{ رب ضــــارة نـــافعة }
كم من الأمـــور تبدو وكأنها ليست في صالح الانسان , ولكن تظهر الأيام خلاف ذلك لذا فان اللبيب
هو الذي يسثمر كل شئ ويستفيد من كل حدث او موقف .
ولعل من الأمـــور التي يكرهها كثير من الناس ويعتقدون أن فيها إساءة ومن ورائها ضررا النقد
والمعارضة والمخالفة , ان هذا الأعتقاد خاطئ بل فيه خطورة على صاحبه , ولو فكر هذا الانسان
مليا لتبين له خلاف ما اعتقده , ولربما تذكر المثل القائل : " رب ضارة نافعة " .
لقد أجريت العديد من الدراسات والتجارب لدراسة اهمية المعارضة والنقد , فكانت النتائج تؤكد
الأثر الايجابي للمعارضة .
كانت احدى هذه التجارب في الولايات المتحده المريكية , حيث جئ بمجموعتين , ثم طُلب من احد
رجال الأعمال ان يمارس دور المعارض والناقد لاحدى المجموعتين , فوجد ان قرارات المجموعه
الأولـــى التي تضم المعارض أفضل بكثير من قرارات التي اتخذتها المحموعة الثانية .
ان في المعارضة خيرا كثيرا , ففيها اثراء للنقاش وتمحيص للأفكار , وتبيان للايجابيات وسلبيات كل رأي , كما أنها تساعد على عدم الانسياق العاطفي وراء كل شئ .
ان بعض الناس لا تتسع صدورهم للمعارضين , بل يوضع الفرد المعارض او ال ناقد في القائمة
السوداء .
لذا تكثر المشكلات بين الرؤساء والمرؤوسين في حين ان المطلوب من الرئيس ان يستفيد من كل رأي
مخالف ويوظفه لصالحه ولصالح قيمه ومبادئه وقراراته .
من كتاب : لا تـــكن شبحا / علي الحمادي
نقلته : أم ايلاف |