10:57 AM
|
|
من التاريخ . . ( 24 ) الشجاعة الحقيقية
عاش ذيب بن شالح مراتع صباه
ومغان شبابه بين سهول نجد وجبالها
تلفه صحرائها الشاسعة ويطويها بحصانه وعزمه
برزت شجاعته منذ الصغر . .
فقارع ابطال نجد وفرسانها . . فدان له الكبير والصغير
وشهدوا له بالشجاعة الطاغية والفروسية الفذة
وهو لم يتم العشرين من عمره . .
لم تكن شجاعته تهورآ . . بل أخلاق الفرسان ونبالة الأمراء
قرن الشجاعة بالبر بأبيه . .
فكان يستبق أباه في ترحاله ليصطاد له فإن لم يجد صيدآ
نحر راحلته . . حتى إذا حل والده وجد ناره وزاده في انتظاره
نظر اليه والده وتمعن فيه عن بعد فدمعت عيناه وبكى عليه
فلامه قومه . . كيف تبكي على من ينعم بالحياة والسلامة
لكن نفسه تحدثه أن الشجاع لايعيش . . ثم تمثل قائلآ
ماذكر به حي بكى حي ياذيب . . واليوم أنا ببكيك لو كنت حيا
وانا اشهد انك بيننا منقع الطيب . . والطيب عسرٍ مطلبه ماتهيا
شهدت له احدى النساء بالعفة والمرؤة وحفظ الجار
فذكرت كيف كان يصطاد ويطعم جيرانه من صيده
ثم يحمله بنفسه مستدبرآ بيوتهم
حتى لايرى جاراته . . في خدورهن
تمنى والده ان يحصل على نوعٍ فاخر من الإبل
وكان ذيب يستمع اليه وهو لايراه . .
فركب في ليلته . . ومعه بعض اصحابه
وعند مضارب القبيلة اقاموا ليلتهم . . فسرى ذيب لوحده
ومشى على قدميه . . فأبصره احد الرعاة وهو لايعرفه
فمد بندقيته وأصابه . . اصابة قاتلة
فلما اقترب منه هابه . . فمنظره مهيب حتى في مماته
اسرع الراعي الى قومه بإنه قتل فارسآ .. فازدراه القوم
فكيف يقتل الرعاة الأمراء والفرسان . . لكنه قتل الغفلة
حضر القوم . . فوجدوا فارسآ يفوح العطر من شعره الطويل
ويلوح خاتمه الفاخر في يمينه . . تلفه ملابسه الفاخرة
كان خبر مقتله . . صاعقآ على والده المكلوم
فقد بكاه حيآ . . وتنبأ بسرعة رحيله
كان ذيب بن شالح .. مثلآ للشجاعة الحقيقية
وبر الوالدين . . وإكرام الجار وحفظ محارمه
والعفاف . . والمرؤة |