13-12-2007, 12:30 AM
|
|
وَمَضَـــــاتٌ مُبَعْـــثَرة !! ( 1 )
ببراءةِ الورد
و نكهةِ الشهد
يعبرُ ما تبقَّى من العمرِ
يفتحُ نافذةَ الجرحِ في ليلِ الحنين
يسكبُ اليأس بكؤوس الياسمين
منهكُ القلب و ساحات الرحيل
كم ضاقت بعبور المتعبين !!
( 2 )
مفعمٌ مسائي بكَْ
مثقلٌ بالغياب
تراودني أطيافٌ لذكرى لقاء
و يساورني الليل بقطف قناديل حزنك اللاهثة
ألونها من زهر حنيني
و أودعها آخر قطرة من روحي
فتورق في الصباح فراشات
وطرقاً وردية
( 3 )
حين يكون الحزنُ كثيفاً
أفتح باباً في عتمة عينيكْ
فأرى مدناً
و سقوفا ودعها الأزرق
شجراً مسلوب الخضرة
وطناً ينعم في ثوب القهر
و أنا طائر صغير
لا يعرف إلا الهجرة !
( 4 )
ربما يغادرني وجهكْ
أبحثُ عن عينيك
أقرأ فيها خارطةَ العمرِ المهملْ
و تضاريس الوطن الصلب
نضيعُُ في رمل المسافة
تتوه أسماؤنا
وفي آخر الليل المنهك
يحملنا قطار المتعبين
و نمضي غريبين !
( 5 )
دخانٌ و برد يملآن مساحاتي
و يطول الليل
أجمع الرماد لجرحي بيميني
و بشمالي آخر أقداح الحب المشرعة
يحاصرني وجهكَ
تجلدني أغصان حزنك
وحين تدثرت ذاكرتي
أنقذني البكاء
( 6 )
يعاتبني حنيني إليكَ
لمَ لا تغادر أركانَ صمتكْ ؟
سأسكب روحي بممر حزنكْ
و أعبر جرحي الذي كان منكْ
و أشعل وقدة الأغنياتِ عيدا
لتقطف أزهار حزننا السرمدي
( 7 )
نمْ بينَ كفي حنيني
أيها العمر المستعاد
كنتَ وما زلتَ فاتحة النشيد
أتلوكَ تعويذة لوجودي
تصب الحياة من أول النبض لمنتهاه
حتى و إن ضاق المدى
ولم يبقَ من صوتي إلا الصدى
سأفتح في عتمة عينيكَ ألف باب
و أشكل من جمر القصيد
ألف طوقٍ للنجاة !!
( 8 )
دمي سكبتكَ أنجماً
كصلاةٍ رقرقها النسك بمحراب الروح
كنْ آيةً في ذرى الحنين إليه
كنْ زورقاً يحمل ذاكرتي المتوهجة بملامحه
كنْ أملاًً يورقُ فجراًً على عتباتِ ليله
سأنشد تراتيلَ أغنيتي الظامئة لأناتِ نايه
و أكتبُ بلونكَ عهدي
( كنتُ هنا ولن أبرح ما حييت )
( 9 )
يرش الظلَّ في دربي
كلما أطلَّ بذاكرتي طيفـُه
و يعشش في نبضي
يرفرف فوق جبيني
أحملُه عطراً من شجرِ الفردوس
يَسْقط ُ في عمري شروقاً
عند تباريح الغروبْ
( 10 )
ناديتك في ليل سهدي
كنْ متكأً لروحي المتعبة
أهدرتْ الريحُ صوتي
و على حافة من ألم
افترقنا
صامتين!! |