إنها المرآه التي تبدو في ناظريكم أثاثاً هامداً
ولكنها في حقيقة الواقع إنسان متفرج نابض
يعيش حياتكم وحياة أجيالكم آملة أن تنصتوا إليها
وتمعنوا النظر فيها لا لتبينوا عيوب ملابسكم أو أناقتها
وإنما لتروا فيها قلوبكم قبل أن تروا فيها هيئتكم
عندما تفعلون ذلك ستتجلى لكم حقيقة أنفسكم بأيديكم
ولن تعريها غير مرآة بيوتكم
فلتنظروا إليها دوماً لتروا فيها مكنونات أفئدتكم
ولتوجهوها إلى بر الإمان
فلتكن المرآه العامل المساعد للأنا العليا في تعديل سلوككم
وتوجيه طويتكم نحو حياة مثلى تضمن لكم الفوز في الدنيا والآخرة
ولتنصبوا محكمة تحاكمون فيها ضمائركم عندما تبعدكم المسافات عن المرآه
ولتكونوا بمثابة القاضي العادل الذي يحكم بالعدل على الجاني إن كان ظالماً أو مظلوماً
فإن رحمتم أنفسكم من سذاجة عقولكم وجريانكم وراء نزواتكم فإن رحمة الله واسعه
وعفوه عظيم وإن تماديتم في غفلتكم فعاقبتها النار
فما زال الصوت يدوي ولكن هل من يتجرد من نرجسيته ويلبي نداء المرآه
ولو لوهلة واحدة ليرصد فيها قائمة أعماله الدنيويه التي أصبحت جاثمه
أمامه على وجه المرآه ليرى سخريتها منه فإن تنبه لها فإنه قد وصل إلى الوتر الحساس فيها
واستطاع أن يبعد شوائبها عن عالمه الوجداني
ولكم أعطر التحايا