هُنَالِكَ
فِي مَدْخلِ المُدنِ الواهِنة
تعُودُ العصَافيرُ للصَّدرِ
بعدَ اتقاءِ النَّدَى
سَاكِنةً
تعُودُ لكيْ
تسْتَحِمَّ بماءِ العيونِ
تربِّي صِغارَ الهَوَى
والحَنينِ
ترتِّبُ أشْواقَنَا السَّاخِنة
هُنالكَ
أزرَعُ كلَّ اشْتِياقٍ على مِفْرَقيْك
رؤىً لا تَموتُ
تُعلقنِي غيْمةً للغِيابِ
على شُرْفةٍ غافلتْها العُيونُ
على مَدْخلِ المدنِ الوَاهِنة
وتَسْكُننِي
نهرَ حزنٍ صغيرٍ
إذا ما اصْطفيتُكَ أرضاً وظِلاً
ومَا
أشْتَهِي أنْ تكونَ
فتسْكُبنِي
نهْرَ حُزنٍ صغيرٍ ..
فتَغْفو..
وعيْناكَ أحْلى تَمَائمَ تسْترْجعُ الأزْمِنَة
كأنّك زهوَ البلادِ التي تَرْتَدينِي
إذا غادَرَتْها مُنَاخاتُ قَلبِكَ
قُلْ لِي
ولسْتُ الغريبةَ عنْ جَامِحاتِ الحُرُوفِ
إذا راودَتْني
فهلْ للبلادِ طقوسٌ تُرَمِّمُ وجْهَ النَّهَارِ
تبلّلُ أروَاحَنا اللّينَة ؟!
وتمْسَحُ دَمْعتَنَا المُزْمِنة !
وهلْ للجداولِ أنْ تسْتَعيدَ
اخضراراً مَضَى
في ذبُولٍ
طوَتْهُ رَحَى قَسْوةٍ خَائنة ؟!
لعلَّ الفُصُولَ الّتِي أخْطأتْنًا
إذا ما اسْتَحَالتْ درُوبُ الرُّجُوعِ
تَعُودُ بأحْلامِنا المُمْكِنة
تَعُودُ بأوْطانِنا الآمِنة !