السلام عليكم ورحمتة الله وبركاته


كبر أحد الملوك في العمر وأصبح رجلا مسنا,وكان له ثلاثة أبناء فأراد أن يختار أحدهم
ليصبح ملكا من بعده.وذات يوم جمعهم وقال:أريد منكم أن تقولوا لي أفضل شئ قمتم به في حياتكم, ولنبدأ بالابن الأكبر.فقال الأكبر: في يوم من الأيام كنت أسير في الطريق بمفردي على الشاطئ البحر,وفجأة سمت أحد الأولاد يصرخ طالبا النجدة,نظرت بسرعة ناحية الصوت فوجدت الصبي يكاد يفرق وهو لا يعرف السباحة,ويحاول أن ينجو بنفسه دون فائدة.وعلى الفور توجهت أليه وبذلت جهدا كبيرا, حتى أنقذته.فأجاب الملك: حسنا يابني قد فعلت فانت بطل حقا.


وبعد ذلك تقدم الابن الثاني وقال: أما أنا فأفضل شئ قمت به كام منذ سنوات قليلة, عندما ترك عندي أحد الأصدقاء حقيبة مملوءة بالذهب وسافر الى بلاد بعيدة وتركها عندي أمانة حتى يعود.وسافر هذا الصديق ولم يعد حسبما وعد ,ولكنه تأخر عن موعده أكثر من أربع سنوات,وأخيرا فوجئت بعودته وطلب مني الأمانة فأحضرتها له على الفور,فقام بفرزها وتأكد أنه لم يفقد منها شئ.فأجابه الملك: حسنا فعلت يابني,فالأمانة يجب ان ترد لصاحبها.


وأخيرا جاء دور الأبن الثالث فقال:أما أنا يا أبي فذات يوم منت فوق الجبل,فوجدت عدوي وقد غلبه النوم,وكان قمة مرتفعة وكاد يسقط.وعلى الفور أنقذته من السقوط.فاندهش لما فعلت له,لأنه كان يكرهني,فقلت له:لست الا عدوا شريفا.فأجاب الملك: حسن جدا يابني أن تنقذ انسانا من الموت بالرغم من أنه عدو...الأن اسمعوا ياأبنائي,ان انقاذ غريق واجب,ورد الأمانة لأصحابها واجب على كل انسان,لكن انقاذ عدو ليس باستطاعة كل أنسان أن يعمله. اذا أنت يابني أحق بالمملكة من بعدي.