عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 20-01-2008, 11:20 PM
ملك الحب الروحي
عضو مجالس الرويضة
ملك الحب الروحي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2189
 تاريخ التسجيل : 20-01-2008
 فترة الأقامة : 6186 يوم
 أخر زيارة : 11-07-2008 (06:08 AM)
 العمر : 49
 المشاركات : 18 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : ملك الحب الروحي مجتهد ملك الحب الروحي مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
حصري قصة المنزل الروحي " من تأليفي "





بينما جبال تحتضن قرية صغيرة
ولدا في وقت واحد وزمن واحد
نعم ولدا في اللحظة التي التقيا ببعض
ولدا في هذه اللحظة ليكون التوقيت الفعلي لحياتهما الأزلية
التقيا جسديا بعد سنة من لقائهما الروحي الفكري
تعانقت أرواحهما اغلب ليالي هذه السنة السريعة الأيام
اشتاقا لبعض كما يشتاق العشاق
علما أنهما التقيا ليبقيا سويا ومعا
تعاهدا على أن من خان خاب
ومن نقض العهد فهو عبد هواه
مشيا سويا خطوات كثيرة
كانوا يحسبون كل خطوة ليعلموا كم كتب لهم فعليا أن يمشوا سويا
واجهتهم عوائق وهم يمشون
ولأنهم كانوا مع بعض أردف كل واحد منهم الآخر أمام كل عقبة سير
استطاعوا أن يتسلقوا جبل قريتهم بيسر وسهولة
فمرة تحمله ومرة يحملها بين ذراعيه كالطفلة المدللة
ولما ارتقوا علي قمة الجبل نظر كل واحد منهما إلى منزله
فقارن كم يبعد عن منزل حبيبه
فإذا هي مسافة طويلة
حددوا في وسط المسافة بين المنزلين أماكن قواعد بيتهما الجديد
بيتهما الذي سيبنونه بمواد روحانية أقوى من مواد الأرض المادية
وبينما هم في أعلى الجبل أقبلت عليهم سحابة صيف مرعدة
أرادوا أن ينزلوا قبل المطر
لم يسعفهم الوقت ولا الجهد
انزلقت هي في اسفل الوادي
انكسرت ذراعها
أخذت تبكي وتبكي
تلتفت فلا ترى حولها خليلها
تستغرب أن يتركها في مثل هذا الوضع
أقسمت أن تتركه للأبد
فهو خائن مهمل أناني لا يهمه إلا نفسه
يركض معها على الزهور
أما على الصخور فيجعلها تسحق وحدها
لم تعد تراه ولا تسمع له صوتا ولا حسا
أيقنت انه غدار ماكر يريدها سهلة المنال لذيذة الطعم ليس إلا
حمدت ربها أن لم تكمل معه بناء المنزل
وبعد وقت طويل
اشتاقت لقمة الجبل علها على الأقل أن تعيش ولو ذكريات عمرها الجميل مع ذاك الشاب الأجمل الغدار المكار
ولما أرادت أن تصعد الجبل لم تستطع أن تصعده كله
لأنه كان يحملها النصف الآخر والأشق
استراحت تحت صخرة كبيرة
سمعت أنينا وبكاء مكتوما
أقبلت لترى
فماذا رأت ؟
رأت حبيبها منكسر الساق كالصقر مكسور الجناح
وقفت فوق رأسه
تأملت ماضيها بعد فراقه
علمت أنها ظلمت واستعجلت
قال لها : حبيبتي
ألان انكسرت ساقي وجبرها يحتاج لوقت طويل
فإما أن تصبري سنين طويلة
أو ترضي مني بمنزل صغير شكلا كبير ضمنا ومعنى
وافقت بلا تردد فهي تريد فقط أن تعيش معه
حملته على كتفها
ووصلا للبقعة المباركة
بقعة شريفة عفيفة صادقة
تنتظرهما بفارغ الصبر
فهما ملكين لو عاشا فوقها فستفتخر بذاك أيما افتخار
حملت هي الطوب واخذ هو بالبناء
وفي ظل شهور بسيطة
يكتمل البناء
يجتمع سكان القرية
النساء يتذمرن من صغر المسكن وقلة الأثاث
والرجال ينتقصون قلة الطعام والخدم
والأطفال يلعبون فهم لا يفهمون في الماديات
أما هما
فدخلا غرفة البيت الوحيدة
أرادا أن يناما لكن لم يكن هناك متسع
ضحكا فقالا لننم وقوفا
فطالما وقفنا كثرا في انتظار لقائنا هذا
وفي تيك اللحظة يقع زلزال عظيم في القرية
يهدم منزلها الصغير
يخرجا فزعين
يجدان أهل القرية قد ماتوا عن بكرة أبيهم
وتركوا أموالهم وماشيتهم في العراء
جمعا المال والأنعام
ثم صعدا أعلى الجبل
فرأوا أن كل ما في القرية اصبح لهم فقط
تعجبوا !
لقد ادخر الكثيرون ولم يدخروا
وتوقع الكثيرون خلاف ما توقعوا
فعلموا
أن المنزل الروحي لا تهدمه الزلازل

بقلم جبال الثلج



 توقيع : ملك الحب الروحي
[frame="7 80"]
أخي القاريء الكريم :-

إن الرحال الروائي لا تعني بالضرورة كتاباته حكايته لحياته الشخصية أو خلاصة أفكاره ومعتقداته . فعلى القاريء أن يقرأ الكتاب وكأنما وجد دون مؤلف ولا يشغل باله في الربط والفصل بين مضمون الكتاب وبين مؤلفه وفكره ومذهبه . فالحبر يخط والعين تبصر والعقل يصدق أو يكذب أو يتوقف .

ربعي السهـول اللـي فعايلهـم تبيـن = كـم شيـخ قـوم قـد كلـوا قبايلـه

رد مع اقتباس