عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 29-08-2007, 11:45 AM
محمد علي
عضو مجالس الرويضة
محمد علي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 904
 تاريخ التسجيل : 20-06-2007
 فترة الأقامة : 6399 يوم
 أخر زيارة : 18-01-2009 (04:42 PM)
 العمر : 35
 المشاركات : 514 [ + ]
 التقييم : 395
 معدل التقييم : محمد علي مبدع محمد علي مبدع محمد علي مبدع محمد علي مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي صورة الشاب الملتزم.. ظلمها الإعلام وأنصفها المجتمع






تحقيق- محمد سعيد


رسم الإعلام المرئي والمسموع وبعض الكُتَّاب ورسامي الكاريكاتير صورةً معينةً للشاب الملتزم، وغالبًا ما يصورونه عابس الوجه متجهم الملامح، جاف في معاملاته منعزلاً عن أسرته، لحيته غير مهذبة وهندامه مهلهل، يرتدي الجلباب الأبيض الصغير، ويتحدث بلغةٍ مقعرة، لا يحب الاختلاط، ولا يعرف الفكاهة، وهي الصورة التي ارتبطت في أذهان كثيرين أن التكشيرةَ لا تُفارق وجهه.. والسؤال هل هذه هي حقيقة الشاب الملتزم؟



في هذا التحقيق حاولنا رصد الحياة الاجتماعية للشباب الملتزم، ماذا يفعل في بيته؟ وما هي علاقته بأسرته، وهل تغيَّر سلوكه إلى الأحسن بعد الالتزام أم أنَّ ما رسمه الإعلام المُوجَّه كان على حقٍّ ولو في جزءٍ من هذه الصورة.



وكانت محطتنا الأولى مع عبد العزيز مجاهد- أحد أبرز طلاب التيار الإسلامي بجامعة حلوان خلال السنوات الماضية-، الذي أكد أن علاقته بأسرته ممتازة وتقوم على الحب والاحترام والتناصح؛ مما يجعلها تسمو فوق ما قد يعترضها من معوقات الحياة؛ حيث سرعان ما تعود أمتن وأقوى، وهو ما يبرره مجاهد بأن السبب في ذلك هو أن العمل الدعوي يقوم بتقوية هذه العلاقة وإعادة الحيوية لها، كما أنه مكون رئيسي للشخصية التي يحاول أن يكون عليها بأن تكون مميزة ومؤثرة.



وهو نفس ما أكد عليه الطالب عمر عزمي (طالب كلية التجارة)، مشيرًا إلى أن مساحة الحوار بينه وبين والده كبيرة إلى أبعد الحدود، ورغم أن عزمي مهتم بالنشاط الطلابي وله توجه إسلامي، إلا أن والده مهتم بمناقشته في كثيرٍ من القضايا الطلابية كفكرة الاتحاد الحر ومدى جدواها، وكذلك الانتخابات واللائحة الطلابية، وقضايا أخرى مثل فلسطين والعراق.



ويشير عزمي إلى أن لغة الحوار هي السائدة بينه وبين والده؛ حيث كثيرًا ما يتحاوران ويتناقشان حول مستقبله الدراسي والمهني، وكثيرًا ما يطلب الولد من والده النصيحة، ويُقدِّم عزمي مثالاً على ذلك؛ حيث كان يعمل في عملٍ خلال الإجازة الصيفية ثم تركه في نفس اليوم دون استشارة والده الذي وجَّه له لومًا شديدًا؛ لأنه اتخذ قرارًا ولم يستشره.



وفي نفس الإطار يقول أحمد (طالب بكلية دار العلوم) إنه التزم مبكرًا، وهو في المرحلة الثانوية، وكان يُلقَّب بين أقاربه بالشيخ أحمد، ورغم صغر سنه إلا أنه كان المرجع لأقاربه في أي فتوى أو رأي ديني؛ حيث كان يتلقى منهم الأسئلة ويعرضها على علماء وشيوخ يثق فيهم، ثم يُقدِّم لهم الإجابة على هذه الأسئلة، ويضيف أحمد أن ذلك منحه ثقة كبيرة عند كل أفراد عائلته، وكثيرًا ما شاركوه في مشاكل خاصة، كما كانوا مهتمين بأن ينظم لهم رحلات عائلية كل فترة تجمع كل أفراد العائلة، ويشير أحمد إلى أنه حاول محو صورة الملتزم التي رسمها الإعلام، خاصةً أفلام "وحيد حامد" التي قام ببطولتها عادل أمام، ونجح في ذلك إلى حدٍّ كبير.



وعن التغيرات التي لاحظتها أسرته عليه بعد التزامه، يقول أحمد إنه كان عصبيًّا لدرجة كبيرة كانت تزعج والده ووالدته، إلا أنه بعد التزامه تغيَّر حاله وأصبح أكثر هدوءًا إلا في بعض الحالات.



رأي آخر

في المقابل يقول سامح محمد "طالب" أنه يخاف نوعًا ما من بعض الشباب الملتزم نتيجة بعض التصرفات التي يلاحظها، وخاصةً عزلته وعدم حديثه إلا مع الملتزمين أمثاله، وإذا تكلَّم معنا تكلَّم بكبرٍ وتعالٍ، لكنه يقول: إن هذا لا يمنع أن هناك نماذجَ أخرى مختلفة تمامًا، وهو ما أرجعه سامح إلى تأثر الشاب بمَن حوله من الملتزمين، فإن كان الشاب الملتزم ارتبط بمجموعةٍ مرحةٍ ومرنة فإنه يتخلق بخلقهم والعكس صحيح.



وهو ما ذهب إليه أيضًا إبراهيم صادق الذي يرى أن الشباب الملتزم شباب منفتح على مجتمعه، كما أن الملتزمين مرحون فهم يخرجون ويتنزهون ويذهبون إلى الشواطئ والأندية ويمارسون كافة الأنشطة، ومع ذلك الكم الهائل من أوقات الترفيه، يقومون بالاشتراك في كثيرٍ من دورات الكمبيوتر والتنمية البشرية واللغات المختلفة، فهم شباب متطورون ومتميزون، كما أنهم متفوقون في دراستهم.



ويرى هاشم سيد "بكارليوس تجارة" أن الشباب الملتزم فيه مميزات وفيه عيوب، وللأسف عيوبه تكون نابعةً من فهمه الخاطئ للإسلام، فالإسلام دين يسر ورحمة، وكثيرًا ما أرى الشباب المتدين يتعامل مع الآخرين بتكبر بل وأحيانًا باشمئزاز؛ حيث يرى أنه الأفضل عند الله، وينعكس ذلك السلوك على علاقاته بأهله وأصدقائه؛ مما يؤدي إلى انعزاله عنهم.



ويؤكد أحمد عبد الرحمن (طالب بهندسة القاهرة) أن علاقة الشاب الملتزم بأسرته قوية جدًّا وتتميز بالحب والتفاهم، وهذا لا يمنع أن تحدث بعض المشاكل نتيجة عدة ظروف كالتأخر عن البيت أو الانشغال بالأعمال الدعوية عن بيته وأسرته، أو نتيجة الواقع الذي نعيش فيه حيث تشوه فيه صورة الملتزمين.



وهو ما تواجهه حبيبة علاء (كلية الآداب جامعة القاهرة) بأنها تسعى خلال فترة الإجازة لتعويض تقصيرها مع أسرتها، كما تقوم بصلة رحمها، وتوثيق علاقتها بصديقاتها من خلال الزيارت ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم.



بر الوالدين

ما سبق كان رأي الشباب أنفسهم، ولذلك انتقلنا إلى أسرهم لنتعرف منهم كيف يكون ابنهم الملتزم؛ حيث تؤكد السيدة "أم شريف" أن الالتزام ساعد أبناءها على برها، ولكنها تأخذ عليهم سرعة غضبهم وثورتهم وعدم الرجوع في بعض الأحيان إليها لأخذ رأيها في مشاكلهم وما يفكرون فيه، موضحةً أن الالتزام شيء جميل، ولكن يجب أن نفهم الإسلام والالتزام به بشكلٍ صحيحٍ حتى نستطيع أن نُطبِّقه بشكلٍ سليم.



وهو نفس ما يؤكده الحاج محمد علي والد الطالب أحمد علي، والذي يرى أن الالتزام غيَّر كثيرًا من سلوك ابنه؛ حيث أصبح أكثر طاعةً له، وحرصًا على عدم إغضابه، ويهتم بمساعدة والدته وإخوانه وأخواته، بل إن أحمد كما يرى والده أصبح زراعه الأيمن في كل شيء رغم أنه ليس الابن الأكبر.



وعندما سألنا الحاج محمد عن تخوفه على ابنه نتيجة الحملات الإعلامية التي كانت توجه ضد الملتزمين، قال بكل صراحةٍ إنَّ كل أب يخاف على ابنه، وخاصةً عندما يكون هناك ما يستدعي ذلك، إلا أنه عاد وأكد أنه يثق في رجاحةِ عقله، وفي إيمانه بطريقه؛ ولذلك فهو لا يهتم بمثل هذه الحملات؛ لأنه يراها مدفوعة الأجر ضد الإسلام.



في نفس الإطار يرى الحاج حنفي سالم أن ابنه قبل الالتزام كان منعزلاً عن الناس وبصراحة كان عديم الفائدة لا يقوم بأي شيء لأسرته، أما بعد التزامه فقد تغيَّر بشكلٍ كبيرٍ؛ حيث أصبح أكثر علاقةً بأسرته ويحاول تعويض فترة عزلته عنهم.



وترصد الحاجة زينب ظاهرةً أخرى عندما سألتها عن رأيها في حياة أبنائها الملتزمين؛ حيث تقول إن لديها ثلاثة أبناء وبنتين، وكلهم ملتزمون بفضل الله، وتشعر معهم بهدوء وسكينة، وكان من بين أحد الأبناء "ولد زمامه فالت"، كما تصفه وكان كثير المشاكل مع جيرانه، ومع أفراد أسرته إلا أنه بعد التزامه تغيَّر حاله، وأصبح يُضرَب به المثل.



وعندما سألتها عن الصورة التي يرسمها الإعلام للشباب الملتزم، قالت: "افتح صفحات الحوادث بالصحف والمجلات، وارصد بنفسك هذه الظاهرة، هل تجد من بين من قتل أمه أو ضرب أبوبه شابًا ملتزمًا أو يعرف الله، كلهم يتعاطون المخدرات ويلعبون القمار، ولا يعرفون ربهم، ولكن الملتزم لا يقوم بمثل هذه الأمور المشينة".



رأي العلماء


د. صلاح عبد المتعال

ويرى الدكتور صلاح عبد المتعال- المستشار بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية- أن وسائل الإعلام لعبت دورًا كبيرًا في رسم صورة سيئة عن الشاب الملتزم بأنه متزمت عابس الوجه جامد المشاعر لا يهتم إلا بنفسه والجماعة التي ينتمي إليها، رغم أن الواقع يؤكد خلاف ذلك، مؤكدًا ما ذهبت إليه الحاجة زينب أنه كعالم اجتماع لم يرصد قيام شاب ملتزم بقتل والده أو ضرب والدته أو العكس بسبب المال أو أو شيء من هذا القبيل، موضحًا أن الدين يلعب دورًا كبيرًا في تغيير صورة ونمط حياة الإنسان إلى الأفضل، وما عدا ذلك فإن هذا الإنسان فهم الدين والإسلام بشكلٍ خطأ لا يجب أن يتحمل الإسلام نتائجه.



مشيرًا أن الشباب الملتزم ينقسم إلى قسمين أحدهما شباب متزمت ومتنطع "يقرأ كلمتين من أي كتاب ويُفتي بهما"، والنوع الآخر شباب وسطي يفهم الإسلام بشكلٍ أقرب إلى الإسلام الصحيح، وهو الفهم الذي يرى أن الإسلام دين رحمة ولين، وأنه دين أخلاق ومعاملات وسلوك.



ويرى د. عبد المتعال أن جوهر الموضوع هو فهم الشباب للإسلام؛ لأنهم لو فهموا الإسلام بشكلٍ سليمٍ وصحيح سيكونون شبابًا متميزين ومتفوقين في حياتهم الاجتماعية والإنسانية.



وعاب د. عبد المتعال على بعض الدعاة الجدد الذين يقومون بسرد قصص الصحابة والتابعين دون الوقوف على أخلاقياتهم وسلوكياتهم الحسنة لتوضيح هذه السلوكيات للشباب وتعليمهم إياها، فمن السهل على الإنسان الاستماع إلى القصص ولكن الصعب هو التعلم منها.


المصدر

نقلتها فقط لتعم الفائدة .... منتظر آراءكم



 توقيع : محمد علي