مجالس الرويضة لكل العرب - عرض مشاركة واحدة - [ أمير الشعراء

#1 (**permalink**) 27-03-2008, 06:06 PM

لعلها ( موضة ) الشعر مؤخراً أن تعج الساحات الإعلامية بمهرجانات ومسابقات لتنصيب بعض الشعراء مناصب عديدة ومنحهم ألقابٍ شتى أصبحت تلقى هنا وهناك بلا وجه حق.
والغريب حقاً أن يكون ذلك من خلال هيئات أبعد ما يكون عن الأدب والشعر إذ تحكمهم المصالح وأشياء أخرى وربما تكون علاقتهم بالشعر لا تسمو لمستوى حمل ميزان الشعراء وتقييمهم بما يستحقون من ألقاب وعلى رأس قائمة المسابقات ( أمير الشعراء - و شاعر المليون )

فهل تملك لجان التحكيم صلاحية تؤهلهم لمنح شاعرٍ شهادة بإبداعه أو بغير ذلك ؟

عندما نعتَ امرؤ القيس بأمير الشعراء كان هذا لتفوقه في عصره وبلوغه ما لم يبلغه سواه بشهادة معاصريه ومن خلفوه بعد ذلك، ولما نُصِّبَ أحمد شوقي أميراً للشعراء كان ذلك بمبايعة شعراء عصره في مهرجان تكريمي كبير أي أنه حصل على اللقب كحقٍ مكتسب وعرفاناً بفضله تجاه الشعر العربي - رغم قربه من الخديوي توفيق و عظم مكانته لديه - فكان التنصيبُ أمراً تكريميا و بمبايعة الشعراء و ليس لجنة تحكيم معدودة محدودة الصلاحية !!

و أصبح اللقب مرادفاً للإسم فإن ذكر أحدهما دلَّ على الآخر ؛ فكيفَ يسلبوه بكل سهولة لمنحه آخرين ؟
هل انتهت الألقاب والمسميات فوقفت على ( أمير الشعراء ) ؟

ومن الشعراء من نالَ ألقاباً عشوائية بتزكية أو إعجاب فردي فقط فلم تثبت ومحتها الأيام كغيرها من الأمور العابرة.

ورغم ذلك كله هل يستطيع أحدنا أن يجزم بأحقية أحدهم بإمارة أو قيادة الشعراء ولو كان امرؤ القيس أو غيره ؟
- عن نفسي لا أؤيد ذلك فالشعر كيان محلق لا يحد بقانون أو لقب !

ولعلي هنا أذكر قول الحصري (ت 453 هـ) : ( ذكر عمر بن علي المُطَوَعي في كتاب ألّفه في شعر أبي الفضل ومنثوره والشعراء، فقال: رأيتُ أهل هذه الصناعة قد تشعّبوا على طُرُق، وانقسموا على ثلاثة فرق، فمنهم من اكتسى كلامه شرف الاكتساب دون شرف الانْتِساب، كالمكتسبين من الشعراء بالمدائح، المترشحين بها لأخْذِ الجوائز والمنائح، وهم الأكثرون من أهل هذه الصناعة؛ ومنهم من شَرُفت بناتُ فكره عند أهل العقول، وجلبت لديهم فضائل القَبُول، لِشَرَف قائلها، لا لِكَثرة عقائلها، وكرم واشيها، لا لرِقَة حواشيها، كالعدد الكثير، والجمّ الغفير، من الخلفاء والأمراء والجِلّة والوزراء؛ ومنهم من أخذ بحبل الْجَوْدة من طَرَفَيْه، وجمع رداءَ الْحُسْنِ من حاشِيَتَيه، كامرئ القيس ابن حُجْر الكندي في المتقدّمين، وهو أميرُ الشعراء غير مُنازع، وسيّدهم غير مجاذَب ولا مدافع)

هذا عن السابقين فما بالنا نحن في عصر تتحكم فيه المادة والمحسوبية وربما أمور أخرى تصل لأبعد من ذلك بكثير لتحكم بصلاحية شاعرٍ وتقيم إبداعه أو تنفي عنه هذا الإبداع بمجرد ضربة حظ ؟!!
وقد ظهر هذا جلياً في ما شاهدنا من حلقات شاعر المليون بالذات وما حدث بها من مفارقات ومفاجآت.

ورغم ذلك سيبقى الشعر والشعراء أحراراً وإن أمَّروا عليهم ألف أمير أو جعلوا لأي منهم ملاييناً تحكم بإبداعهم

وما أوهى أحكامهم .

يسعدني مشاركتكم بآرائكم حول هذا الموضوع سواءً اتفقنا أو اختلفنا

مدائن الود لقلوبكم

تحيتي وتقديري